أكد مندوب روسيا الدائم لدى مجلس الأمن فاسيلي نيبنزيا أن الضربات الأمريكية على العراق وسورية هي محاولة من واشنطن لتصحيح الصورة الفاشلة للإدارة الحالية قبل الانتخابات الرئاسية.
وقال نيبينزيا في اجتماع لمجلس الأمن الدولي إن "أكبر عملية جوية أمريكية في المنطقة منذ عام 2003، وقد قدمها جو بايدن على أنها عمل انتقامي ردا على هجوم بطائرة مسيرة مجهولة المصدر على قاعدة أمريكية موجودة بشكل غير قانوني في سورية، ليس لها أي مبرر". وأضاف: "إننا نرى في محاولة استعراض العضلات هذه، قبل كل شيء، رغبة في التأثير على الوضع السياسي الداخلي في أمريكا، ورغبة في تصحيح الصورة الفاشلة للإدارة الأمريكية الحالية على الساحة الدولية بطريقة أو بأخرى في ضوء الزخم المتزايد للحملة الرئاسية". ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 5 نوفمبر 2024، وتظهر استطلاعات الرأي أن دونالد ترامب هو المرشح الأوفر حظا في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، ومن المتوقع أن يواجه الرئيسَ الحالي جو بايدن الذي يحظى بشعبية أقل.
وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية فجر السبت الماضي، شن غارات جوية في العراق وسورية ضد أهداف مرتبطة بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وجماعات مسلحة تابعة له. وأكد البيان أن القوات العسكرية الأمريكية ضربت أكثر من 85 هدفا بمساعدة العديد من الطائرات التي تضم قاذفات بعيدة المدى انطلقت من الولايات المتحدة، واستخدمت الغارات الجوية أكثر من 125 ذخيرة دقيقة التوجيه.
أكد مندوب روسيا الدائم لدى مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا، أن الضربات الجوية الأمريكية في سورية والعراق، تهدف إلى مفاقمة النزاع ومنع جهود التصدي لتنظيم "داعش" الإرهابي وحلفائه
وقال نيبينزيا في كلمة خلال جلسة لمجلس الأمن حول الأوضاع بالشرق الأوسط: "الولايات المتحدة تتابع هجماتها في سورية والعراق وهذه لا صلة لها بالقانون الدولي بل يتضح أن الضربات الأمريكية تهدف إلى مفاقمة النزاع". وأضاف: "الأهداف هي بالدرجة الأولى منع القوات السورية من أن تتصدى لتنظيم داعش وحلفائه وللقوات المناهضة لإيران، وكذلك إلى توسيع رقعة النزاع في الشرق الأوسط". وتابع المندوب الروسي: "يدّعون أن هذه العمليات يتم التنسيق فيها ولكن النشاطات الأمريكية تمثل انتهاكا لسيادة العراق والمعلومات من واشنطن حول التنسيق مع بغداد كذبة وتهدف إلى تشويه الواقع". وأوضح أن "الضربات الأمريكية في سورية والعراق أوقعت الكثير من المدنيين ضحايا وأدت إلى تدمير الكثير من البنى التحتية. وأكد كل ذلك مجددا الطبيعة العدائية للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وتجاهل الولايات المتحدة الكامل للقانون الدولي". وقد أعلنت القيادة المركزية الأمريكية فجر السبت الماضي، شن غارات جوية في العراق وسورية ضد أهداف مرتبطة بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والجماعات المسلحة التابعة له. وأكد البيان أن القوات العسكرية الأمريكية ضربت أكثر من 85 هدفا بمساعدة العديد من الطائرات التي تضم قاذفات بعيدة المدى انطلقت من الولايات المتحدة، واستخدمت الغارات الجوية أكثر من 125 وحدة ذخيرة دقيقة التوجيه. وكانت قد أفادت شبكة "إيه بي سي نيوز" نقلا عن مسؤول أمريكي أن الضربات العسكرية الأمريكية قد بدأت في سورية، في إطار الرد على الهجوم الذي تسبب بمقتل 3 جنود بقاعدة أمريكية في الأردن. وأشار مراسلنا، إلى أن عمليات القصف طالت أهدافا في ريف الميادين والبوكمال شرقي سورية ومقار للفصائل العراقية بمنطقة السكك في القائم غرب العراق.
الولايات المتحدة تستثمر في الإرهاب
بدوره، أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة قصي الضحّاك أنّ العدوان الأميركي أدى إلى استشهاد 37 سورياً، وأنه شمل المدنيين وقلعة الرحبة الأثرية. وقال الضحاك إنّ "التبريرات الأميركية تستند إلى تفسيرات مشوهة لأحكام الميثاق بشأن حق الدفاع عن النفس الذي لا يشمل المحتل، متهماً "الولايات المتحدة بالاستثمار بالإرهاب". وأشار الضحاك إلى أنّ الإدارات الأميركية المتعاقبة استغلت موقعها في مجلس الأمن للإمعان في التدخل في شؤون الدول خارج مظلة القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، فعرقلت عمل المجلس لحفظ السلم والأمن، وضمنت لسلطة الاحتلال والتنظيمات الإرهابية الإفلات من العقاب. ورفض الضحاك أن تكون سورية ساحة لاستعراض القوة في عام الإنتخابات الأميركية، مؤكداً تمسكها بحقها في تحرير أراضيها كاملة. وأعرب مندوب العراق لدى الأمم المتحدة عباس كاظم الفتلاوي رفض بلاده التدخل الخارجي، مستنكراً جميع الاعتداءات على الأراضي العراقية التي راح ضحيتها عدد من الشهداء المدنيين تحت ذرائع واهية. وقال الفتلاوي إنّ العراق لا يسمح بجره إلى الصراعات، ولا يقبل أن يكون ساحة لتصفية الحساب، داعياً مجلس الأمن إلى ممارسة مسؤولياته في صيانة السلم والأمن الدوليين.
