قنبلة موقوتة قبالة اليمن..بريطانيا تتعهد بمواصلة استهداف الحوثيين وإيران تحذر من توسع الصراع
مع تجدد الضربات التي تشنها قوات أميركية وبريطانية على مواقع تابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، حذرت إيران من اتساع نطاق الحرب في المنطقة، في حين تعهد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون بالاستمرار في استهداف الحوثيين للحد من قدراتهم العسكرية. وأفاد التلفزيون الرسمي الإيراني بأن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان حذر من اتساع نطاق الحرب في المنطقة بعد تجدد الضربات الأميركية والبريطانية على مواقع تابعة للحوثيين. ونقل التلفزيون الإيراني عن عبد اللهيان قوله "بعثنا رسائل قوية للولايات المتحدة وبريطانيا حذرنا فيها من اتساع نطاق الحرب في المنطقة وتهديد السلام والأمن في المنطقة جراء الهجمات على الحوثيين". من جانبه، أكد كاميرون أن الحملة الرامية إلى إضعاف القدرات العسكرية للحوثيين في اليمن ستستمر. وقال -خلال لقاء متلفز إن "ما فعلناه مجددا هو إرسال أبلغ رسالة ممكنة بأننا سنواصل الحد من قدرتهم على تنفيذ هذه الهجمات".
وتأتي التصريحات بعد الضربات التي شنتها قوات أميركية وبريطانية على أهداف تابعة للحوثيين في اليمن. وكان التحالف الذي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا والبحرين ودولا أخرى، ويطلق عليه اسم" حارس الازدهار" قد أعلن -في بيان- أنه شن ضربات استهدفت 8 مواقع تابعة للحوثيين في اليمن. وقال مسؤول أميركي إن الضربات ضد مواقع الحوثيين كانت واسعة النطاق ومتعددة الأطراف، مشيرا إلى أن هذه الضربات شنتها قوات أميركية وبريطانية بدعم غير عملياتي من دول أخرى. وأوضح المسؤول الأميركي أن الضربات استهدفت منصات الصواريخ، والمُسيرات، ومخازن الأسلحة.
الحوثيون يتوعدون
وتوعد الحوثيون الولايات المتحدة وبريطانيا، وأكدوا أن الغارات الأخيرة على اليمن "لن تمر بدون رد". وقال المتحدث العسكري لقوات الحوثيين، يحيى سريع، في بيان نشره عبر حسابه في منصة إكس إن "طيران العدوان الأميركي البريطاني شن 18 غارة جوية خلال الساعات الماضية، بينها 12 غارة على أمانة العاصمة (مدينة صنعاء) ومحافظة صنعاء (ريف صنعاء)".
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كثف الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر ضد سفن يرون أنها على صلة بإسرائيل. وأعلنت الولايات المتحدة في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي تشكيل قوة بحرية مشتركة من دول عدة باسم "حارس الازدهار" بهدف ردع الحوثيين والحد من هجماتهم بالبحر الأحمر في المنطقة التي تمر بها 12% من التجارة العالمية. وعلقت بعض خطوط الشحن رحلاتها في البحر الأحمر بعد الهجمات الحوثية بدلا من تحويل مسار سفنها للإبحار حول أفريقيا.
"قنبلة موقوتة" قبالة اليمن.. تعليق عملية التخلص من "صافر" المهجورة
تم تعليق عملية التخلص من ناقلة النفط المتهالكة "صافر" قبالة سواحل اليمن، في أعقاب هجمات الحوثيين على سفن في البحر الأحمر والضربات الأمريكية ضدهم.
وعلى مدى سنوات، وصفت الناقلة "صافر" التي بنيت قبل 48 عاما وكانت تستخدم كمنصة تخزين عائمة، بأنها "قنبلة موقوتة" إذ إنها لم تخضع لأي صيانة منذ تصاعد الحرب في اليمن عام 2015، ما أجج مخاوف من تسرب حمولتها التي كانت تبلغ 1.14 مليون برميل من النفط الخام إلى البحر الأحمر. وفي أغسطس الماضي، انتهت عملية نقل النفط منها إلى سفينة جديدة، في خطوة أساسية لدرء كارثة بيئية واقتصادية. لكن الأمم المتحدة حذرت حينها من أن "صافر ستستمر في تشكيل تهديد بيئي لأنها تحتفظ ببقايا النفط اللزج وتظل معرضة لخطر التفكك".
وقال متحدث باسم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن الوضع في منطقة البحر الأحمر واليمن "خلق تحديات تشغيلية ومالية غير متوقعة" لمشروع قطر "صافر" وتفكيك أجزائها، ما يصعّب مواصلة العمل عليه. وأوضح أن "بعد تفكير مطول، لم يكن أمام الأمم المتحدة خيار سوى تعليق المشروع في الوقت الحالي وقد أبلغت السلطات بذلك". وأضاف: "نواصل متابعة التطورات على الأرض بعناية شديدة وعن كثب".