أبرز تطورات اليوم.. غارات على القطاع وتخوف إسرائيلي من خلافات داخلية بشأن صفقة الأسرى ومقاومون يتصدون لاقتحام قوات الاحتلال
تواصلت الحرب الإسرائيلية على غزة، وشهدت الساعات الماضية احتدام المعارك في قلب مدينة غزة، فيما أعلنت المقاومة أنها سددت ضربات جديدة لقوات الاحتلال الإسرائيلي. كما واصل الجيش الإسرائيلي قصف وقنص المدنيين في مناطق عدة بالقطاع، مما أسفر عن شهداء جدد، في حين قال رئيس سابق للموساد إن تعافي إسرائيل من الحرب سيستغرق 5 سنوات.
أفادت وسائل إعلام فلسطينية، باقتحام قوة خاصة تابعة لـ"جيش" الاحتلال الإسرائيلي مخيم بلاطة شرقي نابلس بالضفة الغربية. وفي التفاصيل، اقتحمت قوة من وحدة "المستعربين" مخيم بلاطة، وانتشروا في عدد من الحارات واعتلوا أسطح بعض المنازل واعتقلوا شاباً، فيما وصلت تعزيزات من قوات الاحتلال من حاجز عورتا برفقة جرافة عسكرية. وتصدى المقاومون لقوات الاحتلال فور اكتشافهم، وأدّت الاشتباكات إلى إصابة شابين بالرصاص الحي والشظايا.
وأعلنت كتائب شهداء الأقصى - نابلس أنّ مجاهديها خاضوا صباح اليوم اشتباكات عنيفة مع قوة خاصة إسرائيلية تسللت إلى مخيم بلاطة بالأسـلحة الرشـاشة والعبوات المتفـجرة، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أيضاً بلدات ومدن في الضفة الغربية، حيث شنّت حملة تفتيش واعتقالات واسعة. في هذا السياق، قال نادي الأسير الفلسطيني، أمس، إنّ عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية ارتفع إلى 6500 منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وأضاف أنّ الإحصائية تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا رهائن. كما أشار إلى استمرار الاحتلال الإسرائيلي في "تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحق معتقلي قطاع غزة، بعد مرور 121 يوماً على العدوان والإبادة الجماعية". يأتي ذلك فيما تتصاعد حملات الاقتحامات والاعتقالات والدهم الإسرائيلية في مدن الضفة الغربية منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي، تزامناً مع مواصلة الاحتلال عدوانه على قطاع غزّة لنحو 4 أشهر.
وقالت وزارة الصحة في القطاع إن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت 12 مجزرة راح ضحيتها 107 شهداء و165 مصابا خلال 24 ساعة. وأعلنت الوزارة حصيلة جديدة لضحايا العدوان الإسرائيلي، وقالت إن عدد الشهداء بلغ 27 ألفا و238 فلسطينيا، بينما بلغ عدد الجرحى 66 ألفا و452.
التحرك نحو رفح
وفي الأثناء، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر اليوم آخر ملاذين للنازحين في قطاع غزة باستهدافها المكثف لرفح جنوب القطاع ودير البلح وسطه، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 22 فلسطينيا، وزاد المخاوف من توسيع إسرائيل نطاق عمليتها البرية في المدينتين المكتظتين بالنازحين. وحذر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك من أن تصريحات إسرائيل -بالتحرك العسكري إلى مدينة رفح– مقلقة وتشكل خطرا على أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني أمرَتهم بالتوجه إلى هناك. وكتب تورك، في تدوينة عبر منصة إكس، أن المنظمة الدولية تشعر بالقلق إزاء تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بشأن التحرك العسكري إلى رفح، جنوبي قطاع غزة. وأضاف تورك أن هذه التصريحات تدق ناقوس الخطر بشأن وقوع أعداد كبيرة من الضحايا، ومزيد من النزوح لمكان غير معلوم لأكثر من 1.5 مليون فلسطيني أمرهم الجيش الإسرائيلي بالتوجه إلى رفح.
عمليات المقاومة
بدورها، كبَّدت فصائل المقاومة في قطاع غزة جيش الاحتلال الإسرائيلي مزيدا من الخسائر، الذي أعلن عن تنفيذه أكثر من 1500 عملية نقل لجنوده المصابين في غزة. وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أن مقاتليها استهدفوا "دبابة صهيونية من نوع ميركافا بقذيفة الياسين 105" غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. وقالت إن مقاتليها دكوا بقذائف هاون تجمعا لقوات الاحتلال المتوغلة في منطقة الجامعات غربي مدينة غزة. كما قالت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- "بعد عودة مجاهدينا من مناطق الاشتباك في حي الأمل بخان يونس، أكدوا استهدافهم جرافة عسكرية صهيونية من نوع (D9) آخر شارع المدرسة". على الجانب الآخر أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه نفذ أكثر من 1500 عملية إجلاء لجنود جرحى في معارك قطاع غزة منذ 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
قادة المنظومة الأمنية
وفي المقابل، قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن قادة المنظومة الأمنية بالاحتلال الذين تحملوا سابقا مسؤولية الفشل في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أوضحوا أنهم سيستقيلون من مناصبهم عندما تسمح الظروف بذلك. وبحسب القناة، فإن رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الشاباك رونين بار، ورئيس شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي (أمان) أهارون هاليفا، ما زالوا مترددين حول الوقت الصحيح للاستقالة.
إسقاط نتنياهو
وتظاهر اليوم مئات الإسرائيليين وسط تل أبيب وفي القدس وحيفا وبئر السبع ورحوبوت، للمطالبة بإسقاط حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وإجراء انتخابات برلمانية، مع دخول الحرب على قطاع غزة يومها الـ120. ورفع المتظاهرون خلال هذه الاحتجاجات شعارات تحمّل نتنياهو المسؤولية عن أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وما تبعها من أحداث وصولا إلى سوء تدبير ملف صفقة تبادل الأسرى، إضافة إلى اتهامه بالفساد. وطالب المحتجون الحكومة بتسريع عودة الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، والبالغ عددهم 136.
جولة بلينكن
ومن المقرر أن يبدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولة جديدة في الشرق الأوسط سعيا لإنجاز اتفاق يشمل هدنة في غزة وتبادلا للأسرى بين إسرائيل وحركة حماس. وأعلنت الخارجية الأميركية أن بلينكن يتوجه إلى السعودية ومصر وقطر وإسرائيل والضفة الغربية من 4 إلى 8 فبراير/شباط الجاري. وأضافت الوزارة -في بيان- أن وزير الخارجية سيواصل جهود التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح جميع "الرهائن" وهدنة إنسانية في غزة، ويواصل العمل على منع توسع الصراع في المنطقة.