بغداد: بقاء مخيم الهول من دون تفكيك سيجعله مدرسة لجيل جديد من الدواعش
بينما أعلن ما يسمى «التحالف الدولي» الذي تقوده أميركا أنه ما زال يضم أكثر 17 ألف سوري وأكثر من 21 ألف عراقي، أكدت بغداد أمس أن بقاء مخيم الهول الذي تديره ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» بريف الحسكة الشرقي وتحتجز فيه الآلاف من أسر عائلات تنظيم داعش الإرهابي من جنسيات مختلفة، سيجعله مدرسة لجيل جديد من «الدواعش».
وخلال لقائه القائم بالأعمال الفرنسي في بغداد جان كريستوف باري، أكد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، أن هدف العراق هو إغلاق هذا المخيم، لأن بقاءه سيجعل منه مدرسة لجيل جديد من الدواعش، وذلك وفق بيان أصدره مكتب الأعرجي ونقلته قناة «السومري نيوز» العراقية.
وشدد الأعرجي حسب البيان، على التزام العراق بحماية البعثات الدبلوماسية، مشدداً على أهمية تعاون المجتمع الدولي وتماسكه بوجه الأزمات والتحديات، ومشيراً إلى أن ما يحدث في قطاع غزة من قتل للمدنيين والنساء والأطفال لا يمكن القبول به ويجب أن يتوقف.
ولفت إلى أن «استهداف المدنيين مخالف للقانون الدولي الإنساني ومبادئ حقوق الإنسان»، مبيناً أن «استمرار الحرب في غزة يؤجج الكراهية في المنطقة ويعرّض أمنها إلى خطر حقيقي»، ومشدداً على أن «لا أمن أو استقرار في المنطقة إلا بإعطاء الفلسطينيين حقهم بدولة مستقلة ذات سيادة كاملة».
ومطلع تشرين الثاني 2022، أعلن الأعرجي أنه تم نقل 1567 عائلة من «مخيم الهول» وأدخلوا إلى «مخيم الجدعة» في أطراف مدينة الموصل محافظة نينوى العراقية لإعادة تأهيلهم، مشيراً إلى إعادة 900 عائلة عراقية إلى مناطقها الأصلية.
وكشف عن عودة 2945 متهماً عراقياً بالإرهاب تمت محاكمة أغلبهم وفق القوانين العراقية.
في غضون ذلك، نشر ما يسمى «التحالف الدولي»، إحصائية تتعلق بالموجودين في مخيم الهول لغاية شهر كانون الأول الجاري، حيث أشارت الإحصائية إلى أن عدد العراقيين الموجودين حالياً في المخيم هو 21633 شخصاً، فيما أعيد توطين 736 شخصاً، بواقع 186 عائلة، في العراق الشهر الماضي، وذلك حسبما ذكرت شبكة «رووداو» الكردية العراقية أمس.
وأوضح «التحالف»، أن 340 شخصاً، بواقع 92 عائلة، غادروا «مركز الجدعة» للتأهيل المجتمعي، مشيراً إلى أن عدد السوريين الموجودين في «الهول» الآن هو 17002.
والأربعاء الماضي كشف القيادي في «الإطار التنسيقي» العراقي تركي العتبي في تصريح نقلته وكالة «المعلومة» أن أميركا رفضت 4 مرات طلباً عراقياً بتفكيك «مخيم الهول» بشكل نهائي، مؤكداً أن هذا يظهر أنه أهم أجندة لـــ«البيت الأبيض» في منطقة الشرق الأوسط الذي يحرك حالة الفوضى متى أراد، مضيفاً: إن «هذا ما يفسر عرقلة أي محاولات لإنهاء مخيم كرس لإدامة الفكر المتطرف وتغذيته لآلاف الأطفال».
وتحتجز «قسد» المدعومة من قوات الاحتلال الأميركي في مخيماتها شمال شرق البلاد التي يعد «الهول» أبرزها، إضافة إلى نازحين سوريين وعراقيين، آلافاً من مسلحي تنظيم داعش وعائلاتهم بينهم الكثير من الأجانب الذين ترفض بلدانهم الأصلية استعادتهم خوفاً من أن يرتد عليها إرهابهم، بعد ما قدمت تلك الدول الدعم لهم في سورية.