الحوثيون قوة عسكرية كاملة وليسوا عصابات.. أوروبا تتحمل العبء الأكبر من التصعيد القائم في البحر الأحمر
أكد الخبير الروسي ألكسندر نازاروف انخفاض حركة الشحن عبر قناة السويس بنسبة 40% على خلفية التوتر في البحر الأحمر، مشيرا إلى أن عواقب ذلك ستستمر على المدى المتوسط.
وقال: "لا يمكن القضاء على تهديدات الحوثيين عن طريق جلب سفن حربية إلى باب المندب، وهو ما أظهرته الضربات الأمريكية الأخيرة، لذلك سيكون لهذا التوتر عواقب على المدى المتوسط على الأقل، التأثير الاقتصادي واضح بالفعل، انخفضت حركة الشحن عبر السويس بنسبة 40%، وتراجعت الواردات البحرية إلى أوروبا إلى أقل مما كانت عليه خلال جائحة كورونا". وأشار إلى أن تهديدات الحوثيين أكثر خطورة من القراصنة الصوماليين في المنطقة، وأن الحوثيين قوة عسكرية كاملة وليسوا عصابات. وأكد أن أكبر شركات التأمين في العالم ترفض تأمين السفن التي تمر عبر مضيق باب المندب، مشيرا إلى أن التوتر سيؤثر بشكل أساسي على مصر والدول الأوروبية. كما أكدت مجموعة "آسيا" للاستيراد والتصدير أن تأثير التوتر في البحر الأحمر على حركة الشحن "سيزيد أسعار التأمين على السفن التي تمر عبر قناة السويس بشكل كبير". وأشارت إلى أن المزيد من شركات الشحن تختار طريقا بديلا عبر رأس الرجاء الصالح، وبالتالي تتجنب البحر الأحمر. وأضافت: "من الملفت أنه حتى شركات الشحن من الدول التي ليس لها صلة بإسرائيل والولايات المتحدة تقرر تجنب المرور في البحر الأحمر، وعلى سبيل المثال السفن الصينية ليست مهددة، لكنها تختار طريقا بديلا". طريق رأس الرجاء الصالح يزيد من مدة نقل البضائع حوالي 10 أيام، وكلفة الشحن بمعدل ألف دولار للحاوية.
"وول ستريت جورنال": أوروبا تتحمل العبء الأكبر من التصعيد القائم في البحر الأحمر
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إنّ التصعيد القائم في البحر الأحمر يعرقل حركة الشحن، وأوروبا تتحمل العبء الأكبر"، لافتةً إلى أنّ هذا التطور يهدد بتوسيع الفجوة الاقتصادية بينها وبين الولايات المتحدة. ووفق الصحيفة، فإنّ الهجمات التي يشنها اليمنيون أقنعت المزيد من شركات النقل باختيار الرحلة الأكثر أماناً ولكن الأطول والأكثر تكلفة حول أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح. وتؤكد صنعاء حرصها على أمن الملاحة في البحر الأحمر والبحر العربي وباب المندب، مشيرة إلى أن عملياتها تستهدف حصراً السفن الإسرائيلية وتلك المتجهة إلى كيان الاحتلال، وذلك في إطار مساندتها لغزة. وتطورت العمليات مؤخراً لتشمل السفن الأميركية نتيجة العدوان الأميركي على اليمن والذي أسفر عن وقوع شهداء وجرحى. وتؤكد صنعاء أن الولايات المتحدة الأميركية تعمل على عسكرة البحر الأحمر، وتوسيع الصراع في المنطقة. وبالعودة إلى الصحيفة الأميركية، فإنّ هذا التصعيد سيؤدي إلى رفع تكاليف الشحن، وقلق تجار التجزئة الرائدين بشأن نفاد المخزون، مشيرةً إلى أنّ بعض المصانع أوقفت العمل بسبب عدم توفر الأجزاء اللازمة. ويعتقد الاقتصاديون أن انخفاض التضخم الذي تمتعت به أوروبا العام الماضي يمكن أن يتباطأ، مما يعيق التخفيض المحتمل في أسعار الفائدة الرئيسية، في حال استمرت الهجمات اليمنية. وتشير تقديرات خبراء الاقتصاد إلى أن مضاعفة تكاليف الشحن على مدى أكثر من ثلاثة أشهر من الممكن أن تدفع معدل التضخم في منطقة اليورو إلى الارتفاع بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية وتخفض النمو الاقتصادي بمقدار نقطة مئوية تقريباً. ومع ضعف اقتصاد منطقة اليورو بالفعل، فقد يدفعه ذلك إلى الانكماش خلال عام 2024. وقبل أيام، أفادت وكالة "بلومبرغ" الأميركية، بـ"قفز أسعار النفط الأوروبية"، بعدما "دفعت المخاوف بشأن انقطاع الإمدادات عبر البحر الأحمر ومن ليبيا، شركات التكرير إلى الإسراع لتأمين الشحنات". كما أضافت أنّ شركات التكرير الأوروبية "تشعر بقلق متزايد، بشأن التأخير المحتمل في التدفّقات من الشرق الأوسط، ولا سيما المملكة العربية السعودية والعراق، وسط التوتر المتصاعد". وذكرت "بلومبرغ" أنّ الاقتصاد الأوروبي "بدأ يشعر بالموجة الأولى من اضطرابات الشحن في البحر الأحمر، مع استمرار التوتر القائم".
جماعة "أنصار الله" اليمنية تعلن تلقيها "ردود أفعال إيجابية" من عدة دول بشأن عملياتها البحرية
أعلنت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) اليمنية، تلقيها ردود فعل وصفتها بـ "الإيجابية" من دول عربية وصديقة، بشأن عملياتها في البحر الأحمر وبحر العرب التي تقول إنها تستهدف السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إلى موانئها، متهمةً أمريكا بدفع شركات الملاحة إلى تغيير مسارها. القاهرة – سبوتنيك. وقالت وزارة الخارجية في الحكومة التابعة لـ "أنصار الله"، اليوم السبت، حسب ما نقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" في صنعاء التي تديرها الجماعة، إنها "تلقت ردود فعل إيجابية من الدول الشقيقة والصديقة بشأن نطاق العمليات اليمنية التي تستهدف سفن العدو الإسرائيلي أو المتوجهة إلى موانئه في فلسطين المحتلة".
وأضافت، "أبلغنا الدول الشقيقة والصديقة أن قرار منع الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي يقتصر على منع عبور سفن العدو الإسرائيلي أو المتوجهة إلى موانئه في فلسطين المحتلة، بهدف وقف العدوان الإجرامي الصهيوني على قطاع غزة ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني".
وذكرت أنه "لا يوجد أي خطر على الملاحة الدولية". متهمةً أمريكا بـ "الوقوف وراء تحريض ودفع بعض شركات الملاحة إلى تغيير مسارها بهدف وقف كافة أشكال الضغط على العدو الصهيوني ليواصل جرائمه بحق الشعب الفلسطيني".
ووفقاً لوزارة الخارجية في حكومة "أنصار الله"، "الدول أبدت تفهمها للأهداف الإنسانية للعمليات اليمنية في البحر الأحمر".