مع أول دقيقة من العام الجديد، ودخول العدوان الإسرائيلي على غزة يومه الـ87، قصفت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تل أبيب وضواحيها بوابل من الصواريخ من طراز "إم 90" ردا على "المجازر الصهيونية بحق المدنيين الفلسطينيين". وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن إسرائيل استقبلت السنة الجديدة بوابل من الصواريخ من قطاع غزة. وفي وقت سابق، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الجيش قرر تسريح 5 ألوية قتالية تعمل في قطاع غزة، منها لواءا الاحتياط 551 و14، إلى جانب 3 ألوية تدريب.
أكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام - الجناح العسكري لحركة حماس، أنها أطلقت رشقة صاروخية كبيرة نحو "تل أبيب"، عند منتصف الليل مع بداية العام 2024. وأعلنت القسام في بيان أنها استهدفت "تل أبيب" وضواحيها بوابل من الصواريخ من طراز "M90" رداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين. واستقبل أهالي قطاع غزة الرشقة الصاروخية بالتكبيرات والهتافات المؤيدة للمقاومة، فيما وصلت أصوات انفجار صواريخ المقاومة الفلسطينية في "تل أبيب" وفي سمائها إلى الضفة الغربية.
الإعلام الإسرائيلي: لم نتمكّن من إحباط الهجوم الصاروخي
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ 27 قذيفة صاروخية تم إطلاقها من قطاع غزة الليلة، مشيرةً إلى أنّ "حماس أثبتت استمرار امتلاكها قدرات إطلاق قذائف صاروخية". وذكر بوعاز غولان، مؤسس الموقع الإخباري "0404" ومذيع في "قناة 14" الإسرائيلية، أنه "قبل عدة ساعات قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للمراسلين العسكريين إن قدرة القصف من غزة تراجعت بصورة مهمة، إلى 14 مقذوفاً في اليوم كمعدل وسطي، وإذ بحماس تطلق عشرات الصواريخ.. حان الوقت لنتوقّف عن إهانة أنفسنا!". أما هالل بيتون روزِن، مراسل الشؤون العسكرية في "قناة 14" الإسرائيلية، فأكد أنّ "صلية 2024 الصاروخية كشفت أنه لا يوجد استخبارات، ولا إحباط مسبقاً، ولا سحق بعدها، برغم مرور ثلاثة أشهر على بدء الحرب، وفيما قواتنا تعلن أنها موجودة في معظم القطاع".
"المقاومة لم تفقد منظومة القيادة والسيطرة"
أما أمير بوخبوط، محلل الشؤون العسكرية في موقع "واللا" الإسرائيلي، فاعتبر أنّ "الصليات الصاروخية من قطاع غزة تُثبت أنّ حماس لا تزال لديها منظومة قيادة وسيطرة تعمل، وبقدرات إطلاق إلى مديات بعيدة، وأنه من الصعب جداً تعريف مناطق واضحة على أنها "مطهّرة"، خصوصاً بسبب كثرة المواقع تحت الأرض". وأضاف أنّ "التحديات في قطاع غزة بالتالي بقيت حتى الآن كما هي: الأسرى، مسؤولو المنظمة (حماس)، والبنى التحتية (للمقاومة)، ما زالت موجودة. وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أنّ "هذه الصليات هي إشارة تحذير لمن يُكثرون الحديث عن اليوم التالي ويسارعون للاعتقاد بأنه يمكن الخروج من الحرب".
وأظهرت مشاهد سقوط صاروخ أطلقته كتائب القسام على مدينة الرملة المحتلة جنوب غرب "تل أبيب"، كما أظهرت مشاهد أخرى احتراق منزل وصواريخ تتجاوز منظومة القبة الحديدية، فيما بثّ القصف الصاروخي الذعر في نفوس المستوطنين الذين هرعوا إلى الملاجئ.
