مع دخول اليوم الـ150 للحرب على غزة، كثف طيران الاحتلال غاراته على رفح مخلفا شهداء وجرحى، بالتزامن مع تصعيد حملته باقتحام مناطق عدة بالضفة الغربية بينها طولكرم وجنين ونابلس.
أفاد مراسل سيريا ستار تايمز في غزة، أنّ المقاومة تخوض اشتباكاتٍ عنيفة في محاور القتال مع القوات الإسرائيلية المتوغلة، وخصوصاً في مدينة حمد بخان يونس جنوبي القطاع، وذلك وسط قصفٍ عنيف. وأكّد مراسلنا على حفاظ المقاومة الفلسطينية على مواقع اشتباكها في كلٍ من خان يونس، وحي الزيتون جنوبي شرقي مدينة غزة. وفي إطار تصديها الملحمي المستمر للعدوان الإسرائيلي ضمن معركة طوفان الأقصى، تبنّت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، الاستيلاء على طائرتين من طراز "Skylark" في حي الزيتون، في مدينة غزة، كما نشرت مشاهد توثّق ذلك.
وبدورها، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، تأكيد مجاهديها تنفيذهم عدداً من المهام بعد عودتهم من مناطق الاشتباك في حي الزيتون، حيث قصفوا تجمعاً لجنود الاحتلال بقذائف "الهاون"، كما خاضوا اشتباكاتٍ مع القوات الإسرائيلية المتوغلة بالأسلحة الرشاشة، واستهدفوا بصاروخ موجّه من طراز "107"، مبنى تحصنت فيه قوة إسرائيلية، موقعين أفرادها بين قتيلٍ وجريح. وقصفت السرايا بوابل من قذائف "الهاون"، تجمعاً لقوات الاحتلال شمالي غربي بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، ومواضع تجمّع الآليات والجنود الإسرائيليين في محور التقدم "نتساريم" جنوبي مدينة غزة. وكانت السرايا قد تبنّت استهداف مجاهديها، لآليتين عسكريتين إسرائيليتين بقذائف الـ"RPG"، إضافةً إلى تفجير مبنى تمّ تفخيخه مسبقاً، بعد أن تحصنت فيه قوة من "الجيش" الإسرائيلي، وقع أفرادها بين قتيل وجريح، في بلدة عبسان الكبيرة، شرقي مدينة خان يونس.
واستهدف مجاهدو كتائب المجاهدين، الجناح العسكري لحركة المجاهدين الفلسطينية، تحشدات قوات الاحتلال بقذائف "الهاون" من العيار الثقيل جنوبي حي الزيتون. كما قصفوا خط سير وإمداد قوات "جيش" الاحتلال جنوبي حي الزيتون بصواريخ من طراز "107"، مؤكدين تحقيق إصاباتٍ مباشرة في مكان الاستهداف.
ونشرت كتائب المجاهدين، مشاهداً من أبرز عمليات وحدة الدفاع الجوي لديها، موثّقةً استهداف مجاهدي الوحدة لطائرات الاحتلال بصواريخ أرض جو في معركة طوفان الأقصى.
ومن جهتها، قصفت كتائب شهداء الأقصى حشوداً لجنود الاحتلال وآلياته العسكرية، باستخدام قذائف "الهاون"، في محور التقدم "نتساريم" جنوبي مدينة غزة. وأعلنت الكتائب عن قنص جندي من "جيش" الاحتلال، في محور القتال جنوبي حي الزيتون، والذي أوقعت فيه قوةً راجلة من "الجيش" الإسرائيلي بين قتيلٍ وجريح، في إثر كمين نفّذته باستخدام الأسلحة الرشاشة والمضادة للأفراد. كما تمكن مقاتلو كتائب شهداء الأقصى من دكّ تجمعٍ لجنود الاحتلال، المتمركزين في محيط موقع أبو مطيبق شرقي المنطقة الوسطى بعددٍ من قذائف "الهاون" من عيار 82 ملم، إضافةً إلى تبني الكتائب قصفها مدينة عسقلان المحتلة برشقةٍ صاروخية من طراز "KN-103".
وواصلت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تصديها لتوغلات "جيش" الاحتلال في كافة محاور القتال والاشتباك، معلنةً إيقاع الخسائر في صفوف القوات الإسرائيلية واستيلائها على عتادٍ للجنود. واستهدفت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، رداً على جرائم العدو بحق المدنيين، بحسب بيانٍ مقتضب صادر عن إعلامها الحربي، تحشدات عسكرية للعدو، جنوبي حي الزيتون، بقذائف "الهاون" من العيار الثقيل.
مواقع الاحتلال العسكرية تحت النار
وفي إطار استهداف مستوطنات غلاف قطاع غزة، قامت كتائب المقاومة الوطنية – قوات الشهيد عمر قاسم، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بإطلاق قذائف "هاون" من العيار الثقيل، على موقع "كيسوفيم" العسكري الإسرائيلي الواقع شرق المنطقة الوسطى لقطاع غزة. ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، نشرت مشاهد من قصف موقعي "كيسوفيم" و"رعيم" الإسرائيليين برشقاتٍ صاروخية.
