أبرز تطورات اليوم.. المقاومة الفلسطينية تدك تجمعات جنود الاحتلال الإسرائيلي بالكمائن والقذائف وواشنطن تعرض مشروع قرار معدلا يدعو لوقف إطلاق النار 6 أسابيع في غزة
تدخل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يومها الـ153 بعد أن أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل رقيب من لواء الجبل وإصابة 13 جنديا، بينهم 6 في حالة خطيرة، خلال المعارك بجنوب غزة. وتعاني مناطق شمال غزة نقصا شديدا في المواد الغذائية، في ظل نفاد المخزون في الأسواق واستهداف شاحنات المساعدات. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن على الدول ذات التأثير الأكبر على إسرائيل أن تمارس نفوذها لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات، ووصف الوضع في غزة بالمأساوي مؤكدا الحاجة إلى فتح ممرات إضافية لإدخال المساعدات. في التطورات السياسية، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها أبدت المرونة المطلوبة للتوصل إلى اتفاق يوقف العدوان على الشعب الفلسطيني لكن الاحتلال لا يزال يتهرب من استحقاقاته، خاصة ما يحقق الوقف الدائم لإطلاق النار، وعودة النازحين، والانسحاب من القطاع، وتوفير احتياجات الشعب الفلسطيني. وأكدت حماس أنها ستواصل التفاوض عبر من وصفتهم بالإخوة الوسطاء، للوصول إلى اتفاق يحقق مطالب الشعب الفلسطيني ومصالحه.
أكدت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، قصف مجاهديها تجمعات لجنود وآليات العدو، بقذائف الهاون في مناطق التوغل بمدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة. من جانبها، أكدّت كتائب المجاهدين استهداف آلية صهيونية بقذيفة "سعير"، شرق جباليا، شمالي قطاع غزة. وبالتزامن، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ قوات للاحتلال، وقعت في كمين بحي حمد بخان يونس، ما أدّى لمقتل جندي وإصابة 13 آخرين، جراح 6 منهم خطيرة، وذلك من جراء تفجير عبوة. وأعلنت سرايا القدس استهداف ناقلة جند إسرائيلية من نوع "نمير" بقذيفة الـ"تاندوم" في شارع 10 جنوب حي الزيتون في مدينة غزة. كما قصف مقاوموها بوابلٍ من قذائف "الهاون" النظامي مقرّ قيادة وسيطرة للاحتلال الإسرائيلي جنوب المدينة. من جهتها، أعلنت كتائب شهداء الأقصى، أنّ مقاوميها قصفوا تجمعات آليات وجنود الاحتلال بقذائف الهاون العيار النظامي (60) في محور التقدم جنوب حي الزيتون. وأشارت الكتائب إلى أنّ مقاوميها نفّذوا خلال الـ24 ساعة الماضية، 12 مهمة جهادية، وذلك من خوض اشتباكات ضارية واستهداف تجمعات لآليات جيش الاحتلال بقذائف الهاون في محاور التقدم في قطاع غزة، وفي غرب مدينة خانيونس، مما أدّى إلى وقوع عددٍ من القتلى و الإصابات في صفوف جيش الاحتلال.
الاحتلال يستمر في عدوانه لليوم 153 يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على غزة، واستهداف المدنيين في مناطق متفرقة من القطاع لليوم 153. وأفاد مراسلنا، باستشهاد 4، وإصابة أكثر من 15 جريحاً، من جرّاء استهداف الاحتلال لفلسطينيين، أثناء انتظارهم المساعدات على دوار النابلسي غرب مدينة غزة. وارتقى 29 شهيداً على الأقل في قصف إسرائيلي، استهدف شارع 5 وعبسان وبني سهيلة في خان يونس، كما استشهد 5 فلسطينيين بينهم طفلتان وسيدة، بعد قصف الاحتلال مسجد الصلاح وسط مدينة جباليا شمال قطاع غزة. كما أضاف مراسلنا أنّ غارة إسرائيلية استهدفت غربي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ما أسفر عن عدد من الجرحى تم نقلهم إلى مركز العودة الطبي. وأفادت الوزارة بارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع، المستمر منذ أكثر من 4 أشهر، إلى 30 ألفاً و717 شهيداً، و72 ألفاً و156 جريحاً.
