استهداف قافلة المساعدات في قطاع غزة مثّلت نقطة تحوّل لواشنطن.. غانتس فوجئ بانتقادات شديدة وحكومة نتنياهو في حالة حرب مع نفسها
نقل موقع " أكسيوس" عن مسؤولين أميركيين قولهم، إنّ "كارثة استهداف قافلة المساعدات في قطاع غزة"، التي أسفرت عن ارتقاء العشرات وجرح المئات، "مثّلت نقطة تحول بالنسبة لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن". ووفق المسؤولين الذين لم تكشف عن هوياتهم، فإنّ عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، أُطلع خلال محادثاته بواشنطن، "على مدى إحباط إدارة بايدن من الحكومة الإسرائيلية". وقال الموقع إنّ "غانتس واجه في محادثاته بواشنطن، انتقادات شديدة وأسئلة عن الأزمة الإنسانية في غزة ومسار الحرب، وفوجئ بحدة الانتقادات لإسرائيل، ومدى التباعد مع الولايات المتحدة". وعقد غانتس خلال رحلته إلى واشنطن، سلسلة من الاجتماعات أبرزها مع نائبة الرئيس كاملا هاريس، ووزيري الدفاع والخارجية. وفي سياق متصل، نقلت شبكة "NBC" عن مسؤولين أميركيين، قولهم إنّ "إدارة بايدن تريد الإبقاء على قناة اتصال مع غانتس، للحفاظ على خيارات مفتوحة للمستقبل". ويأتي هذا التصريح في ظل خلافات حادة بين واشنطن والاحتلال الإسرائيلي، على خلفية العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزّة. والجدير ذكره، أنّ غانتس سافر إلى واشنطن من تلقاء نفسه، ولم ينسق مسبقاً مع نتنياهو، الأمر الذي أغضب الأخير. وفي إثر ذلك، صدرت تعليمات لسفارة الاحتلال في واشنطن ولندن، بمقاطعة اجتماعات غانتس وعدم المساعدة فيها. وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إنّ "غانتس يخدم مصلحة إدارة بايدن، ويروج خطتها لإقامة دولة فلسطينية"، معتبراً أنّ "غانتس هو الحلقة الأضعف في الحكومة". ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول مطلع، قوله إنّ "زيارة غانتس لواشنطن تعكس انقساماً حاداً في القيادة السياسية الإسرائيلية"، مشيرةً إلى أنّ "نتنياهو فوجئ بزيارة غانتس الذي أبلغه فيها عند تحديد جدول الأعمال، ما أثار غضبه الشديد".
"وول ستريت جورنال": حكومة نتنياهو الحربية في حالة حرب مع نفسها
أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنّ التوترات تتصاعد في مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي، حيث يتنافس أعضاؤه الثلاثة على النفوذ السياسي، ويختلفون حول كيفية مواصلة الحرب في غزة. وأوضحت الصحيفة أنّه "خوفاً من انهيار العلاقات" بين البيت الأبيض و"إسرائيل" بسبب الحرب في غزة، خطط بيني غانتس، المنافس السياسي الرئيسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والوزير في حكومته في زمن الحرب، لزيارة واشنطن. وعندما أبلغ غانتس نتنياهو بالرحلة، غضب رئيس الوزراء، وقال لغانتس: "هناك رئيس وزراء واحد فقط"، وفق ما أوردت الصحيفة. ويعكس الحادث، الذي رواه مسؤولون إسرائيليون، التوترات المتزايدة بين القيادة الإسرائيلية في زمن الحرب حيث تتنافس على النفوذ السياسي وتتصاعد الخلافات حول كيفية شن الحرب وتأمين صفقة لإطلاق سراح الأسرى. كما يأتي وسط ضغوط دولية متزايدة لوقف إطلاق النار بسبب الكارثة الإنسانية داخل غزة، وتزايد الإحباط من قيادة نتنياهو من قبل أهم حليف لـ"إسرائيل"، الولايات المتحدة. وكان مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أصدر تعليماتٍ لسفارة الاحتلال لدى بريطانيا، تقضي بعدم التعاون مع عضو "كابينت الحرب"، بيني غانتس، خلال زيارته المملكة المتحدة، وفقاً لما كشفته القناة الـ"12" الإسرائيلية. وأضافت القناة أنّ موظّفي السفارة الإسرائيلية في لندن تلقّوا تعليماتٍ تقضي بإرسال رسائل نصية بخصوص الاستفسارات التي ترد من مسؤولين بريطانيين بشأن غانتس. ويتوجّه غانتس إلى بريطانيا، بعد الانتهاء من زيارته واشنطن، والتي يجريها من دون موافقة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأزمة السياسية داخل كيان الاحتلال. والأزمة المتعمّقة في كيان الاحتلال لم تقتصر على المستوى السياسي، بحيث امتدّت الخلافات لتشمل رئيس هيئة أركان "الجيش" الإسرائيلي، هرتسي هليفي، ووزراء في الحكومة، على خلفية أداء "الجيش" في غزة. وفي هذا الإطار، تحدّثت القناة الـ"12" الإسرائيلية عن مواجهة بين هليفي ووزراء، وصلت إلى حدّ الصراخ، خلال محادثاتٍ استشارية أُجريت مؤخراً.