سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


أبرز تطورات.. معارك ضارية شمال غزة وعشرات الشهداء بـ14 مجزرة.. فشل إسرائيل بتحقيق أهدافها في غزة يفاقم إحباط القيادة العسكرية ونتنياهو يعارض تصريحات بايدن


في اليوم الـ107 من الحرب الإسرائيلية على غزة، تجددت الاشتباكات بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال في جباليا وبيت لاهيا شمال القطاع، وفي شرق خان يونس جنوبه، في حين واصلت قوات الاحتلال ارتكاب المجازر عبر غاراتها الجوية، وقصفها المدفعي مناطق عدة. وترافق ذلك مع مواصلة جيش الاحتلال حملته بمناطق عدة بالضفة الغربية، ودهمت قواته منازل وشنت اعتقالات خلال اقتحامات شملت مخيمي بلاطة شرق نابلس وشعفاط شمال القدس، وساحة المهد ومخيم الدهيشة وبلدة تقوع في بيت لحم، وبلدة بني نعيم شرق الخليل وحي خروبة في جنين. في الأثناء، تصاعد الغضب في الأوساط السياسية الأميركية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى درجة أن أحد المشرعين وصفه بالكارثة.


وازدادت المعارك بين قوات الاحتلال والمقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة ضراوة، وأقر الاحتلال بإصابة 16 من جنوده، كما واصل مجازره وقصفه العنيف لمناطق متفرقة من القطاع، خلفت عشرات الشهداء والجرحى. وقالت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إن فصائل المقاومة تصدت لمحاولات تقدم من قبل قوات الاحتلال في شرق جباليا. كما أعلنت قصف جنود إسرائيليين، شمال شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، بقذائف هاون من العيار الثقيل. وبثت القسام مقطعا مصورا لاستهداف آليات إسرائيلية متوغلة داخل موقع الجعبري شرق جباليا حيث تتصاعد حدة الاشتباكات المسلحة. وأفاد مراسل سيريا ستار تايمز أن قوات الاحتلال كثفت قصفها الجوي والمدفعي، وأن أصوات اشتباكات بالأسلحة الرشاشة الثقيلة سُمعت شرق جباليا. من جهتها، قالت كتائب سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنها استهدفت تمركزا إسرائيليا بمحيط مسجد الشهداء في خان يونس يُستخدم في القيادة والسيطرة. وبثت سرايا القدس مشاهد قالت إنها لعملية قنص نفذها مجاهدوها ضد جنود إسرائيليين جنوب لواء غزة في القطاع. وقالت سرايا القدس إنها دمرت آليات عسكرية لجيش الاحتلال وأوقعت جنوده بين قتيل وجريح في كمين شرق غزة.

جرحى بجيش الاحتلال

في المقابل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إصابة 16 عسكريا في معارك غزة. بدروها، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن جندي احتياط عائدا من المعارك في قطاع غزة أطلق النار على صديقه وقتله في تل أبيب. من جانب آخر، قال المتحدث العسكري الإسرائيلي إن طائرة مسيرة تابعة لسلاح الجو قصفت أمس مجموعة من المسلحين حاولوا زرع عبوات ناسفة شمالي قطاع غزة. كما أعلن جيش الاحتلال تدمير منصات لإطلاق صواريخ من القطاع ومبان عدة استخدمت لرصد ومراقبة قواته في القطاع. وقال إن قواته عثرت على ورشة لتصنيع الصواريخ شمال قطاع غزة تابعة لحركة الجهاد الإسلامي ودمرت محتوياتها. كما أعلن تدمير منصات لإطلاق عدد من الصواريخ الطويلة المدى عثرت عليها شمال قطاع غزة.

14 مجزرة

في غضون ذلك، قالت وزارة الصحة في غزة إن الاحتلال ارتكب 14 مجزرة ضد العائلات في القطاع راح ضحيتها 165 شهيدا و280 جريحا خلال الساعات الـ24 الماضية. وأفاد مراسل سيريا ستار تايمز باستشهاد 11 فلسطينيا جراء القصف الإسرائيلي العنيف والمتواصل على مناطق مختلفة في القطاع. وأفاد المراسل باستشهاد 3 فلسطينيين في قصف على منطقة تل السلاطين غرب بيت لاهيا شمالي القطاع، و4 آخرين في قصف استهدف شقة بمخيم النصيرات وسط القطاع. كما أفاد بوصول جثامين 3 شهداء لمستشفى كمال عدوان في غزة بعد انتشالهم من تحت ركام منزل تعرض للقصف في منطقة تل السلاطين في بيت لاهيا. وبشأن عدد الضحايا منذ الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت الوزارة ارتفاعه الى 24 ألفا و927 شهيدا، إضافة إلى 62 ألفا و388 جريحا. وفي جنوب القطاع، أفاد مراسل سيريا ستار تايمز بأن قوات الاحتلال نسفت عددا من المنازل في بلدة القرارة، فيما شنت المقاتلات الإسرائيلية غارات جوية وقصفت المدفعية بني سهيلا والزَنّة وعبسان شرق خان يونس. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن قوات الاحتلال استهدفت محيط مستشفى الأمل في خان يونس بسلسلة غارات جوية وقصف مدفعي. وفي وقت سابق، تعرض محيط مستشفى الشفاء الطبي في غزة لقصف جوي ومدفعي إٍسرائيلي، وأفاد مراسل سيريا ستار تايمز بأن المنطقة التي استهدفتها إسرائيل تضم مجمعات سكنية يعيش فيها عدد كبير من المدنيين، مضيفا أن عددا من الجرحى لم يُنتشلوا من المكان حتى الآن.