وفي إطار التعاون بين مختلف الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية، أعلنت كتائب المجاهدين، وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى، اشتراكهما في دك مستوطنة "بئيري" ومقر القيادة الإسرائيلية لـ"جيش" الاحتلال في مستوطنة "رعيم" برشقاتٍ صاروخية.
يُذكر أنّ كانت كتائب القسّام، قد أعلنت يوم أمس، تمكنها من تفجير منزل تم تفخيخه مسبقاً بعبوتين مضادتين للأفراد في قوة إسرائيلية راجلة مكونة من 7 جنود، مؤكّدةً إيقاع الجنود بين قتيل وجريح في منطقة السطر شمالي المدينة. وتحت وطأة معارك قطاع غزة على قواته، أقرّ "جيش" الاحتلال الإسرائيلي، تحت بند "سُمح بالنشر"، بمقتل الضابط، دينيس ياكيموف، من الكتيبة "17" في اللواء "بيسلاح"، في معركة أمس في خان يونس جنوب قطاع غزة. وكان "الجيش" الإسرائيلي، قد أقرّ أمس، بمقتل ثلاثة جنودٍ في صفوفه، وجرح آخرين، في المعارك مع المقاومة الفلسطينية في عبسان الكبيرة شرقي مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، وذلك نتيجةً لتفخيخ المقاومة منزلاً دخلته قوة إسرائيلية. يُذكَر أنّه حتى اليوم، أقرّ "جيش" الاحتلال رسمياً بسقوط 587 ضابطاً وجندياً قتلى في صفوفه، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، بينهم 247 قتيلاً سقطوا في المعارك البرية داخل قطاع غزة.
المفاوضات متعثرة.. وترويج إسرائيلي لمعلومات غير صحيحة بشأنها
أوضح مصدر قيادي في المقاومة الفلسطينية ، أنّ الإعلام الإسرائيلي "يروج لمعلومات غير صحيحة"، وذلك بشأن المفاوضات في سياق رواية تخدم أهداف بنيامين نتنياهو السياسية". وكشف المصدر أنّ "المفاوضات متعثرة"، مُشدّداً على أنّه قد اتضح لجميع الأطراف والوسطاء بوجود قرارٍ لدى الاحتلال، ورئيس حكومته، بنيامين نتنياهو بـ"تعطيل أي عملية تفاوضية جدية". وأكّد المصدر القيادي أنّ نتنياهو "لا يريد أي مفاوضات تفضي لاتفاقٍ يضمن الانسحاب الكامل من قطاع غزة، وعودة النازحين، والإيواء وإعادة الإعمار، وفتح المعابر وكسر الحصار"، مشيراً إلى أنّه "معني فقط بتأمين مستقبله السياسي على حساب الدم الفلسطيني".
يُذكر أنّه في وقتٍ سابق اليوم، وصل وفد من حركة حماس برئاسة خليل الحية إلى القاهرة، لإجراء محادثات لوقف إطلاق النار في غزة، وفقاً لما أفاد به مسؤول كبير مطلع على المحادثات لوكالة "رويترز". وكشف المسؤول الفلسطيني لوكالة "رويترز " الإخبارية، أنّهم "لم يقتربوا بعد من وضع اللمسات النهائية لإبرام الاتفاق المرتقب". كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، عن مصدرٍ قيادي في حركة حماس، قوله إنّه "إذا تجاوبت إسرائيل مع مطالب الحرب، عندها يصبح الطريق ممهّداً لاتفاق خلال الساعات الـ24 أو الـ48 المقبلة". وفي هذا السياق، كان قد أكّد مصدر ميداني في المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، أنّ "الاحتلال الإسرائيلي يضع عراقيل كثيرة تمنع التوصّل إلى تهدئة موقتة"، مشيراً إلى أنه "رغم هذه المعيقات فإنّ إمكانية الوصول لاتفاق ما زالت واردة، ولا سيما في ظل تلقّي الاحتلال ضربات قاسية في خان يونس جنوبي القطاع وحيّ الزيتون في مدينة غزة". كما أوضح المصدر الميداني نفسه أنّ نقطة الخلاف الأبرز في مفاوضات التهدئة المؤقتة هي انسحاب القوات الإسرائيلية المتوغِلة داخل قطاع غزة، وعودة النازحين في المناطق الجنوبية إلى المناطق الشمالية، إضافةً إلى قضية رفع الحصار الإسرائيلي عن شمالي القطاع. وكانت مصادر في قيادة المقاومة الفلسطينية، قد صرّحت، أمس، بأنّ مقترحاتٍ جديدة ستُطرح لجسر الفجوة في المفاوضات الجارية بين حماس ومسؤولين في الاحتلال الإسرائيلي، مشيرةً إلى أنّ "مصر وقطر تحاولان طرح مقاربات لكنّها تصطدم بتعنّت إسرائيلي".