محور فيلادلفيا خط أحمر والاقتراب منه انتحار.. الإعلام الإسرائيلي يحذر من الانسحاب من غزة دون احتلال رفح وفلادليفيا
حذرت وسائل إعلام إسرائيلية تابعة لليمين المتشدد من خطورة الانسحاب من غزة دون احتلال منطقة رفح والوصول للحدود المصرية.
وقال موقع hakolhayehudi (الصوت اليهودي) إن التخلي عن احتلال رفح قد يكون اعترافا رسميا من جانب إسرائيل بخسارة الحرب والحفاظ على حكم حماس في غزة. وقال الموقع: "تتزايد الدعوات لوقف القتال في قطاع غزة، وفي المظاهرات المناهضة للحكومة يطالب المتظاهرون بالقيام بكل شيء من أجل إطلاق سراح الأسرى، بما في ذلك الاستسلام لمطلب حماس بوقف القتال وسحب كافة القوات الإسرائيلية من قطاع غزة. وفي مواجهة هذه المطالب، من الواضح أن هناك دعوة قوية إلى أن أي تنازل عن احتلال القطاع بأكمله، بما في ذلك مدينة رفح، سيعتبر انتصارا لحماس ويدعو إلى الهجوم التالي". ولفت الموقع العبري إلى أنه كان قد حذر منذ شهر في تقرير سابق له من خطة الصندوق الجديد لإقامة الدولة الفلسطينية، وتحديداً بعد أحداث 7 أكتوبر ، حيث اقترح الفريق الذي عمل على الخطة نيابة عن معهد "ميتافيم" اليساري الإسرائيلي ممارسة ضغوط دولية على إسرائيل والتأكيد على أهمية "خطة لليوم التالي"، موضحا أن أحد المخاطر الرئيسية التي حذرت منها وثائق الخطة هو المناورة البرية والاحتلال الكامل، وسيطرة الجيش الإسرائيلي على محور فيلادلفيا المحاذي للحدود المصرية والغارات المستمرة داخل قطاع غزة. وقال الموقع العبري التابع لليمين المتشدد إن مثل هذه الخطة، التي من شأنها أن تمنع الجيش الإسرائيلي من احتلال رفح واستكمال احتلال قطاع غزة بالكامل، قد تؤدي في نهاية المطاف إلى انتصار حماس. وضرب تقرير الموقع العبري مثال بمقال نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية الأسبوع الماضي، للدكتور يارون فريدمان، المحاضر في جامعة حيفا يفيد بأن السيطرة على رفح لن تكون سهلة بسبب الكثافة العالية للسكان في المدينة الذين تم إجلاءهم إليها، لكن دون السيطرة الكاملة على طريق فيلادلفيا مع مصر لن يكون ذلك ممكنا لمنع حماس من التسلح مرة أخرى. وأضاف: "أحد التحديات الرئيسية التي تواجه الجيش الإسرائيلي فيما يتعلق باحتلال رفح هو الضغوط التي تمارسها مصر، فقد حارب المصريون بكل قوتهم ضد حماس في الماضي، ولكن في السنوات الأخيرة، عادت طرق التهريب عبر مصر ومحاولة احتلال رفح ومحور فيلادلفيا قد تدفع مصر إلى إعلان انتهاك اتفاق السلام معها، وقد تدفع عرب غزة إلى داخل مصر، وهو ما تسعى مصر إلى منعه رغم الضغوط الدولية عليها".
خبير في شؤون الأمن القومي المصري: محور فيلادلفيا خط أحمر والاقتراب منه انتحار وهلاك للجيش الإسرائيلي
حذر خبير شؤون الأمن القومي المصري الصحافي محمد مخلوف من أن محور فيلادلفيا المحاذي لحدود مصر مع غزة خط أحمر، وأن الاقتراب منه انتحار وهلاك للجيش الإسرائيلي ويهدد استقرار المنطقة.