نيويورك تايمز: فشل إسرائيل بتحقيق أهدافها في غزة يفاقم إحباط القيادة العسكرية

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها الرئيسية بعد أكثر من 100 يوم على اجتياح غزة يثير إحباطا متزايدا بين قادتها العسكريين ويدفع بعضهم إلى الاعتقاد بأن استعادة المحتجزين في القطاع ممكنة فقط من خلال الوسائل الدبلوماسية لا العسكرية. ونشرت الصحيفة تقريرا مطولا تضمن خلاصة خطط سرية للعمليات العسكرية وإفادات قادة عسكريين ومسؤولين سياسيين إسرائيليين عن سير الحرب. وأشارت نيويورك تايمز إلى أنه في ضوء التقدم المحدود الذي أحرزته إسرائيل فيما يتعلق بتفكيك بنية حركة حماس في غزة، فإن الشكوك تتزايد في أوساط القيادة العسكرية العليا بشأن إمكانية تحقيق الهدفين الرئيسيين للحرب، وهما القضاء على حماس واستعادة أكثر من 100 أسير لا يزالون محتجزين في غزة، ويعتقد أن الحركة تحتجز أغلبيتهم. وأوضحت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي فرض سيطرته في غزة على جزء أصغر مما تصوره في خطط المعركة منذ بداية الحرب. وقالت إن الخطط الإسرائيلية تضمنت السيطرة على مدن غزة وخان يونس ورفح بحلول أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، وهو ما لم يتحقق. وأضافت أن وتيرة تقدم الحملة العسكرية التي كانت أبطأ من المتوقع دفعت عددا من القادة العسكريين الإسرائيليين إلى التعبير عن إحباطهم من إستراتيجية القيادة السياسة بشأن غزة، كما دفعهم ذلك إلى الاعتقاد بأن استعادة المحتجزين المتبقين في القطاع سيكون ممكنا فقط من خلال الدبلوماسية بدلا من الوسائل العسكرية. ونقلت الصحيفة الأميركية عن قادة عسكريين إسرائيليين أن استعادة الأسرى وتدمير حركة حماس أصبحا الآن هدفين غير متوافقين. كما أوردت تصريحات أدلى بها -الخميس- عضو مجلس الحرب الإسرائيلي غادي آيزنكوت وأقر فيها بعدم تحقق أهداف الحرب، وبعدم إمكانية استعادة المحتجزين عبر الوسائل العسكرية. وأشارت إلى أن القادة العسكريين الإسرائيليين كانوا يعتقدون قبل الحرب أن شبكة الأنفاق التي بنتها حركة حماس تمتد 100 ميل (160 كيلومترا) فقط ولكنهم يقدرون الآن أنها ربما تمتد لمسافة 450 ميلا (725 كيلومترا).

مأزق إستراتيجي

ونقلت نيويورك تايمز عن المسؤولين الإسرائيليين أن المأزق الإستراتيجي أدى لتفاقم إحباط الجيش بشأن تردد القيادة السياسية. وقال هؤلاء المسؤولون إن المعركة الطويلة الهادفة لتدمير حماس ستكلف على الأرجح حياة المحتجزين في غزة. وعبر العسكريون الإسرائيليون للصحيفة عن خشيتهم من أن يؤدي طول الحملة العسكرية دون خطة لما بعد الحرب إلى تآكل دعم الحلفاء. وأشارت نيويورك تايمز إلى أنها بحلول منتصف يناير/كانون الثاني الجاري، لم تبدأ القوات الإسرائيلية في التقدم نحو مدينة رفح، كما أنها لم تتمكن بعد من إخراج مقاتلي حماس من خان يونس، علما أن كلا المدينتين تقع جنوبي قطاع غزة. كما أشارت إلى عودة مقاتلي حماس إلى شمالي قطاع غزة في الأيام الماضية بعدما قال الجيش الإسرائيلي إنه فرض سيطرته على المنطقة وسحب منها نصف قواته التي كانت منتشره، والمقدرة بنحو 50 ألف جندي. وتعليقا على تقرير نيويورك تايمز، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن التصريحات التي نقلتها الصحيفة عن مسؤولين عسكريين لا تعبر عن موقف الجيش.