إيران: مبررات الولايات المتحدة غير قانونية
وأكد مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد لاريفاني، أنّ الاعتداءات الأميركية انتهاك صارخ لسيادة العراق وسورية، وأن إيران تدينها، وتدين كذلك الهجمات ضد اليمن. ورفض سعيد لاريفاني الذرائع الأميركية التي بررت عبرها ضرباتها على سورية والعراق، قائلاً إنها غير قانونية. وذكّر مندوب إيران في مجلس الأمن بأن القوات الأميركية تدعم التنظيمات الإرهابية وتنهب الخيرات السورية في مخالفة للقانون الدولي. وشدد سعيد لاريفاني على أنّ "إيران لا تسعى لانتشار الصراع في المنطقة، وأن المستشارين العسكريين موجودن بشكل شرعي في سورية بدعوة رسمية لمكافحة الإرهاب". وتابع أنّ الحل لإنهاء التوتر في المنطقة هو العودة إلى القانون الدولي بوقف إطلاق النار في غزة وانسحاب القوات الأميركية من العراق وسورية، مضيفاً أنّ على واشنطن أن تفرض على النظام الإسرائيلي الانسحاب الكامل ووقف عدوانه. وكرر سعيد لاريفاني تحذيره قائلاً: "إذا تعرضت إيران إلى عدوان أو تهديد، فلن تتردد في ممارسة حقوقها في الدفاع الكامل عن نفسها".
توسيع النزاع قد يفضي إلى انفجار كبير
من جانبه، قال مندوب الصين في الأمم المتحدة جانغ جون، إنّ على الولايات المتحدة احترام القانون الدولي وسيادة الدول، وإلا فإن الأمور ستخرج عن السيطرة. ولفت إلى أنّ "الفشل في تطبيق وقف النار في غزة يؤجج النزاعات، والجميع يجب أن يصغي إلى القانون الدولي ويتوقف عن النظر بعين المصالح الجيوسياسية فحسب". وقال مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، إنّ الشرق الأوسط يقف على الحافة، وتوسيع النزاع إلى العراق وسورية ينذر بانفجار كبير، مشيراً إلى أنّ المنطقة لا تستطيع تحمّل المزيد من التوتر. وتابع بن جامع أنّ "الاستقرار في المنطقة يقتضي معالجة الأسباب الجوهرية لمنع المزيد من الصراع، كما يجب وقف العدوان على الشعب الفلسطيني. هذا العدوان من شأنه أن يرتد على استقرار المنطقة ككل".
الولايات المتحدة: لا نود الدخول في صراع مع إيران
وعلّق روبرت وود، نائب مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن، أنّ بلاده مستعدة لاتخاذ المزيد من الإجراءات للتصدي لأي هجمات ضدها، قائلاً إنّ الضربات ألحقت خسائر كبيرة بالأهداف في سورية والعراق بعد الهجوم الأخير ضد القوات الأميركية في الأردن. وتابع أنّ "الهجمات في الشمال مختلفة ومنفصلة عن الهجمات في البحر الأحمر"، مضيفاً: "نحن لا نسعى لتوسيع الصراعات، ولا نود الدخول في صراع مع إيران". وكانت القيادة المركزية الأميركية قد أعلنت، الجمعة، "استهداف مواقع تابعة لحرس الثورة الإيراني وحلفائه في العراق وسورية. وذلك رداً على ما اعتبرت رداً على مقتل 3 من أفراد الخدمة الأميركيين وإصابة 40 عسكرياً، في هجوم استهدف قاعدة غير شرعية في شمال شرق الأردن قبل أيام. واستهدفت القوات الأميركية محافظة دير الزور شرقي سورية، وطال العدوان مواقع في شارع بور سعيد في مدينة دير الزور، إضافةً إلى حويجة صكر وعيّاش وهرابش والجفرة في ريف المدينة. وشمل العدوان الأميركي مواقع في بلدة الهري ومعبر السكك والهجانة في مجينة البوكمال قرب الحدود السورية مع العراق، وطالت الاستهدافات حي الحمدانية وصوامع الحبوب ومحيط مزار عين علي في مدينة الميادين. ومن العراق، أكّد مراسل سيريا ستار تايمز في بغداد أنّ العدوان الأميركي استهدف أيضاً مواقع في مدن القائم وعكاشات القريبة من الحدود السورية.