أبرز تطورات اليوم.. توغّل الاحتلال في خان يونس يصطدم بقذائف المقاومة وأبو عبيدة: قتلنا 53 جندياً من نقطة صفر وترقب لقرار محكمة العدل الدولية
مع دخول الحرب على غزة يومها الـ112، لا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب المجزرة تلو الأخرى وتستهدف المدنيين في مختلف أرجاء القطاع، كما تواصل اقتحاماتها الليلية للضفة الغربية وتشن حملة اعتقالات ومداهمات. على الصعيد السياسي، ينتظر العالم اليوم الجمعة قرار قضاة محكمة العدل الدولية في الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل وتتهمها فيها بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة، وفي حين يتطلع الفلسطينيون لحكم ينصفهم، توقعت تل أبيب أن ترفض المحكمة الدعوى.
تخوض المقاومة الفلسطينية اشتباكات ضارية ضد قوات الاحتلال المتوغلة في عدّة محاور في قطاع غزّة، ولاسيما في مدينة خان يونس، بالتزامن مع تأكيد الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسّام، أبي عبيدة، مقتل 53 جندياً إسرائيلياً "من نقطة صفر"، على أيدي مجاهدي كتائب القسّام. وأفاد مراسلنا بأنّ المقاومة الفلسطينية مستمرّة في خوض الاشتباكات الضارية مع قوات الاحتلال في كل محاور القتال في مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزّة، وفي غيرها من مناطق القطاع.
وأعلن الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، أن مقاتلي القسّام تمكنوا، خلال الأسبوع الماضي، من تدمير 68 آلية عسكرية، كلياً أو جزئياً. وأضاف أبو عبيدة أنّ مقاتلي القسّام أكدوا قتلهم 53 جندياً صهيونياً من نقطة صفر، وقنص 9 جنود، وإيقاع العشرات بين قتيل وجريح، لافتاً إلى أنّهم نفّذوا 57 مهمة عسكرية، تم خلالها استهداف القوات الصهيونية المتوغلة بالقذائف والعبوات المضادة للتحصينات والأفراد والأسلحة الرشاشة. وأكّد نسف 4 منازل وتفجير مدخلي نفقين وحقل ألغام في جنود العدو. كما دكّ مقاتلو القسّام الحشود العسكرية للاحتلال بقذائف الهاون والصواريخ قصيرة المدى، في كل محاور القتال، ووجّهوا رشقات صاروخية إلى داخل الكيان الصهيوني. وبيّن أبو عبيدة إسقاط طائرتي استطلاع من طراز "سكاي لارك"، والاستيلاء على 8 طائرات "درون"، منها طائرتان انتحاريتان. وفي عملية مشتركة، أعلنتها القسّام، تمكّن مقاتلوها ومقاتلو كتائب المجاهدين من قصف تجمع لقوات العدو الصهيوني، شمالي غربي مدينة غزّة، بصواريخ "107" قصيرة المدى. وعرضت كتائب المجاهدين مشاهد عن استهداف مقاتليها مروحية صهيونية بصاروخ أرض جو، في أجواء مدينة خان يونس.
ودكّ مقاتلو كتائب المجاهدين مستوطنة "نتيف عتسرا" برشقة صاروخية. بدورها، أكّدت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنّ مقاتليها استهدفوا فرقة مشاة تابعة لـ "جيش" الاحتلال، شمالي غربي بيت حانون، بصاروخ موجَّه من طراز 107. وأعلنت قصفاً مركّزاً لتموضع جنود الاحتلال وآلياته في منطقة السودانية شمالي غربي مدينة غزّة بوابل من قذائف الهاون، من العيار الثقيل، وصواريخ "بدر 1" و"صواريخ 107". وقصف مقاتلو سرايا القدس، بقذائف الهاون، تجمعاً لجنود وآليات العدو في محيط موقع "أبو صفية" العسكري شرق مخيم المغازي وسط القطاع. وأعلنت القصف بقذائف الهاون آليات العدو وجنوده في محاور التقدم غربي مدينة خان يونس وجنوبي غربيها، وتفجير دبابة للاحتلال بعبوة "ثاقب - برميلية" في محيط الحي النمساوي غربي المدينة. وفي عملية مشتركة، أعلنتها سرايا القدس، تمكّن مقاتلوها ومقاتلو "كتائب أبو علي مصطفى" من قصف خطوط إمداد العدو على طول الحافة الشرقية وسط قطاع غزة برشقات صاروخية متنوعة. ودكّت وحدة المدفعية في "كتائب الشهيد أبو علي مصطفى" تمركزاً لآليات العـدو وجنوده في المناطق الشرقية لجباليا بقذائف الهاون من العيار الثقيل. ونشرت "كتائب الشهيد أبو علي مصطفى" مشاهد عن استهداف الوحدة الصاروخية برشقات صاروخية لقاعدة "بلماخيم" الجوية.
وأعلنت كتائب شهداء الأقصى، من جهتها، خوض مقاتليها اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة مع قوات الاحتلال في محور التقدم غربي مدينة خان يونس.
ترقب لقرار محكمة العدل وإسرائيل تبحث السيناريوهات
من المنتظر أن تصدر محكمة العدل الدولية في لاهاي ظهر اليوم الجمعة قرارها المتعلق بالتدابير المؤقتة في القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا على إسرائيل، التي تواجه اتهاما بارتكاب جريمة إبادة جماعية خلال حربها التي تواصل شنها على قطاع غزة. وخلال الجلسة العلنية التي ستنعقد ظهر الجمعة، لن تتناول المحكمة جوهر الدعوى التي ستتطلب إجراءات النظر فيها مدة طويلة، لكنها ستصدر قرارها بشأن التدابير المؤقتة التي طلبت جنوب أفريقيا بالمسارعة في اتخاذها، وبينها الحكم بوقف العمليات العسكرية فورا وضمان عودة النازحين إلى منازلهم وحصولهم على كل المساعدات الإنسانية. وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعا تشاوريا لبحث سيناريوهات قرار المحكمة المرتقب. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن حكومة نتنياهو تعد سيناريوهات مختلفة في ردودها المتوقعة، كما تعول على استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في حال وصول قرار المحكمة إلى مجلس الأمن. وكان فريق الدفاع الإسرائيلي قد ادعى أمام المحكمة الدولية أن إسرائيل خرجت للحرب دفاعا عن النفس وفق القانون الدولي، وأن الدعوى تجاهلت أحداث هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وأضاف الفريق أن المحكمة لا تملك الصلاحيات لإصدار أمر احترازي يلزم إسرائيل بوقف الحرب، وأن لا وجاهة للدعوى المقدمة ضدها.
الجنائية الدولية
وفي سياق متصل، قدم فريق قانوني دولي للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي 15 ملفا تتضمن مجموعة من الانتهاكات التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة. وأجرى الفريق مداولات في مقر المحكمة بشأن الدعوى التي رفعها قبل أكثر من شهرين لدى المحكمة ضد قادة إسرائيليين بتهمة ارتكاب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة. ولم تعلن المحكمة حتى الآن قبولها النظر في الدعوى. وقال المحامي الفرنسي جيل ديفير الذي يدافع عن الضحايا الفلسطينيين في المحكمة الجنائية الدولية، إن مكتب المدعي العام لديه أدلة كافية لإصدار مذكرة اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين. ونقلت وكالة الأناضول عن المحامي ديفير أن الشبهات المعقولة تكفي المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرة اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين. وأشار إلى أن من بين الأدلة التي قُدّمت إلى المحكمة الجنائية الدولية، وثائق عديدة تتعلق بالهجمات على المدنيين في قطاع غزة، واستهداف النظام الصحي، وتهجير نحو مليوني شخص. ولفت إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية تستهدف المدنيين الفلسطينيين على وجه التحديد، وتدمّر جميع جوانب الحياة في قطاع غزة، مؤكدا أن إسرائيل تهدف إلى جعل غزة مكانا غير صالح للعيش.