سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


انتكاسة لواشنطن.. الممر الاقتصادي الهندي الأوروبي يتعثّر بسبب الحرب على غزة


تحدّثت وكالة "بلومبرغ" الأميركية، في تقرير لها، عن تعثر "الطريق التجاري الأكثر طموحاً في العالم، بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا"، وذلك "وسط الاضطرابات في الشرق الأوسط". وأوضحت الوكالة أنّ الحرب الإسرائيلية على غزة "أوقفت هذا المشروع الذي روّجت له الولايات المتحدة وحلفاؤها الرئيسيون العام الماضي بهدف بناء خطوط سكك حديدية جديدة عبر شبه الجزيرة العربية". وأشارت إلى أنّ هذه "الخطة البعيدة المدى لتوجيه التجارة بين أوروبا وآسيا عبر الشرق الأوسط توقّفت حتى قبل أن تبدأ"، بحيث قال شخص مطّلع على الخطط إنّ اندلاع الاضطرابات في الشرق الأوسط "صرفت الانتباه بعيداً عن المناقشات بشأن هذا المشروع".

انتكاسة لواشنطن

ورأت "بلومبرغ"، في هذا السياق، أنّ ذلك "يُشكّل انتكاسة لاستراتيجية واشنطن، لأنّ الخطة كان من المفترض أن تخدم هدف مواجهة برنامج البنية التحتية للحزام والطريق الصيني، وبناء النفوذ في ما يسمى الجنوب العالمي، وتسريع التقارب المأمول بين إسرائيل والسعودية". ففي تنافسها مع الصين على النفوذ العالمي، "تكافح الولايات المتحدة وأوروبا لكسب الدعم في العالم النامي"، بعدما "ظلت العديد من الدول الناشئة على الحياد في مواجهة الحرب في أوكرانيا، وأيدت الإنهاء الفوري للحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، رافضةً اتباع الخط الأميركي في الحالتين"، وفق الوكالة. وقال الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، كريغ سينغلتون، في هذا السياق، إنّ "واشنطن تكافح بجدية لمواجهة الرؤية الاقتصادية الكبرى للصين"، لكن "انهيار مشروع IMEC يُعدّ بمثابة تذكير صارخ بأنّ الخطط الإستراتيجية الكبرى غالباً ما تتعثر في مواجهة الحقائق الجيوسياسية القاسية".

الممر الاقتصادي الهندي

الأوروبي يُذكر أنّ الولايات المتحدة والهند والسعودية والإمارات وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي، وقّعت العام الماضي – على هامش قمة العشرين في نيودلهي- مذكرة تفاهم أعلنت فيها عن البناء المشترك لمشروع "الممر الاقتصادي الهندي الأوروبي" (IMEC). وأشارت العديد من التعليقات والتحليلات إلى أنّ "طريق التوابل الحديث" الطموح هذا يهدف إلى منافسة واضحة مع مبادرة "الحزام والطريق" التي أطلقتها الصين قبل 10 أعوام. ويعدّ الممر الهندي الشرق الأوسطي الأوروبي ممراً اقتصادياً يهدف إلى تعزيز الاتصال بين المناطق الثلاث. ويتضمن فرعين رئيسيين، الممر الشرقي، الذي يربط الهند بالخليج العربي، والممر الشمالي، الذي يربط الخليج العربي بأوروبا. وبحسب الخطة، يمتد الخط من الموانئ الهندية عبر البحر إلى ميناء الفجيرة في الإمارات العربية المتحدة لتنقل البضائع عبر السكة الحديد عبر أراضي الإمارات العربية والمملكة العربية السعودية والأردن فالكيان الصهيوني إلى ميناء حيفا، لتنقل بعدها البضائع بحراً إلى موانئ بريوس اليوناني وميسينا الإيطالي ومرسيليا الفرنسي. لكن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، المستمرة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وتوسّع الحرب لتشمل دول محور المقاومة في الإقليم، أدّيا إلى تعثّر هذا المشروع، في وقتٍ تشهد "إسرائيل" حصاراً بحرياً من اليمن، وفي وقتٍ تتلقى حيفا وإيلات صواريخ من المقاومة دعماً لقطاع غزة ونصرةً لمقاومته.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,