وسط اتهامات للدعم السريع بقطع الإنترنت.. مخاوف من اقتراف جرائم جديدة بالسودان
عبرت جهات حقوقية وناشطون سودانيون عن قلقهم من أن يؤثر الانقطاع المستمر للإنترنت، لليوم الثالث على التوالي، على الأوضاع الإنسانية في البلاد، وتهيئة الظروف لارتكاب جرائم جديدة. وندد مركز مشاد لحقوق الإنسان بالخطوة "التي اتخذتها مليشيات الدعم السريع بقطع شبكات الاتصال والتعدي على المقسمات الرئيسية لشركات الاتصال في الخرطوم". ووصفها بأنها "انتهاك صارخ لحقوق الإنسان"، لما تسببه من "أضرار جسيمة تلحق بالحياة اليومية للمواطنين". وأبدى المركز مخاوفه من أن قطع قوات الدعم السريع لشبكات الاتصالات "قد يشكل غطاء لجرائم وانتهاكات" ويهدد حياة المدنيين والتدخلات الإنسانية.
وقال خبير ومسؤول سابق في هيئة الاتصالات السودانية إن قوات الدعم السريع أمرت بالفعل شركتي "سوداني" و"إم تي إن" للاتصالات بقطع خدمات الاتصال والإنترنت عن 36 مليون مشترك في البلاد، لعدم تمكن شركة سوداتل من صيانة كيبل شبكة الألياف الضوئية لدارفور بسبب الحرب، مما أدى إلى خروج عدد من ولايات دارفور من خدمة الاتصالات والإنترنت. وأكد المسؤول السابق في هيئة الاتصالات -الذي فضل حجب اسمه- أن قوات الدعم السريع تسيطر على المناطق التي توجد فيها الخوادم الرئيسية للشركتين، وحذر من أن الإشكال يتعدى انقطاع الاتصالات والإنترنت للتأثير على التطبيقات البنكية، كما أن إغلاق الخوادم الرئيسية بصورة عشوائية أو تخريبها يصعب عملية إعادة التشغيل، وربما يتسبب في انقطاع السودان عن العالم تماما لفترة طويلة.
وأعلنت شركتا "سوداني" و"إم تي إن" انقطاع الشبكة في البلاد دون التطرق لأسباب الانقطاع المفاجئ. وذكرت "إم تي إن" في منشور لها عبر فيسبوك، الجمعة، "نعتذر عن انقطاع الشبكة حاليا، وفريقنا يعمل بأقصى جهده لإرجاع الخدمة في أقرب وقت لضمان اتصالكم وتواصلكم". وأفادت وسائل إعلام محلية بخروج شبكة زين عن الخدمة في بورتسودان منذ يوم الأحد، مع تذبذبها في مختلف الولايات.
وبحسب "نت بلوكس" فإن بيانات الشبكة أظهرت خللا في العديد من مزودي خدمة الإنترنت في السودان، وتقلص مستويات الاتصال بشكل كبير، وفق ما ذكرته المنظمة المختصة بأمن الإنترنت عبر منصة إكس. واضطر المواطنون في دارفور لاستخدام شبكات الاتصال الفضائي (ستارلينك) بسبب انقطاع شبكات الاتصالات عن أجزاء واسعة من المنطقة منذ أشهر، بحسب "راديو دبنقا" المحلي. وكتب الصحفي خالد علي عبر حسابه بمنصة إكس "قطع الاتصالات والإنترنت عن المستخدمين في السودان انتهاك صارخ للقانون الدولي وحقوق الإنسان، ميليشيا الدعم السريع ترتكب جريمة أخرى تضاف لسجلها الإجرامي الطويل والموثق".
وعلقت أخرى قائلة "قطع الشبكة يعني عدم الوصول للمواطنين في مناطق النزاع والتعتيم الإعلامي على جرائم مليشيا الدعم السريع، هم يرتكبون أسوأ الجرائم، ويوثقونها بأنفسهم أمام التعرية الإعلامية، فما بالك لو انقطعت الاتصالات!". ويرى الطبيب ياسر أمين أن قطع الاتصالات في السودان يعني حتما "زيادة معاناة الناس وشل قدرة المنظمات الإنسانية على العمل". وأدانت جمعية الأطباء السودانيين الأميركيين بشدة انقطاع الاتصالات، الذي جعل الوصول إلى ما يقارب من 65% من سكان السودان أمرا غير ممكن. وقالت الجمعية، في بيان عبر حسابها بمنصة إكس، إن انقطاع الاتصالات يعد انتهاكا للحق الأساسي للناس في التواصل والوصول إلى المعلومات بحرية، كما أنه يعوق جهود المنظمات الإنسانية.