حذرت جماعة "أنصار الله" اليمنية،أمريكا من فتح معارك جديدة في اليمن رداً على هجماتها في البحرين الأحمر والعربي، مؤكدة تلقيها رسالة تهديد من واشنطن عبر سلطنة عُمان. وقال عضو المجلس السياسي الأعلى المشكل من جماعة "أنصار الله"، محمد علي الحوثي، عبر منصة "إكس": "فتح المعارك وتحريك الجبهات هي إحدى التهديدات الأمريكية التي تم إيصالها كرسالة أمريكية عبر عُمان، رداً على موقف الشعب اليمني المجاهد الرافض لإبادة أبناء غزة وحصارهم".
وأضاف: "نقول لهم (للأمريكيين) مصير أي مغامرة أو حماقة بتنفيذ التهديد الأمريكي للشعب هو الفشل والخسران".
وتابع الحوثي: "لن يثنيه (الشعب اليمني) أي تحرك للأعداء عن مهمته لنصرة غزة".
وفي وقت سابق من اليوم، اتهمت "أنصار الله" واشنطن ولندن، بالسعي لتنفيذ تحركات عسكرية برية في اليمن، عبر مرتزقة وقوات من الجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً، بتغطية جوية وبحرية أمريكية وبريطانية لتحقيق تقدمات ميدانية في مناطق سيطرة الجماعة، رداً على هجمات الأخيرة في البحرين الأحمر والعربي.
"أنصار الله" توجه رسالة إلى الدول الأوروبية: أي تصعيد إضافي لن يشكل حلا لأزمة البحر الأحمر وتأتي التطورات غداة إعلان "أنصار الله"، استهداف سفينة تابعة للبحرية الأمريكية بصاروخ بحري مناسب، أثناء إبحارها في خليج عدن.
وأعلنت جماعة "أنصار الله" اليمنية، صباح أمس ، استهداف سفينة الدعم اللوجستي التابعة للبحرية الأمريكية "لويس بي بولر" في خليج عدن.
وقال المتحدث العسكري باسم "أنصار الله"، يحيى سريع، في بيان نشر على "تلغرام"، إن "استهداف السفينة الأمريكية يأتي انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني، وضمن الرد على العدوان الأمريكي البريطاني على بلدنا". وكانت جماعة "أنصار الله" اليمنية، قد أعلنت في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أنها ستشارك بهجمات صاروخية وجوية و"خيارات عسكرية أخرى" إسنادًا للفصائل الفلسطينية في مواجهة الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، حال تدخل الولايات المتحدة عسكريًا بشكل مباشر في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في القطاع.
مستعدون لمواجهة طويلة الأمد مع الولايات المتحدة وبريطانيا
قال وزير دفاع جماعة "أنصار الله" الحوثية اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، إن الحوثيين مستعدون لمواجهة طويلة مع الولايات المتحدة وبريطانيا. وأضاف محمد العاطفي في اجتماع استثنائي اليوم مع قادة القوات البحرية والدفاع الساحلي "لدينا الاستعداد لمواجهة طويلة الأمد مع قوى الطغيان".
وتابع قائلا "على الأمريكي والبريطاني ومن انساق معهما، أن يدركوا قوة القرار اليمني السيادي وأنه لا جدال ولا مفاصلة فيه". وأكد العاطفي أن اليمن "قيادة وحكومة وشعبا وجيشا وجغرافية أعلى وأقوى وأشد من أن تهزه الغارات الأمريكية البريطانية الإسرائيلية". وتابع العاطفي "إن استمرار العدوان الأمريكي - البريطاني الغادر تعد سافر لسيادة اليمن ومزعزع لأمن واستقرار المنطقة"، مستطردا بالقول "قوى العدوان غير مدركة أن الشعب اليمني وقواته المسلحة لن ترعبه صواريخ وقنابل أمريكا المحرمة دوليا ولن تثنيه الأساطيل وحاملات الطائرات والمدمرات عن القيام بواجباته الدينية والقومية والإنسانية والأخلاقية تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة والضفة الغربية والقدس".
وأفاد بأن "الإدارة الأمريكية تعبث بمنظومة القيم الدولية من خلال المعايير التي تضعها بما يخدم أهواءها السياسية وحروبها وعدوانها ضد الشعوب وفي المقدمة الشعب اليمني". واعتبر تصنيف مواقف الشعب اليمني المساند لغزة بـ"الإرهاب" من قبل واشطن أمرا مثيرا للسخرية، مردفا بالقول "أمريكا في الأصل دولة إرهابية وراعية للإرهاب والإرهابيين وهي قائدة لحروب الإبادة والاغتيالات وداعمة للتوحش الصهيوني". وصرح بأن "واشنطن وتل أبيب هما دوما عنوان للفوضى والتدمير والعبث والقتل والإرهاب الدولي وهادمان فعليا للأمن والأمان والاستقرار ولا يُؤمنان بالسلام"، موضحا "أن إستراتيجية الأخذ بالثأر والعقاب على تطاولات واشنطن ولندن قادم وسيتم استهداف كل خاصرة تؤلمهم وتوجعهم وتجعلهم يعضون أصابع الندم".
وذكر العاطفي "نقول لهم من البحر الأحمر نحن من يضع الخاتمة المؤلمة للهيمنة الأمريكية التي تكتب نهايتها بيدها"، مشيرا إلى أن عبد الملك بدر الدين الحوثي يدرك طبيعة التحديات والعواقب والتبعات من إغلاق البحرين الأحمر والعربي أمام إسرائيل. وشدد وزير دفاع جماعة "أنصار الله" الحوثية على أنهم سيجعلون البحرين الأحمر والعربي "سياجا من نار" لا يرحم إسرائيل ومن معهم، مؤكدا أنهم "لن يسمحوا لهم بأن يكون شريانا يغذي توحشهم وإجرامهم ضد الفلسطينيين". ومنذ 12 يناير تشن طائرات حربية أمريكية وبريطانية غارات على مواقع عسكرية للحوثيين في أجزاء مختلفة من اليمن لحرمانهم من القدرة على مهاجمة السفن في البحر الأحمر، لكن الحوثيين يؤكدون أن هذه الضربات لا تؤثر على قدراتهم العسكرية وأنهم سيواصلون هجماتهم التي بدأت في منتصف نوفمبر الماضي، على السفن الإسرائيلية أو السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية حتى وقف الأعمال القتالية في قطاع غزة.