مباحثات وقف النار
وعلى صعيد تقدم مباحثات الهدنة، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن هناك إطار اتفاق على الطاولة يمكن من خلاله وقف النار 6 أسابيع سيتم خلالها إطلاق المحتجزين والأسرى على مراحل وإدخال مزيد من المساعدات. وأضاف كيربي أن المفاوضات متواصلة منذ أسابيع، وأن بلاده تعمل مع شركائها.
وقالت مصادر دبلوماسية إن الولايات المتحدة وزعت مشروع قرار معدلا للمرة الثالثة على أعضاء مجلس الأمن الدولي يؤيد الجهود الدبلوماسية لإبرام اتفاق سريع وعاجل لوقف إطلاق النار الفوري لمدة 6 أسابيع في قطاع غزة، إلى جانب إطلاق سراح جميع "الرهائن" بمجرد موافقة الأطراف. وأضافت المصادر أن مشروع القرار الأميركي المعدل يؤكد دعم المجلس الكامل لاستخدام الفرصة السانحة التي يتيحها وقف إطلاق النار لتكثيف جهود تهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال العدائية، ولإحلال سلام دائم وفق القرار 2720. وقالت واشنطن إنها تخطط لإتاحة الوقت للمفاوضات الخاصة بمشروع القرار ولن تتعجل في التصويت عليه. ويحتاج مشروع القرار إلى تأييد 9 دول على الأقل لإقراره، فضلا عن عدم استخدام حق النقض (الفيتو) من قبل أي من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (أميركا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين). من جهتها، قالت وكالة رويترز إن النسخة التي عرضتها واشنطن لأول مرة قبل أسبوعين كانت تدعو إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة، مشيرة إلى أن مشروع القرار المعدل المعروض حاليا على مجلس الأمن يعكس تصريحات أدلت بها كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي. وأضافت الوكالة أن الإدارة الأميركية تريد ربط وقف إطلاق النار بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المتبقين في غزة، الذين تقدر إسرائيل عددهم بنحو 130.
"بيد حماس"
وعرضت الولايات المتحدة مشروع القرار المعدل في مجلس الأمن، في وقت قال فيه الرئيس الأميركي جو بايدن إن مقترح وقف إطلاق النار بات بيد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الآن بعد أن وافق الإسرائيليون على مقترح وصفه بالمعقول. وتوقع بايدن أن يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بحلول شهر رمضان. كما قالت الخارجية الأميركية أمس إن التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في غزة والتغلب على العقبات أمر ممكن. وفي السياق ذاته، قال مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن إسرائيل تفاوضت "بحسن نية" من أجل التوصل لاتفاق، داعيا حركة حماس إلى قبوله. وحتى الآن ترفض واشنطن الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وتقول إن ذلك يخدم مصلحة حماس. وفي مقابل دعوة واشنطن لهدنة مؤقتة، لا تزال حركة حماس تشدد على أن يفضي أي اتفاق إلى وقف نهائي للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وفي بيان لها، قالت الحركة إنها ستواصل التفاوض للتوصل إلى اتفاق يحقق مطالب الشعب الفلسطيني ومصالحه، متهمة تل أبيب بالتهرب من استحقاقاته، خاصة ما يحقق الوقف الدائم لإطلاق النار، وعودة النازحين، والانسحاب من القطاع. يذكر أن واشنطن استخدمت الفيتو ضد 3 مشاريع قرارات في مجلس الأمن، آخرها مشروع قرار جزائري يطالب بوقف إطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية. وبررت الولايات المتحدة استخدام الفيتو ضد مشاريع القرارات التي تطالب بوقف إطلاق النار بأن ذلك قد يعرض للخطر جهود الوساطة الرامية لإبرام اتفاق لإنهاء الحرب وتبادل الأسرى.