رغم رمزيتها... إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إسرائيل
شدد الخبير الاستراتيجي المصري اللواء محمد عبد الواحد على أن الضربات الإيرانية داخل العمق الإسرائيلى، كانت بطيئة ورمزية لكنها كانت مؤثرة جدا لاسيما أنها أصابت أماكن حساسة للغاية.
وفي إجابة عما إذا كانت إيران قد حققت نقلة نوعية في قواعد الاشتباك بينها وبين إسرائيل، بالإضافة إلى قضايا أخرى، لفت عبد الواحد إلى أن "هذه الضربات كانت أمام العالم كله تم الإعلان عن ساعة الصفر وميعاد الإطلاقات حتى أن إيران التي أطلقت الصواريخ والطائرات أعلنت عن إطلاقها وكان العالم كله منتظرا".
ورأى أن "هذا شتت الانتباه عن قضية غزة وبدأ العالم ينتظر ويترقب وصول الصواريخ والمسيرات إلى داخل الأراضي الإسرائيلية بشكل مباشر وحي"، منوها أنه كان شكلا غريبا للصراع وهذا برأيه أكد أنه "كانت هناك تفاهمات إيرانية أمريكية بشأن هذه الضربة على أن تكون ضربة رمزية بسيطة تحقق مصالح الدول الثلاث"، أي تحقق مصالح إيران من جهة وتحقق مصالح إسرائيل من جهة أخرى، إضافة إلى مصالح واشنطن.
وأكد أن الطرفين حققا مصالح تتمثل فيما يلي: أولا مصالح الكل هو حفظ ماء الوجه لكل الأطراف، فكلا الطرفين سواء إسرائيل او إيران حققا أو كسبا ثقة شعبيهما بل صدرا مشاكل الداخل إلى الخارج.
كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "استطاع أن يحتوي غضب الشارع ويدفع الحراك أو المظاهرات إلى داخل المخابئ تخوفا من الضربات الصاروخية"، حسب الخبير المصري، الذي اعتبر أن المرشد الإيراني على خامنئي أيضا "نجح في أن يمتص غضب الشارع ويحوله من غضب إلى احتفالات"، مشيرا إلى أن "الأمريكيين وافقوا على هذه الضربة وأقنعوا إسرائيل بأنه من الممكن توظيف هذه الضربة سياسيا وإحراز نتائج سياسية".
ورأى الخبير المصري أن إسرائيل "حققت مكاسب حقيقية" من الضربات الإيرانية لها، كان أهمها التغطية على أحداث غزة و"محاولة ترميم صورتها التي تأثرت كثيرا بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد سكان غزة" مما وضعها في عزلة وأدى إلى تراجع حماس الدول الغربية لدعم إسرائيل خلال الفترة السابقة.
وأضاف: "ربما هذه الضربات جعلت إسرائيل تكسب تعاطفا دوليا جديدا وبدأت تصور نفسها إعلاميا أو تصدر خطابا إعلاميا هو خطاب المظلومية مرة أخرى وأن جيرانها يريدون القضاء عليها".
وشدد على أن إسرائيل استفادت من "دعاية كبيرة جدا" لتسويق منظومات الدفاع الجوي التي تملكها بعدما قالت إنها استطاعت إسقاط 99% من المسيرات والصواريخ، لتوظف ذلك للدعايه والاعلان لبيع منظومات الدفاع الجوى مثل "السهم" أو منظومة "القبة الحديدية" أو "مقلاع داود".
لكن الخبير المصري نوه بأن إيران "خدعت" الولايات المتحدة وخدعت إسرائيل وحققت "مكاسب أكبر"، معتبرا أن إيران فرضت قواعد اشتباك جديدة كما أن ضرباتها نالت من سمعة ومصداقية إسرائيل في المنطقة ودفعت للتشكيك في قدرتها على الردع.
وحسب رأيه، فإن الضربة الإيرانية شكلت تهديدا للأمن القومي الإسرائيلي ونظرية الأمن الإسرائيلية باستهداف مواقع استراتيجية حساسة، حتى ولو كانت الذخيرة ربما بدون رأس حربة او بدون متفجرات قوية لكن وصلت إلى أماكن حساسة، مما يؤكد قدرة إيران على توجيه مثل هذه الضربات مستقبلا.