بدأت السيارات الكهربائية الصينية تغزو شوارع العاصمة اليابانية طوكيو، وهو ما يعني أنها تنتشر وتنافس أكبر امبراطوريات صناعة المركبات في العالم، بما يُهدد وجود السيارات اليابانية "تويوتا" و"نيسان" و"هوندا"، وانتشارها في مختلف أنحاء العالم وليس فقط في السوق المحلي الياباني.
وتُنذر هذه التحركات التي تشهدها أسواق السيارات في العالم بتغير عميق وكبير في الشكل التقليدي للسوق، حيث ظلت السيارات اليابانية والألمانية تُهيمن على جزء كبير من أسواق العالم طوال العقود الماضية، وهو ما يبدو أنه بدأ يتغير بالتوازي مع عملية التحول نحو السيارات الكهربائية والتي يشهدها العالم.
وقال تقرير نشرته جريدة "ديلي تلغراف" البريطانية، إن الفروع التابعة لوكالة سيارات (BYD) الصينية بدأت تغزو العاصمة اليابانية طوكيو، فيما تنهمك الوكالة بــ"عروض جريئة تهدف إلى اقتحام السوق اليابانية المعروفة بأنها مغلقة".
وبحسب التقرير فبحلول نهاية العام المقبل، من المقرر افتتاح 100 وكالة أخرى لشركة السيارات الصينية في مختلف أنحاء اليابان.
ويلفت التقرير الى أن الشركة الصينية تطرح سياراتها الجديدة من طراز (Dolphin) للمستهلكين في اليابان مقابل أقل من 3.6 مليون ين (23 ألفا و700 دولار أميركي) فقط.
وقال أتسوكي توفوكوجي، رئيس شركة (BYD Auto Japan) عند إطلاق أول وكالة في العام الماضي لهذه السيارات الصينية: "أخيراً، يمكننا تقديم خيارات جديدة في سوق السيارات في اليابان.. أنا متحمس جداً".
وبحسب تقرير "ديلي تلغراف" فإن أكبر شركات صناعة السيارات في اليابان تويوتا ونيسان وهوندا -المعروفة باسم "الثلاثة الكبار" في الداخل- تعترف بأن حصصها في السوق تتعرض للهجوم من قبل عمالقة السيارات في الصين، وتقول هذه الشركات إن المشكلة ليست في اليابان فحسب، بل إن المنافسة تتصاعد في جميع أنحاء العالم.
وفي خطوة أذهلت صناعة السيارات الأسبوع الماضي، أنهت شركتا نيسان وهوندا عقوداً من التنافس المرير بإعلان تعاونهما لتطوير السيارات الكهربائية معاً.
وسيغطي التحالف الذي لم يكن من الممكن تصوره في السابق أيضا منصات البرمجيات وغيرها من المنتجات ذات الصلة، مع اعتراف الرؤساء بأنهم يخاطرون "بالاهتزاز" ما لم يوحدوا قواهم.
ويقول آندي بالمر، المدير التنفيذي السابق لشركة نيسان المعروف باسم "الأب الروحي للمركبات الكهربائية": "لقد تخلفت اليابان كثيرا عن طراز السيارات الكهربائية، في حين كان الصينيون في المقدمة".
وأضاف: "أعتقد أن ما حدث هو إدراك بطيء بين اليابانيين بأن السيارات الكهربائية أصبحت الآن أمراً لا مفر منه - وبالتالي، عليك العودة إلى اللعبة".
وفي حين تعتزم الصين أن تصبح الرائدة بلا منازع في مجال السيارات الكهربائية، حيث تدعم الشركات المصنعة بإعانات حكومية ضخمة، كانت اليابان أكثر ترددا في احتضانها.
وفي عام 2023، تم بيع أكثر من 8 ملايين سيارة كهربائية جديدة أو هجينة في الصين، وهو ما يمثل حوالي 37% من السوق، فيما تم بيع 88 ألفاً و535 سيارة كهربائية فقط في اليابان خلال نفس الفترة، أي 2.2% فقط من الإجمالي.
وفي الوقت نفسه، أمضت العلامات التجارية الصينية سنوات في صقل تقنيات البطاريات الخاصة بها وخفض التكاليف، في حين تخوض حروب أسعار شرسة ضد بعضها البعض.
وقد منحهم ذلك بداية هائلة، خاصة فيما يتعلق بالأسعار.
وتقول "ديلي تلغراف" إن شركات صناعة السيارات اليابانية تجنبت في المقابل إلى حد كبير التوجه نحو السيارات الكهربائية حتى الآن، ولم تطلق سوى عدد قليل من السيارات فيما بينها، كما شكك المسؤولون التنفيذيون مراراً وتكراراً في جاذبية هذه المركبات.
وبدلاً من ذلك، قامت شركات تويوتا وهوندا ونيسان بتطوير السيارات الهجينة، التي كانت رائدة فيها منذ أواخر التسعينيات، وقد أثبتت هذه الطرازات، مثل سيارة تويوتا بريوس الأكثر مبيعاً، شعبيتها بين المستهلكين بسبب كفاءتها العالية في استهلاك الوقود.