ماذا جرى؟.. دول في أميركا اللاتينية تدين اقتحام الإكوادور سفارة المكسيك
ترددت أصداء تداعيات مُداهمة قوات الشرطة الإكوادورية السفارة المكسيكية في كيتو بهدف اعتقال نائب الرئيس الإكوادوري السابق خورخي غلاس، في جميع أنحاء أميركا اللاتينية. ودانت عدّة دول وشخصيات سياسية تصرّفات الإكوادور، وعدتها انتهاكاً للبروتوكول الدبلوماسي، الأمر الذي سلّط الضوء على الحاجة إلى حل سريع ودبلوماسي للأزمة المتصاعدة. وأبدت كلٌ من فنزويلا، نيكاراغوا، كولومبيا والبرازيل تضامنها مع المكسيك، مُنددةً بتصرفات حكومة الإكوادور اليمينية. وقال الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، خلال منشورٍ له في موقع "أكس"، إنّ "ما حدث ليس له مثيلٌ في تاريخ أميركا اللاتينية". ووصف مادورو اقتحام مبنى السفارة واعتقال غلاس من جانب الإكوادور بـالعمل الهمجي وغير المسبوق، مضيفاً أنّ حكومة الإكوادور اليمينية الموالية للأميركيين انتهكت القانون الدولي بوحشية، واعتدت على السفارة المكسيكية، واختطفت طالب لجوء سياسي. وتابع الرئيس الفنزويلي: "ترفع فنزويلا صوتها بقوّة لرفض هذا العمل الفاشي ضد القانون الدولي، وتُعرب عن تضامنها الكامل والمُطلق مع رئيس المكسيك وشعبه".
من ناحيتها، أعلنت نيكاراغوا قطع "أيّ علاقة دبلوماسية" بالإكوادور، بعد اقتحام سفارة المكسيك في كيتو. وقالت حكومة الرئيس دانيال أورتيغا في بيانٍ إنه "حيال العمل غير المألوف والذي نَدينه (...) والذي يثير رفضاً لا رجوع عنه، اتخذنا القرار السيادي بقطع أيّ علاقة دبلوماسية بحكومة الإكوادور". وكتب الرئيس المكسيكي، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور في منشورٍ له في منصّة "أكس": "نحن نُقدّر تضامن القادة والمنظمات المدنية من مختلف البلدان، بعد الهجوم على سفارة المكسيك في الإكوادور". وطالب لوبيز أوبرادور المواطنين المكسيكيين بالتصرّف بحذر وعدم الوقوع في أي استفزاز، مؤكداً أنّ بلاده تهتم بالدبلوماسية.
المكسيك تقطع علاقاتها بالإكوادور.. ماذا جرى؟
وفي تصعيدٍ مُثيرٍ للتوترات، أعلنت الحكومة المكسيكية قطع العلاقات الدبلوماسية بالإكوادور بعد أن اعتقلت سلطات الأخيرة نائب الرئيس الإكوادوري السابق، خورخي غلاس، من قلب السفارة المكسيكية في كيتو. وشهد الحادث، دخول الشرطة الإكوادورية بالقوة مبنى السفارة واعتقال غلاس، الأمر الذي أثار ردّ فعل سريعاً وقوياً من الرئيس المكسيكي، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور. وألقت الشرطة الإكوادورية القبض على نائب الرئيس السابق، خورخي غلاس، الذي حصل على حق اللجوء السياسي من المكسيك، داخل مجمع السفارة. وأدّى الاعتقال إلى زيادة توتر العلاقات بين البلدين، وأثار تساؤلات بشأن التزام الإكوادور الأعراف الدولية. بدورهم، وصف المسؤولون المكسيكيون الاقتحام بأنّه "هجومٌ وقح"، الأمر الذي أثار مخاوف بشأن الحصانة الدبلوماسية والبروتوكولات الدبلوماسية. وجاء منح المكسيك حق اللجوء لغلاس غداة قرار الإكوادور طرد السفيرة المكسيكية في كيتو، راكيل سيرور. وأعلنت كيتو السفيرة شخصاً غير مرغوب فيه بعد تصريحات الرئيس المكسيكي بشأن العنف السياسي في الإكوادور. وكانت الحكومة المكسيكية قررت، منح اللجوء السياسي لنائب رئيس الإكوادور السابق، الذي لجأ إلى السفارة المكسيكية في العاصمة الإكوادورية كيتو طلباً للحماية. وحُكم على غلاس بالسجن 6 أعوام في كانون الأول/ديسمبر 2023 في "قضية فساد"، وصدر أمر بالقبض عليه بعد لجوئه إلى السفارة المكسيكية. ودان الرئيس لوبيز أوبرادور اقتحام السفارة، واصفاً التصرّف بأنّه "انتهاكٌ صارخ للقانون الدولي والسيادة المكسيكية"، الأمر الذي أدّى إلى التعليق الفوري للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وفي الوقت نفسه، تعهّدت المكسيك إحالة الأمر على المحكمة الجنائية الدولية التابعة للأمم المتحدة في لاهاي، في إشارةٍ إلى التزامها السعي لتحقيق العدالة ودعم المبادئ الدبلوماسية في مواجهة الشدائد. وأكّدت وزيرة الخارجية المكسيكية، أليسيا بارسينا، أن "الموظفين الدبلوماسيين المكسيكيين في الإكوادور سيغادرون هذا البلد على الفور"، معربةً عن أمل المكسيك تقديم الإكوادور الضمانات اللازمة لمغادرة الموظفين بسلام.