نتنياهو يعارض تصريحات بايدن ويرفض الحديث عن سيادة فلسطينية

قال ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية في بيان إن إسرائيل يجب أن تكون لها السيطرة الأمنية على غزة بعد الحرب، وذلك في سياق تصريحات متضاربة بين واشنطن وتل أبيب بشأن خطط ما بعد انتهاء القتال. ونفى الديوان فحوى تقرير لشبكة "سي إن إن" ذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن -في اتصال هاتفي أنه لا يستبعد احتمال قيام دولة فلسطينية. وقال البيان الإسرائيلي "خلال محادثته مع الرئيس بايدن، أكد رئيس الوزراء نتنياهو مجددا على سياسته التي تنص على أنه بعد تدمير حماس يجب أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية على غزة لضمان أنها لن تشكل تهديدا بعد الآن على إسرائيل، وهو ما يتعارض مع مطلب السيادة الفلسطينية". ويعد هذا بيانا نادرا لديوان رئاسة الوزراء الذي عادة ما يتجنب التصريح في عطلة السبت المقدسة لدى اليهود المتدينين، وقد جاء بعد ساعات من اتصال أجراه بايدن ونتنياهو، وهو الأول لهما منذ قرابة شهر. وقال بايدن عقب الاتصال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يعارض جميع الحلول القائمة على وجود دولتين، معتبرا أن الأمر ليس مستحيلا بوجود نتنياهو في السلطة. وأشار الرئيس الأميركي إلى أن هناك "عددا من الأنماط الممكنة" لهذا الحل، وأن بعض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ليس لها قوات مسلحة، في إشارة لاحتمال إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن نتنياهو كان يحاول ترتيب الاتصال الهاتفي منذ مدة، نافيا أن يكون رد فعل على تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي -أول أمس الخميس- وأبدى فيها معارضته إقامة دولة فلسطينية. وصرح نتنياهو بأنه أبلغ واشنطن معارضته أي دولة فلسطينية لا تضمن أمن إسرائيل، حسب تعبيره. وقال "يجب أن يكون لإسرائيل سيطرة أمنية على كامل الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن. وهذا شرط ضروري".

رفض فلسطيني من ناحية أخرى، رفضت حركة حماس تصريحات الرئيس الأميركي بشأن "الأنماط الممكنة" لإنشاء دولة فلسطينية. وقال عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق في بيان إن "بيع الوهم الذي يحاوله بايدن بالحديث عن الدولة الفلسطينية (…) لا ينطلي على شعبنا". وأضاف الرشق أن "بايدن شريك كامل في حرب الإبادة وشعبنا لا ينتظر منه خيرا". وقال إن "هؤلاء يظنون أنفسهم أولياء أمور الشعب الفلسطيني، يريدون أن يختاروا له نمط الدولة التي تناسبهم". من جهتها، أكدت الخارجية الفلسطينية رفضها تعقيب ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية على التقارير الصحفية بشأن اتصال بايدن ونتنياهو. وشددت الوزارة في بيان على أن تكرار هذه التصريحات والمطالبة بسيطرة أمنية إسرائيلية على الضفة الغربية وقطاع غزة "تحدٍّ سافر لمواقف الإدارة الأميركية المعلنة وجهودها المبذولة لحل الصراع وتحقيق أمن واستقرار المنطقة". وتواصل إسرائيل حربها على غزة لليوم الـ106 بدعم سياسي وعسكري واسع من الولايات المتحدة التي تمدها بآلاف الأطنان من الأسلحة والذخائر عبر جسر جوي. لكن هناك تباينات بين بايدن ونتنياهو بشأن إدارة الحرب وخطط ما يسمى "اليوم التالي" بعد انتهاء القتال، وخاصة في ضوء عدم تحقيق الأهداف الرئيسية المعلنة للحرب وهي القضاء على حركة حماس واستعادة الأسرى الإسرائيليين. ويواجه نتنياهو أيضا خلافات داخلية متصاعدة، إذ نقلت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية عن قادة أمنيين وعسكريين كبار أنهم يتفقون مع الوزراء، بيني غانتس وغادي آيزنكوت ويوآف غالانت بأن "غياب الرؤية السياسية لليوم التالي للحرب على غزة سيحول دون انتصار إسرائيل على حماس".

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,