المعارك البرية ضد الاحتلال مستمرة والمقاومة تتصدى لتوغلاته شمالاً وجنوباً
وفي وقت سابق أمس، أعلنت كتائب القسّام وكتائب المجاهدين استهداف طائرة "أباتشي" للاحتلال الإسرائيلي، جنوبي حي الزيتون في مدينة غزّة بصاروخ "سام 7"، كما أسقطت القسّام طائرة استطلاع إسرائيلية من طراز "سكاي لارك 2" كانت في مهمّة استخبارية في بيت لاهيا شمالي قطاع غزّة. وأكدت القسّام أنّ مقاتليها استهدفوا قوات خاصة للاحتلال الإسرائيلي، شرقيّ حي التفاح بالعبوات والقذائف، وأنّهم اشتبكوا معهم بالأسلحة الرشاشة، إضافة إلى استهداف 5 آليات صهيونية في منطقة التفاح والدرج بعبوات "شواظ" وقذائف "الياسين 105". كذلك دكت كتائب القسام تجمّعاً لآليات وجنود الاحتلال شرق بلدة خزاعة جنوب قطاع غزة بقذائف الهاون.
أمّا في مدينة خان يونس، فاستهدفت القسّام جرّافة صهيونية من نوع D9 بقذيفة "الياسين 105" شمالي المدينة جنوبي القطاع، ودكَّ المقاومون عدّة تجمّعات لآليات وجنود الاحتلال في مدينة خان يونس جنوبي القطاع بقذائف الهاون. كذلك، نشرت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، مشاهد لمنظومة الصواريخ التي تمتلكها، ومدى كل صاروخ وقدرته التدميرية
سرايا القدس تفجر نفقاً بمشاة الاحتلال في الشجاعية
بدورها، أعلنت سرايا القدس-الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنّ مقاتليها فجّروا فتحة أحد الأنفاق خلال وجود مجموعة من جنود الاحتلال قربه في حي الشجاعية شرقي مدينة غزّة، وأوقعوا المجموعة بين قتيل وجريح. كذلك، أعلنت السرايا قنص جندي إسرائيلي في حي التفاح في مدينة غزّة. فيما تم استهداف التجمّعات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي بوابل من قذائف الهاون في منطقة تل الهوا جنوبي غربي غزّة. واستهدفت برشقة صاروخية وقذائف الهاون من العيار الثقيل تحشدات الاحتلال، ومقراً للقيادة والسيطرة في أرض "أبو عريبان" جنوبي شرقي حي الزيتون.
في غضون ذلك، خاضت كتائب المقاومة الوطنية-قوات الشهيد عمر القاسم، اشتباكات عنيفة شرقي مخيم المغازي وجنوب شرقي خزاعة مع قوات الاحتلال، وأوقعت عناصرها بين قتيل وجريح. أمّا مقاتلو كتائب المجاهدين، فاستهدفوا زورقاً حربياً للاحتلال الإسرائيلي في البحر غربي مدينة غزّة بصاروخ سعير. كما دكَّ مقاتلو كتائب المجاهدين بقذائف الهاون، تجمعات لجنود وآليات عسكرية للاحتلال الإسرائيلي، شمالي غربي منطقة الشاطئ في مدينة غزّة. كذلك، أعلنت كتائب المجاهدين أنّ مقاتليها دكّوا تجمّعات الجنود والآليات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي بقذائف الهاون والصواريخ قصيرة المدى جنوبي شرقي الزيتون وجنوبي غربي تل الهوا في محاور التقدّم في مدينة غزة.
فيما خاض مقاتلو كتائب شهداء الأقصى اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في محور شرقي التفاح بصليات من الرصاص وقذائف "RPG". واستهدف مقاتلو كتائب شهداء الأقصى، حشوداً للاحتلال الإسرائيلي في محور التقدّم بحي التفاح بقذائف الهاون من العيار الثقيل. كذلك، أطلقت ألوية الناصر صلاح الدين قذيفتي R.P.G نحو قوة صهيونية راجلة شرق مخيم البريج، وأوقعت فيهم إصابات مباشرة. ومع استمرار المعارك البرية في القطاع، ومواصلة المقاومة تكبيد الاحتلال خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، أقرّ "الجيش" الإسرائيلي بمقتل جنديين إسرائيليين في المعارك البرية الدائرة في غزّة. وبسقوط القتيلين الجديدين، أمس، يرتفع عدد قتلى "الجيش" الإسرائيلي، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إلى 506، وإلى 189 منذ بدء التوغّل البري واندلاع المعارك في قطاع غزّة، في الـ 27 من الشهر نفسه.