واشنطن تحاول كسب الوقت لصالح استمرار المجازر الإسرائيلية
أكد الكاتب إمييل ألكالاي في تقرير نشره موقع ميدل إيست آي البريطاني أن الحرب الإسرائيلية على غزة كشفت أن العالم يواجه نظاما يستهدف الإنسانية بشكل مباشر، متهما إسرائيل والولايات المتحدة بتقديم دروس جديدة في "الجبن والقسوة" وكسب الوقت لصالح تل أبيب. وأوضح ألكالاي أن شعب غزة قدم من جهته أمثلة في المقاومة والإنسانية، داعيا لفضح هذه الإبادة الجماعية المستمرة، وإيجاد سبل للحفاظ على "إنسانيتنا" أثناء السعي إلى حل سياسي عادل لواحدة من أكثر الجراح المكشوفة والمتقيحة في العالم. وإمييل ألكالاي هو شاعر وروائي ومترجم وكاتب مقالات وناقد وباحث أميركي من أصول يهودية، ولديه أكثر من 20 كتابا، وهو أستاذ في كلية كوينز، بجامعة مدينة نيويورك. وتابع الكاتب بأنه بعد المناقشة والرد اللاذع من جانب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا على الفيتو الأميركي الأسبوع الماضي ضد القرار الجزائري لوقف إطلاق النار الفوري في غزة، عقدت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، مؤتمرا صحفيا مقتضبا للغاية تحدثت فيه عن أهمية "الدبلوماسية المباشرة على الأرض حتى نصل إلى الحل النهائي"، وهو ما فحواه أنه لا يمكن أن يكون هناك "وقف فوري لإطلاق النار" لأن "الدبلوماسية المباشرة" قد تتأثر.
ضوء أخضر
وذكر ألكالاي أن ذلك يعني بعبارة أخرى ضوءا أخضر لاستمرار الفظائع الإسرائيلية، ومجرد إعلان موجه للعالم بينما تُكسِب الولايات المتحدة وحلفاؤها إسرائيل المزيد من الوقت حتى تتمكن من تحقيق "أهدافها المزعومة". وقال إن "مختبر تجريب الأسلحة والسيطرة على السكان والمراقبة في غزة، المفتوح للمستهلكين العالميين منذ عام 2007 على الأقل، والحصار الكامل الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، قد انتقل بوضوح إلى مرحلة جديدة". وأوضح أنه في الأيام التي تلت تكتيك المماطلة الذي اتبعته توماس غرينفيلد باستخدام حق النقض مرة أخرى ضد قرار وقف إطلاق النار وتصريحها عن "الحل النهائي"، بنت قوات الاحتلال الإسرائيلية طريقا يفصل شمال غزة عن جنوبها، بينما قصفت مرافق "الأونروا" ومأوى موظفي منظمة أطباء بلا حدود.
الأطفال يموتون جوعا
وأكد أن قوات الاحتلال ما تزال تمنع وتوقف إمدادات الغذاء والدواء، وفي أعقاب تسجيل إحدى أولى حالات وفاة رضيع بسبب الجوع، بات 10 آلاف رضيع آخرين معرّضين لخطر الموت جوعا بسبب سوء التغذية ومن المرجح أن يتبعهم العديد من الأطفال وكبار السن. وذلك في وقت يقترب فيه نحو نصف مليون شخص من المجاعة في شمال غزة، في الوقت الذي يقوم فيه القناصة الإسرائيليون بمهاجمة الفلسطينيين الذين يحاولون يائسين الوصول إلى المساعدات القليلة التي تتدفق. وتحدث ألكالاي عن مزاعم تتحدث عن بناء "منطقة" يشار إليها بشكل غامض في صحراء سيناء المصرية على الحدود مع رفح، بينما أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرا "خطة" غامضة للسيطرة على غزة بعد الهجوم. وقال الكاتب إنه بحسب السيناريو المرسوم فإن الطرد الجماعي ليس ممكنا فحسب، بل أصبح معقولا أيضا، بينما يواصل الاحتلال والمستوطنون هجماتهم القاتلة في مختلف أنحاء الضفة الغربية والقدس المحتلة، وسط مخاطر متعددة محدقة بالمسجد الأقصى. وأكد أنه من الصعب التغاضي عن إطالة أمد العذاب الذي يتعرض له الفلسطينيون، مؤكدا أنه اختبار حقيقي للإنسانية جمعاء، وأضاف بأنه "اختبار يسلط الضوء على مدى محدودية سلطاتنا السياسية، حتى في البلدان التي لديها ديمقراطية تمثيلية ظاهرية".