الكونغو تجدّد ولاية رئيسها تشيسكيدي.. وتخوّف من تحركات معارضة
جدّدت جمهورية الكونغو الديموقراطية لرئيسها منذ بداية العام 2019، فيليكس تشيسكيدي، بعد حصوله على 73.34% من الأصوات في انتخابات أجرتها البلاد، وفق النتائج الرسمية، التي صدرت أمس. بينما وصفت المعارضة في الكونغو هذه الانتخابات بـ "الزائفة" مطالبةً بإلغائها. وأعلن 9 مرشحين من المعارضة رفضهم "بشكل قاطع هذه الانتخابات الصورية"، وفق ما جاء في بيانهم المشترك. وأضافوا، في البيان، "نطلب من شعبنا، فور الإعلان عن تزوير الانتخابات، أن يتظاهر بشكل حاشد وينزل إلى الشارع". ومنذ ما قبل صدور النتائج الرسمية، وقبل يوم الاقتراع، كان المعارضون قد وصفوا الانتخابات بأنها "فوضى عارمة"، ودعت 15 سفارة إلى "ضبط النفس". وفي ظل هذه الظروف، دعت الولايات المتحدة إلى "حل سلمي وشفاف" لأي نزاع انتخابي في الكونغو، مشيرةً إلى أنها تراقب العملية "عن كثب". وأفادت بعثة ما يسمى "حفظ السلام الأممية"، بملاحظتها أن أحد المرشحين "برز بشكل ملحوظ عن الآخرين، إذ حصل وحده على أكثر من نصف الأصوات"، وقالت إنها "رصدت حالات عدة من المخالفات التي يُحتمل أن تؤثّر في نزاهة نتائج الاقتراع في مناطق معينة". وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: "يجب حل أي نزاع انتخابي سلمياً ووفقاً للقانون الانتخابي الكونغولي"، دون أن يهنئ تشيسيكيدي على الفور. وأضاف "ندعو السلطات المعنية إلى ضمان التعامل مع أي شكاوى بشكل عادل وشفاف". من جهتها، أكدت السلطات في كينشاسا أنها اتخذت كل الإجراءات لمنع التجاوزات. ونقلت وكالة "فرانس برس" الفرنسية وجود إجراءات أمنية معززة، يوم صدور النتائج الرسمية، في نقاط مختلفة في العاصمة ولوبومباشي. وذكرت الحكومة أيضاًَ أن الخلافات الانتخابية سترفع إلى المحكمة الدستورية، التي ستكون مسؤولة عن إعلان النتائج النهائية للاقتراع الرئاسي، مبدئياً في 10 كانون الثاني/يناير الجاري، بينما قال المعارضون إنهم "لن يستعينوا بهذه المحكمة التي لا يثقون بها، ولا حتى اللجنة الانتخابية التي يعتبرونها تابعة للسلطة". وعلّق المحلل السياسي في معهد "إيبوتيلي" للأبحاث، تريزور كيبانغولا، على نتائج الانتخابات الرئاسية، قائلاً إن أداء الرئيس تشيسكيدي "يفوق كل التوقعات". وصرّح لوكالة "فرانس برس" الفرنسية بأن "ديناميكية حملته نجحت"، لافتاً إلى أن النتائج المرتفعة جداً في بعض المناطق "تثير تساؤلات" حول "تأثير المخالفات التي لاحظها المراقبون". وفي سؤال عن الخطوات التي قد تتخذها المعارضة في الكونغو بعد الانتخابات، أجاب كيبانغولا أن "إعادة تحريك الشارع احتجاجاً على فوز تشيسكيدي سيكون معقداً، خاصة في كينشاسا"، مشيراً إلى أن الأنظار تتركّز نحو جنوبي شرقي البلاد، مناطق التعدين، حيث ثمّة شكوك بشأن طبيعة الأحداث. ووفقاً لكيبانغولا فإن خطابات الهوية في الحملة الانتخابية "أحدثت شروخاً في المجتمع الكونغولي". ويُشار إلى أن منطقة جنوبي شرقي الكونغو شهدت أوضاعاً أمنية متوترة خلال الحملة الانتخابية، وتشهد المنطقة تأجيجاً للتوتر لمدة عامين مع عودة "حركة إم 23" بدعم من رواندا المجاورة. وبحسب النتائج الصادرة عن اللجنة الانتخابية، جاء في المرتبة الثانية بعد تشيسكيدي، الحاكم السابق لولاية كاتانغا (جنوبي شرقي البلاد)، مويس كاتومبي، والذي حصل على 18.08% من الأصوات. ثمّ المرشح في الانتخابات الرئاسية عام 2018، مارتن فايولو (5.33%) ثم رئيس الوزراء الأسبق (2008-2012) أدولف موزيتو (1.12%)، بينما لم يحصل المرشح دنيس موكويغي، إلا على 1% من الأصوات. ودُعي 44 مليون ناخب من ما نسبته حوالى 100 مليون نسمة في الكونغو، وسط القارة الإفريقية، إلى صناديق الاقتراع لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، ولأول مرّة انتخاب المستشارين المحليين. وكان مقرراً إجراء الانتخابات في 20 من كانون الأول/ديسمبر. لكنها تأحلت بسبب مشاكل لوجستية إلى 21 منه. واستمرت لعدة أيام في بعض المناطق النائية حتى 27 منه بحسب بعثة مراقبة الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية.