سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


أخطأتم في رفع سقف أهدافكم وتتلاعبون بحياة الأسرى.. محتجون إسرائيليون يطالبون بتنحية نتنياهو


شنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إيهود أولمرت، في مقابلة تلفزيونية عبر القناة "الرابعة" الإسرائيلية، هجوماً عنيفاً على حكومة الحرب الحالية، وقال إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لا يريد تنفيذ صفقة لتحرير الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، وهذا ما يجعلنا، كما صرّح، "نتلاعب بحياة الأسرى". وأشار أولمرت إلى أنّ نتنياهو أخطأ حينما وضع هدفاً للحرب لا يمكن تحقيقه، وأكد أنّ "كل الإنجازات التي يحققها الجيش لا تقترب إلى الهدف المعلن، وهو التدمير التام لحركة حماس". واتّهم أولمرت نتنياهو بأنّ كل ما يسعى له "هو الصراعات الداخلية، وإفقاد الثقة برئيس الأركان، والقيادة الأمنية لإسرائيل". وقال إيهود أولمرت، في حواره، إن بنيامين نتنياهو جلب "الهمج إلى الكابينت، وهذا غير مسبوق"، في إشارة منه إلى أحزاب اليمين الديني في "إسرائيل"، بحيث عاد وهاجم "وزير الأمن القومي"، إيتمار بن غفير، قائلاً إن "بن غفير هو عدو إسرائيل، وأعتقد أن هذه المجموعة (في إشارة إلى أحزاب اليمين الديني) تريد من الحرب في غزة أن تكون ممراً فقط للحرب التي يريدونها في الضفة". وقال إنّ "على الحكومة الإسرائيلية أن تقرر وقف المعركة العسكرية في هذه المرحلة من أجل التمكن من إعادة الأسرى".
وكان أولمرت، في حوار له لصحيفة "فايننشال تايمز"، في 12 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أكد أن ما ينتظر الجنود الإسرائيليين هو "كل ما يمكنك تخيّله، وما هو أسوأ"، مضيفاً أن الأمر "لن يكون بسيطاً، ولن يكون ممتعاً"، وذلك بناءً على تجربة سابقة له في العدوان الذي شنته حكومته عام 2008 على قطاع غزة، والذي استمر ثلاثة أسابيع. وكانت له أكثر من دعوة، منذ بدء الحرب، إلى وقفها، قبل أن تدفع "إسرائيل" أثماناً أكثر تكلفةً. كما كان يشدد دائماً على عدم إمكان استعادة الأسرى بغير إجراء اتفاق تبادل مع المقاومة في غزة.

محتجون إسرائيليون يطالبون بتنحية نتنياهو.. وعائلات الأسرى تتظاهر أمام منزله

تظاهر مستوطنون إسرائيليون، اليوم السبت، في مستوطنتي "رحوفوت" و"تل أبيب"، داعين إلى إجراء انتخابات لـ"الكنيست"، وفقاً لما نقله موقع "والاه" الإسرائيلي. ودعا المحتجّون في "تل أبيب" إلى تنحية رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وأغلقوا الطريق أمام حركة المرور، فيما تواجهوا مع الشرطة التي تحاول إخلاءهم، حسبما نقلت إذاعة "الجيش" الإسرائيلي. ووفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية، اعتقلت شرطة الاحتلال في "تل أبيب" عدداً من المتظاهرين المطالبين بصفقة تبادل أسرى مع المقاومة الفلسطينية. تزامناً مع ذلك، نظّمت عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة في قطاع غزة مظاهرةً خارج منزل نتنياهو في قيسارية، داعيةً إياه إلى "عدم تفويت فرصةٍ واحدة" لإعادة أبنائها. وفي غضون ذلك، نشرت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، صورةً تحذيريةً جديدةً، توجّهت عبرها إلى عائلات الأسرى الإسرائيليين، وكُتب عليها: "عاجل: كتائب القسّام: نعلن مقتل جميع الأسرى لدينا بعد استهدافهم بغارات من الطيران الحربي الإسرائيلي". وأرفقت "القسّام" الصورة بعبارة أخرى، جاء فيها: "إذا استمر نتنياهو بالحرب، فكونوا مستعدين لهكذا خبر".
يأتي هذا في وقت يتصاعد الامتعاض من جانب المستوطنين وعائلات الأسرى، على خلفية عدم إعادة أبنائهم من غزة، وهو ما يظهر في مظاهراتهم المتكررة، فقبل أيام، قطع متظاهرون طريق "إيلون" في اتجاه الجنوب بـ"تل أبيب"، وطالبوا حكومتهم بالتحرك لإخراج أسراهم. وخرجت قبل أسبوع أيضاً مظاهرات ضخمة في "تل أبيب"، تطالب بإسقاط الحكومة الحالية وإجراء انتخاباتٍ جديدة. وخلال الأيام الماضية، تظاهرات عشرات عائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو، مطالبةً بإعادة أبنائها من غزة، وإنجاز صفقة تبادل "فوراً" مع المقاومة الفلسطينية، مؤكدةً أنّها "مهمة ملحّة وواضحة" والطريقة الوحيدة التي ستتيح إخراج الأسرى. في المقابل، وعلى الرغم من تراجع شعبيته في صفوف المستوطنين، يصرّ نتنياهو على البقاء في منصبه، بحيث أكد سابقاً، لدى الحديث عن احتمال استقالته، أنّ "الأمر الوحيد الذي يشغله هو كيفية التخلّص من حماس في قطاع غزة"، مشيراً إلى أنّ "الحرب ستستمر أشهراً طويلة"، وهو ما يشير إلى إخفاقه في تحقيق أهداف الحرب. وقبل أيام، قال نتنياهو لعائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، إنّه "لا عملية في جدول الأعمال" من أجل إعادة أبنائها، بحسب ما نقل إعلامٌ إسرائيلي عن أشخاصٍ حضروا اجتماعاً بين نتنياهو والعائلات. وفيما يتعلق بأهداف الحرب، تحدّثت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن تزايد الشكوك في أوساط القيادة العسكرية العليا الإسرائيلية، بشأن إمكان تحقيق الهدفين الرئيسين، وهما: القضاء على حماس، وإخراج أكثر من 130 أسيراً، بحيث وصف قادة عسكريون إسرائيليون هذين الهدفين بـ"غير المتوافقَين".

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,