وفي تصرحات، حذر الصحافي محمد مخلوف الجيش الإسرائيلي من الاقتراب من محور فيلاديلفيا (محور صلاح الدين) أو محاولة السيطرة عليه، معتبرا أن "ذلك يعد انتحارا وهلاكا لجيش الاحتلال، لأن مصر وجيشها لن يسمحا بهذه الخطوة المخالفة لاتفاقية السلام". وأضاف مخلوف: "هذه الخطوة إذا جرى اتخاذهاـ فإنها تهدد العلاقات بين البلدين، فضلا عن أنها ستؤدي إلى اتساع رقعة الصراع وتهدد الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط". وأردف ذات الخبير: "الجيش المصري في حالة تأهب واستعداد ويقظة على مدار الساعة"، محذرا من "غضب الجيش المصري، حيث لن تستطيع قوة عسكرية الوقوف أمامه حال غضبه". وأشار الصحافي محمد مخلوف إلى أن "تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووسائل الإعلام الإسرائيلية حول تهريب أسلحة من مصر إلى قطاع غزة عبر أنفاق، هو مجرد ادعاءات كاذبة لا أساس لها من الصحة"، لافتا إلى أنه "لا توجد أية أدلة لدى الكيان الإسرائيلي عليها، فكل دول العالم تعرف جيدا حجم الجهود التي قامت بها مصر في آخر 10 سنوات، لتحقيق الأمن والاستقرار في سيناء وتعزيز الأمن على الحدود بين رفح المصرية وقطاع غزة...". وأوضح مخلوف أن "هذا الوضع (أحداث سيناء) دفع الإدارة المصرية لاتخاذ خطوات أوسع للقضاء على هذه الأنفاق بشكل نهائي، فتم عمل منطقة عازلة بطول 5 كيلومتر من مدينة رفح المصرية وحتى الحدود مع غزة، وتم تدمير أكثر من 1500 نفق، كما قامت مصر بتقوية الجدار الحدودي مع القطاع الممتد لـ14 كيلومترا، عبر تعزيزه بجدار خرساني طوله 6 متر فوق الأرض و6 متر تحت الأرض، فأصبح هناك ثلاثة حواجز بين سيناء ورفح الفلسطينية.."، مشيرا إلى أن "مصر لديها السيادة الكاملة على أرضها، وتحكم السيطرة بشكل تام على كامل حدودها الشمالية الشرقية، سواء مع قطاع غزة أو مع إسرائيل". واعتبر الخبير المصري أن "هذه الأكاذيب الإسرائيلية هي محاولة منها لخلق شرعية لسعيها لاحتلال ممر فيلادلفيا أو ممر صلاح الدين في قطاع غزة على طول الحدود مع مصر، بالمخالفة للاتفاقيات والبروتوكولات الأمنية الموقعة بينها وبين مصر"، محذرا من "أي تحرك إسرائيلي في هذا الاتجاه، لأنه سيؤدي إلى تهديد خطير وجدي للعلاقات المصرية - الإسرائيلية، فمصر فضلا عن أنها دولة تحترم التزاماتها الدولية، هي قادرة على الدفاع عن مصالحها والسيادة على أرضها وحدودها، ولن ترهنها في أيدي مجموعة من القادة الإسرائيليين المتطرفين ممن يسعون لجر المنطقة إلى حالة من الصراع وعدم الاستقرار". وكانت مصر قد ردت على ادعاءات إسرائيل بأن عمليات تهريب أسلحة تتم عبر الشاحنات التي تحمل المساعدات والبضائع لقطاع غزة من الجانب المصري لمعبر رفح، واعتبرت ذلك مجرد "لغو فارغ ومثير للسخرية" . هذا في حين حذر عضو الكنيست الإسرائيلي أرييه الداد حكومة بلاده من تعاظم قوة مصر وقوتها العسكرية في المنطقة، مؤكدا أنها لا تزال تشكل الخطر الأكبر على إسرائيل. ويستمر القصف الإسرائيلي على قطاع غزة والاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي و"حماس" لليوم العاشر بعد المئة، في ظل كارثة إنسانية وصحية في القطاع.