في اليوم الـ111 للعدوان على غزة، لا تزال خان يونس تتعرض لقصف عنيف بالتزامن مع اشتباكات ضارية بين المقاومة وقوات الاحتلال الإسرائيلي، في حين كشفت محكمة العدل الدولية أنها ستصدر قرارا بشأن دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية غدا الجمعة. من جهتها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة إن هناك عددا كبيرا من الضحايا إثر اشتعال النار في مركز يؤوي 10 آلاف نازح في خان يونس بعد تعرضه لقصف إسرائيلي، مؤكدة أن النيران اندلعت في مباني المركز، وأن الإصابات عديدة والناس محاصرون والاحتلال يمنع الوصول الآمن إلى المكان. إنسانيا، وبينما تتفاقم الكارثة الإنسانية وتتواتر التحذيرات من تعرض مئات آلاف الفلسطينيين المحاصرين للمجاعة، طالب برنامج الغذاء العالمي بممر آمن لإدخال المساعدات، في حين وصفت منظمة الصحة العالمية وضع المستشفيات بالكارثي بعد أن أصبح عدد منها محاصرا وفي مرمى النيران الإسرائيلية.

تخوض المقاومة الفلسطينية، اشتباكات ضارية ضد قوات الاحتلال المتوغلة في محاور عدة داخل قطاع غزّة، لا سيما في مدينة خان يونس. وأفاد مراسل سيريا ستار تايمز بوقوع اشتباكات ضارية غربي مجمع ناصر الطبي في المدينة. من جهتها، أكّدت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنّ مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية مع جنود العدو وآلياته بالأسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للدروع في محاور التوغل في مدينة خان يونس، وأنّهم قصفوا تجمعاً لجنود الاحتلال وآلياته، بقذائف الهاون غربي المدينة. وعرضت سرايا القدس مشاهد من قصف خط إمداد وسير آليات الاحتلال، بوابل من قذائف الهاون شرق جباليا.

كما أكّدت سيطرتها على طائرة صهيونية استطلاعية في سماء مدينة غزة. ونشرت سرايا القدس مشاهد من الرشقات الصاروخية التي دكت بها المدن المحتلة ومستوطنات غلاف غزة.

وفي عملية مشتركة، أعلنتها سرايا القدس، تمكّن مقاتلوها ومقاتلو كتائب القسّام، من استهداف دبابة عسكرية صهيونية بقذيفة "ياسين 105"، في محور التقدم المعسكر الغربي في خان يونس. كذلك، أعلنت كتائب القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، استهداف 5 دبابات وجرافتين إسرائيليتين بقذائف "الياسين 105" غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وتمكن مقاتلو القسّام من تفجير منزل تم تفخيخه مسبقاً بعد أن تحصنت فيه قوة صهيونية بالعبوات الناسفة، وأكدت الكتائب أنّه تم إيقاع جنود الاحتلال بين قتيل وجريح، ومن ثم الاشتباك مع قوة إسناد حضرت للمكان والإجهاز على ما يزيد عن 10 جنود صهاينة غربي مدينة خان يونس. وأعلنت أيضاً، استهداف ناقلة جند وجرافة بقذائف "الياسين 105"، جنوب شرق مدينة خان يونس جنوبي القطاع. ودكّ مقاتلو القسّام تجمعاً لقوات الاحتلال المتوغلة شرقي منطقة الفخاري في مدينة خان يونس، بقذائف الهاون من العيار الثقيل، مؤكّدةً تحقيق إصابات مباشرة في صفوفهم. كما استهدف مقاتلو القسّام قوةً صهيونية تزيد على 15 جندياً، تحصنت داخل منزل غربي مدينة خان يونس بقذيفة "TBG" مضادة للتحصينات، مؤكّدة إيقاعهم جميعاً بين قتيل وجريح.

بدورها، أعلنت كتائب شهداء الأقصى، خوض مقاتليها اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال، في الحي النمساوي غربي خان يونس. وقصف مقاتلو كتائب شهداء الأقصى، تجمعاً لجنود العدو وآلياته بقذائف الهاون عيار 120، في محور التقدم غربي المدينة. بدوره، قال الناطق العسكري لكتائب شهداء الأقصى " أبو جهاد"، إنّ مقاتليه نفذوا 16 مهمة قتالية، خلال الأيام السابقة، من خوض اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة والمناسبة، وقصف التجمعات والتحشدات بقذائف الهاون وصواريخ قصيرة المدى، وصولاً إلى استهداف الآليات العسكرية بقذائف "أر بي جي" في محاور التقدم، داخل قطاع غزة، مؤكّدين وقوع عدد من القتلى والجرحى في صفوف الاحتلال. ونشرت كتائب المجاهدين مشاهد من قصف مقاتليها لتجمعات وتحشدات العدو الصهيوني في محاور التقدم في مدينة خان يونس بقذائف الهاون وصواريخ قصيرة المدى.

ودكّ مقاتلو كتائب المجاهدين تحشدات وتجمعات لقوات العدو الصهيوني في محاور التقدم في مدينة خان يونس بعدد من الصواريخ قصيرة المدى وقذائف الهاون. كذلك، أعلنت كتائب المجاهدين استهداف طائرة صهيونية بصاروخ أرض جو، في الأجواء الشرقية لمدينة غزة. وأفادت أنّ مقاتليها قصفوا أمس قاعدة "رعيم" العسكرية، مقر الكتيبة الأولى للواء الشمالي في فرقة غزة برشقة صاروخية. وأمس، أقرّ "جيش" الاحتلال الإسرائيلي، بمقتل 24 ضابطاً وجندياً، منهم 21 عسكرياً من قوات الاحتياط خلال عملية تفجير مبنيين في مخيم المغازي، وسط قطاع غزة، نفذتها المقاومة، في حصيلة هي الأعلى في عملية واحدة منذ بدء الحرب.

محكمة العدل الدولية تصدر قرارا بشأن دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل يوم الجمعة

أعلنت محكمة العدل الدولية، أنها ستصدر يوم الجمعة 26 يناير، حكما بشأن الإجراءات المؤقتة المطلوبة في دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة. وقالت المحكمة في بيان لها: "يوم الجمعة الموافق 26 يناير 2024، ستصدر محكمة العدل الدولية قرارها بشأن طلب الإشارة بالتدابير المؤقتة المقدم من جنوب إفريقيا في القضية المتعلقة بتطبيق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة (جنوب أفريقيا ضد إسرائيل)". وفي 11 يناير الجاري، انطلقت جلسات استماع محكمة العدل الدولية في القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بارتكابها جريمة "إبادة جماعية" في قطاع غزة. وفي مذكرة تقع في 84 صفحة، حض المحامون القضاة على إصدار أمر لإسرائيل بـ"تعليق عملياتها العسكرية فورا" في غزة، مشيرين إلى أن إسرائيل "انخرطت وتنخرط وتواجه خطر الانخراط أكثر في أعمال الإبادة". ولفت الفريق القانوني لجنوب إفريقيا إلى أن إسرائيل انتهكت اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948 قائلين إن "الفلسطينيين يتعرضون لقصف لا يتوقف أينما ذهبوا ويُقتلون في كل مكان يلجؤون إليه"، وإن "أفعال إسرائيل تشير إلى نية ارتكاب أعمال إبادة، وهذه النية تتجذر في قناعتها بأن العدو ليس حماس وإنما النسيج الفلسطيني كله في غزة".