في اليوم الـ108 من الحرب الإسرائيلية على غزة، أعلنت وزارة الصحة في القطاع ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى 25 ألفا و105 شهداء، و62 ألفا و681 مصابا، في وقت تشهد فيه مدن غزة وجباليا والمغازي وخان يونس اشتباكات ضارية بين المقاومة وجيش الاحتلال. وبينما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه لسنوات طويلة حال دون قيام دولة فلسطينية ولن يسمح بها مؤكدا تصريحاته الأخيرة، تواصل عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة التظاهر في تل أبيب والاعتصام أمام منزلي نتنياهو في قيسارية والقدس المحتلة للمطالبة بعقد صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس.
تخوض المقاومة الفلسطينية اشتباكاتٍ ضارية مع قوات الاحتلال المتوغِلة في مختلف محاور القتال في منطقة جباليا، شمالي القطاع، كما شهد وسط القطاع أيضاً مواجهات عنيفة، وذلك وفقاً لما أفاد به مراسل سيريا ستار تايمز في غزّة. وأكّد مراسلنا أنّ الاشتباكات تواصلت بالتزامن مع تنفيذ طائرات الاحتلال أحزمةً نارية، إضافةً إلى قصفٍ مدفعي عنيف على المنطقة الوسطى لقطاع غزّة، والمناطق الجنوبية لمدينة غزّة. وفي اليوم الـ107 من ملحمة "طوفان الأقصى" المستمرة، أعلنت مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية عن عدّة عملياتٍ نفّذتها مستهدفةً آليات وتجمّعات الاحتلال ومستوطناته. وتبنّت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، دكَّ تحشدات الاحتلال شرقي حيي التفاح والدرج، في مدينة غزّة، بقذائف "الهاون"، مؤكّدةً، عن مجاهديها، تحقّق إصاباتٍ مباشرة في صفوف جنود الاحتلال. ونشرت كتائب القسّام، استهداف مجاهديها لجنود الاحتلال وآلياته، ولمبانٍ تتحصّن فيها قوات الاحتلال على تخوم مدينة غزّة.
وأكّدت كتائب القسّام سيطرتها على طائرةٍ مُسيّرة إسرائيلية من نوع "Skylark"، وذلك أثناء مهمةٍ استخباراتية لها شرقي منطقة جباليا البلد، شمالي قطاع غزّة. وقد عرضت مشاهد توثيقية لذلك.
كذلك، أعلنت القسّام عن استهدافها دبابةً إسرائيلية من نوع "ميركافا" بقذيفة "الياسين 105" محلية الصنع، في المنطقة نفسها التي سيطرت فيها على المسيّرة الإسرائيلية. بدورها، أكّدت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، سيطرتها على مُسيّرةٍ استطلاعية إسرائيلية من نوع "EVO Max 4T" وسط قطاع غزّة، موثّقةً مشاهد سيطرتها على المسيّرة.
وفي خان يونس، أكّدت سرايا القدس أنّ مجاهديها أوقعوا عدداً من جنود الاحتلال بين قتيلٍ وجريح، وذلك خلال سلسلةٍ من المهام في مناطق الاشتباك بالمحافظة. كما استهدفت السرايا دبابةً إسرائيلية من نوع "ميركافا" بقذيفة "تاندوم"، شرقي خان يونس، وقصفت تجمعات لجنود الاحتلال شرقي ووسط المدينة بقذائف "الهاون النظامي" من عيار 60 ملم. واستهدف مجاهدو السرايا تجمّعاتٍ لجنود وآليات الاحتلال، بصواريخ "107" وقذائف "الهاون" في محاور القتال في مخيم البريج، وسط القطاع، وذلك ضمن عمليةٍ مشتركة مع كتائب القسّام، كما أعلنت السرايا استهدافها موقع "صوفا" العسكري الإسرائيلي. ونشرت السرايا أيضاً مشاهد من تفجير مجاهديها لآليات الاحتلال ضمن كمينٍ هندسي محكم شرقي مدينة غزة.
وعرضت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مشاهد من استهداف وحدات المدفعية فيها لحشود وتمركز الآليات والجنود الإسرائيليين، بقذائف "الهــاون" من العيار الثقيل، معلنةً أنّ ذلك يأتي رداً على جرائم الاحتلال بحق شعبنا.
ومن جهتها، نفّذت كتائب شهداء الأقصى - لواء الشهيد، نضال العامودي، بالاشتراك مع كتائب المجاهدين، الجناح العسكري لحركة المجاهدين الفلسطينية، عمليةً قصفتا خلالها مستوطنة "ناحل عوز" برشقةٍ صاروخية.
وفي عمليةٍ منفصلة، استهدفت كتائب المجاهدين، تجمّعات آليات وجنود الاحتلال بعددٍ من قذائف "الهاون" من العيار الثقيل، شرقي مدينة غزة. ودمّرت كتائب شهداء الأقصى ناقلة جندٍ إسرائيلية بقذيفة "تاندوم" على محور القتال وسط خان يونس، جنوبي القطاع، مؤكدةً أن الاشتباك لا يزال مستمراً على محاور القتال في غزة. من ناحيتها، أعلنت كتائب المقاومة الوطنية، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أنّ مقاتليها خاضوا اشتباكاتٍ ضارية مع القوات الإسرائيلية شرقي مخيم جباليا، بالأسلحة الرشاشة وقذائف "T.B.J".
حصيلة خسائر الاحتلال
وفي المقابل أعلن جيش الاحتلال في بيان مقتل جنديين وإصابة 6 ضباط وجنود خلال معارك قطاع غزة، وبذلك يرتفع عدد قتلى جيش الاحتلال المعلن عنهم إلى 532 ضابطا وجنديا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. كما أفاد بيان الجيش بإصابة 2659 ضابطا وجنديا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول بينهم 1203 منذ بداية الهجوم البري. وقال الجيش الإسرائيلي إن 407 ضباطٍ وجنود لا يزالون يتلقون العلاج إثر إصابتهم في معارك غزة، حالة 48 منهم خطيرة. وأضاف أن 405 ضباط وجنود أصيبوا بجروح خطيرة، بينما أصيب 692 بجروح متوسطة و1562 وصفت إصاباتهم بالطفيفة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
القسام توجه رسالة إلى عائلات المحتجزين الإسرائيليين
نشرت كتائب القسام صورة تحمل رسالة موجهة إلى عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة. وقالت : "الخيارُ لكم، في توابيت أم أحياء.. حكومتُـكم تكذب، الوقت ينفد". وسبق أن أعلنت كتائب القسام عن مقتل العديد من المحتجزين الإسرائيليين لديها بقصف من الطيران الإسرائيلي على القطاع منذ بدء الحرب. وفي 13 يناير/كانون الثاني الجاري، أعلنت كتائب القسام عبر مقطع فيديو عن فقدانها الاتصال بخلية مسؤولة عن 4 محتجزين إسرائيليين كانوا لديها في غزة منذ عام 2014.
حصيلة جديدة للشهداء
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 178 فلسطينيا استشهدوا خلال الساعات الـ24 المنصرمة، وأضافت الوزارة في بيان أن عدد الشهداء الفلسطينيين جراء الغارات الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول تجاوز 25 ألفا، وذلك في ظل ضربات إسرائيلية مكثفة ومعارك شوارع محتدمة في أنحاء القطاع. وأشارت إلى أن 25 ألفا و105 فلسطينيين استشهدوا وأصيب 62 ألفا و681 آخرون في الغارات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.