قارن رواد مواقع التواصل الاجتماعي بين طريقتي استقبال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لكل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي جو بايدن.
وقال نشطاء إن بن سلمان استقبل بوتين بحفاوة كبيرة، على عكس الاستقبال "البارد" الذي كان حظي به بايدن عام 2022 في زيارته الأولى للمملكة إثر توليه الرئاسة، منوهين إلى أن المملكة اعتبرت بوتين "ضيفا خاصا".
وأشار نشطاء إلى أن الرئيس الروسي جعل نظيره الأمريكي معزولا وليس العكس، حيث تلخص المصافحات "الملحمية" بينه وبين بن سلمان الجغرافيا السياسية لعام 2023.
وقال محللون إنه "بالنسبة لروسيا، المغزى في حفاوة الاستقبال من حلفاء استراتيجيين لواشنطن في الطرف الآخر، فإن الرسالة من المملكة لإدارة بايدن وواشنطن، أن لحماية أمن الخليج يُمكن التحالف مع لاعبين آخرين، أو على الأقل التحالف معهم لضمانات ووساطات كالصين بين السعودية وإيران". واستذكر رواد مواقع التواصل الاجتماعي المصافحة بقبضة اليد بين بايدن وبن سلمان أمام القصر الملكي، في زيارة استغرق الترتيب لها عدة أشهر.
واحتلت صورة "قبضة اليد" بين بايدن وبن سلمان، الصفحات الأولى في الصحف العالمية، لتنقسم الآراء حولها، بين من اعتبر أن استقبال السعودية للرئيس الأمريكي بتلك الطريقة تعبيرا واضحا عن موقفها ربما منه شخصيا، باعتباره المحرض الأساسي على محاكمة ولي العهد السعودي في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، أو من بلاده وقراراتها، وبين من عزاها للتردد الأمريكي في إظهار الود تجاه المملكة بسبب انقسامات داخلية في واشنطن.
وكتبت صحيفة "وول ستريت جورنال" في افتتاحيتها آنذاك أن بايدن ذهب متوسلا للحصول على النفط من ولي العهد السعودي، لكن كل ما حصل عليه هو مصافحة بقبضته فقط.
وتداول نشطاء صورة القبضة بشكل كبير، مشيرين إلى أن بايدن خاب أمله في السعودية، لكنه فاز بلقاء "أهم قائد في منطقة الشرق الأوسط".
ووصل الرئيس الروسي، مساء أمس إلى العاصمة السعودية الرياض في زيارة رسمية، بعد زيارته للإمارات.
واستمرت المحادثات بينه وبين ولي العهد لأكثر من 3ساعات في قصر اليمامة الملكي.
وقال زعيم حزب "الوطنيين" الفرنسي فلوريان فيليبو، إن السعودية استقبلت رئيس روسيا فلاديمير بوتين، بحفاوة كبيرة خلافا للادعاءات الغربية بأن "روسيا معزولة".
وأكد فيليبو أنه "تم استقبال فلاديمير بوتين في السعودية استقبالا لائقا واعتبره بن سلمان "ضيفا خاصا" على حد وصفه، فيما رُفضت زيارة ماكرون الأسبوع الماضي دون تفسير".
وأشار إلى أن مراسم الترحيب واستقبال بوتين جرت على عكس الادعاءات التي تقول بأن "روسيا معزولة على الساحة الدولية وتخضع للعقوبات".
ووصف السياسة الغربية بـ"الغبية"، وأضاف: "علينا أن نغير المسار بشكل كامل وسريع".
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن التعاون الاستثماري بين روسيا والسعودية سيستمر، لافتا إلى أنه لن يتطرق للحديث عن التفاصيل "بسبب الكم الكبير من الأعداء".
كما أكد بوتين خلال لقائه مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أن "لا شيء يمكنه أن يعيق تطوير العلاقات الودية بين موسكو والرياض".
ومن جهته أكد بن سلمان أن التعاون بين السعودية وروسيا يساعد على ضمان الأمن في الشرق الأوسط.
ووصل الرئيس الروسي، مساء امس إلى العاصمة السعودية الرياض في زيارة رسمية، بعد زيارته للإمارات.