طوفان الأقصى.. الاحتلال يواصل عملياته العسكرية ويعترف بفشله في إنقاذ المحتجزين والقسام وسرايا القدس تستهدفان في عمليات مشتركة جنود الاحتلال وآلياته شمالي غزة
في اليوم الـ82 للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية برا وجوا وبحرا، في حين بثت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- صورا قالت إنها لاستهداف آليات إسرائيلية متوغلة في منطقة شيخ الزايد شمال غزة. كما رصدنا رشقة صاروخية انطلقت من غزة، دوت على إثرها صفارات الإنذار في عسقلان على غلاف غزة. في هذه الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 5 ضباط، بينهم قائد سرية في لواء ناحال من قوات النخبة، إضافة إلى جنديين. كما سجل إصابة 43 آخرين -بينهم 9 إصابتهم خطيرة- في معارك قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية. ويرتفع بذلك عدد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي المعلن عنهم بشكل رسمي منذ بدء التوغل البري في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 164، و495 قتيلا منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من الشهر ذاته. وفي إسرائيل، تظاهر عند مدخل مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب عشرات من عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة وداعمون لهم، ويطالب المتظاهرون الحكومة الإسرائيلية بالعمل على الإفراج عن الأسرى بشكل فوري، ورفعوا لافتات تدعو للتوصل إلى صفقة تبادل قبل فوات الأوان.
استهدفت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، ومعها سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، ضمن عملية مشتركة، 5 آليات عسكرية للاحتلال بقذائف "تاندوم" و"الياسين 105"، في محاور التقدم في جباليا البلد، شمالي قطاع غزة. وبالأسلحة الرشاشة وبقذائف الـ"TBG"، وفي عملية مشتركة أيضاً، استهدف مقاومو القسام والسرايا قوة إسرائيلية متحصّنة في أحد المنازل في جباليا البلد، الأمر الذي أدّى إلى وقوع الجنود الإسرائيليين بين قتيل وجريح. وفي عملية منفصلة، تمكنت القسام من استدراج قوات إسرائيلية خاصة إلى أحد المنازل في مدينة بيت حانون، شمالي القطاع، ثمّ تدمير المنزل بـ3 عبوات أفراد وعبوة صدمية وعبوة "شواظ"، الأمر الذي أدى إلى مقتل كل القوة، واغتنام سلاح رشاش من نوع "هنيغف".
و فجّرت القسام فتحة نفق بقوة إسرائيلية من 8 جنود، شرقي مخيم البريج وسط القطاع، مؤكدةً إيقاعهم بين قتيل وجريح. وجرى الاستهداف بقذائف "الياسين 105" محلية الصنع. وبحسب المشاهد، فإنّ مقاتلي الكتائب نفذوا عمليات الاستهداف بين أنقاض المباني التي قصفها الاحتلال الإسرائليي في عدوانه المستمر على القطاع منذ 81 يوماً. من جهتها، نشرت سرايا القدس مشاهد عن الرشقات الصاروخية، التي قصفت بها المدن المحتلة والمستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية. وأكدت أنها استهدفت حشود الاحتلال العسكرية في منطقة عبسان، شرقي خان يونس، جنوبي القطاع، بوابل من قذائف الهاون، عيار 60 ملم. بدورها، أعلنت كتائب المقاومة الوطنية (قوات الشهيد عمر القاسم)، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أنها خاضت اشتباكات عنيفة في وسط خان يونس وشماليّها، جنوبي القطاع. وأضافت أن مقاتليها استهدفوا قوة من "جيش" الاحتلال بقذائف الـ "RBG"، مشيرةً إلى أنها أوقعت قتلى وإصابات في صفوفها، خلال معركة "طوفان الأقصى". ودكّت تجمعاً لآليات الاحتلال المتقدمة شرقي البريج عند "بوابة أبو مطيبق" بعدد من قذائف الهاون من العيار الثقيل. من جهته، اعترف "جيش" الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، بمقتل جنديين خلال المعارك البرية في قطاع غزّة. وكشف أن الجندين من الكتيبة 8104، تشكيل "رام 179"، قُتلا أمس، في المواجهات في جنوبي القطاع مع المقاومة الفلسطينية. واعترف "جيش" الاحتلال أيضاً بـ 4 إصابات خطرة، بينها ضابط، وأصيب جنديان من الكتيبة الـ82 وضابط في الكتيبة الـ75، تشكيل "ساعَر ميغولان 7"، جنوبي القطاع. كما أُصيب جندي احتياط في الكتيبة 6646، تشكيل "شعالب ماروم 646"، شمالي القطاع.
المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تواصل التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة، عند عدة محاور، رغم استمرار القصف المدفعي الإسرائيلي العنيف
تواصل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تصدّيها لقوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة، عند عدة محاور، حيث تلتحم معها، رغم القصف المدفعي الإسرائيلي الجنوني، بحسب مراسل سيريا ستار تايمز. وأفاد مراسلنا في شمالي القطاع باستمرار الاشتباكات بين المقاومة والقوات الإسرائيلية، التي تراجعت في جباليا البلد وبيت حانون. وفي المنطقة الوسطى من قطاع غزة، وتحديداً في شرقيها، تخوض المقاومة الفلسطينية اشتباكاتٍ عنيفةً مع قوات الاحتلال، وسط قصف عنيف من المدفعية الإسرائيلية. وأمس، استهدفت كتائب الشهيد عز الدين القسّام وسرايا القدس، في عمليتين مشتركتين، آلياتٍ عسكريةً إسرائيليةً، شمالي قطاع غزة، وقوةً إسرائيليةً متحصّنةً في أحد المنازل في جباليا البلد، موقعين جنودها بين قتيل وجريح.
ومع استمرار المعارك البرية في القطاع، تكبّد المقاومة الفلسطينية الاحتلال خسائر فادحةً في الأرواح والعتاد، أقرّ "الجش" الإسرائيلي بمقتل 3 جنود من لواء "غفعاتي"، بينهم ضابط، شمالي غزة. وارتفع عدد قتلى "جيش" الاحتلال إلى 498، منذ بدء المقاومة الفلسطينية ملحمتها "طوفان الأقصى" في الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، فيما قُتل 164 ضابطاً وجندياً، منذ بدء المعارك البرية في قطاع غزة. اقرأ أيضاً: رئيس أركان الاحتلال: المعركة في غزة معقّدة.. وتفكيك "حماس" أمر صعب ويشكّل الضباط نحو 27% من قتلى "الجيش" الإسرائيلي، بينهم قادة ألوية وقادة كتائب وغيرهم من الضباط الكبار، وفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية. أما فيما يتعلّق بجرحى "الجيش"، فبلغ عددهم 2066، بينهم 874 جريحاً أُصيبوا خلال المعارك البرية مع المقاومة، بحسب أرقام "الجيش"، إلا أنّ إعلام الاحتلال يؤكد وجود أعداد مصابين أعلى بكثير من تلك المعلنة. وعلى الرغم من الرقابة المشدّدة التي تفرضها المؤسسة العسكرية الإسرائلية على نشر أعداد القتلى والمصابين من "الجيش"، في محاولةٍ لإخفاء ما تتكبّده من خسائر خلال المعارك المستمرة والمتصاعدة مع المقاومة الفلسطينية، تثبت البيانات الدقيقة التي تصدرها المقاومة، والمقاطع المرئية التي توثّق استهدافاتها، حجم الخسائر التي يُمنى بها "جيش" الاحتلال.