تواصلت الاحتجاجات الداعمة للشعب الفلسطيني في عدد من الجامعات الأميركية أمس، وسط موجة اعتقالات جديدة نفذتها الشرطة بحق المتظاهرين وتفكيك مخيمات لهم بالقوة.
وذكرت وكالة فرانس برس أن الشرطة الأميركية أوقفت 17 متظاهراً في جامعة تكساس بمدينة دالاس، وفككت بالقوة مخيماً احتجاجياً.
كما أوقفت سلطات إنفاذ القانون الكثير من الأشخاص بجامعة فوردهام في نيويورك، وأخلت مخيماً نصب صباحاً في الحرم الجامعي بحسب مسؤولين.
من جهتها، أعلنت شرطة نيويورك خلال مؤتمر صحفي أنها أوقفت نحو 300 شخص في جامعتين في المدينة كانوا بمبنى في جامعة كولومبيا العريقة في مانهاتن احتجاجاً على العدوان الإسرائيلي على غزة، وقال مغناد بوس وهو طالب في جامعة كولومبيا شهد عملية الإخلاء: “تعاملت الشرطة معهم بشكل وحشي وعدائي”.
بدوره قال تحالف يضم مجموعات طلابية مؤيدة للفلسطينيين في هذه الجامعة في منشورعلى تطبيق إنستغرام: “أوقفوا أشخاصا بشكل عشوائي… أصيب عدد من الطلاب لدرجة أنهم احتاجوا لأن ينقلوا إلى المستشفى”.
كذلك فككت مخيمات أخرى أمس في جامعتي أريزونا في توسون جنوب غرب البلاد وويسكنسن ماديسون شمال البلاد، وفق وسائل إعلام محلية.
وتتصاعد موجة الاحتجاجات الطلابية منذ أسبوعين في كبرى الجامعات الأميركية من كاليفورنيا غربا إلى الولايات الشمالية الشرقية مروراً بالولايات الوسطى والجنوبية مثل تكساس وأريزونا ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وللمطالبة بقطع إداراتها روابطها بكيان الاحتلال الإسرائيلي والجهات المانحة له والشركات المرتبطة.
وحسب تعداد لوكالة فرانس برس نفذت الشرطة الأميركية منذ الـ 17 من نيسان الماضي عمليات توقيف في ثلاثين حرماً جامعياً على الأقل.
وانتشرت صور عناصر مكافحة الشغب في الجامعات الذين تدخلوا بناء على طلب إداراتها في كل أنحاء العالم، ما ذكر بأحداث مماثلة وقعت في الولايات المتحدة خلال حرب فيتنام.
الكونغرس الأمريكي يوسع تعريف "معاداة السامية" دعما لإسرائيل في وجه المحتجين
صوّت مجلس النواب الأمريكي لصالح توسيع التعريف المعتمد في وزارة التعليم لمصطلح "معاداة السامية"، وذلك على أثر الاحتجاجات المؤيّدة للفلسطينيين والداعمة لوقف الحرب على غزة التي اجتاحت الجامعات الأمريكية.
ويتهم جزء من الطبقة السياسية الأمريكية المتظاهرين في الجامعات بـ"معاداة السامية"، ويستدلون على ذلك، من بين أمور أخرى، برفع المحتجين شعارات معادية لإسرائيل، الحليف الكبير للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وعصر الثلاثاء، أقر المجلس بأصوات نواب من الحزبين مشروع قانون يعتمد تعريف معاداة السامية كما اقترحه "التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة".
ووفقا لهذا التعريف، فإن "معاداة السامية هي تصور معين لليهود يمكن أن يتجلى بكراهية تجاههم. تستهدف المظاهر الخطابية والمادية لمعاداة السامية أفرادا يهودا أو غير يهود و ممتلكاتهم ومؤسسات مجتمعية وأماكن عبادة".
بالمقابل، يقول منتقدو مشروع القانون إن هذا التعريف يحظر انتقادات معينة لدولة إسرائيل، وهو أمر يدافع عنه التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست.
ويتهم معارضو النص أعضاء الكونغرس بالسعي لإقرار هذا التشريع سريعًا من أجل استخدامه للحد من حرية التعبير في الجامعات الأمريكية.
وحذر النائب الديموقراطي جيري نادلر الذي يعارض النص من أن "التعليقات التي تنتقد إسرائيل لا تشكل في حد ذاتها تمييزا مخالفا للقانون".
ولكي يصبح هذا النص تشريعا ساريا يتعين على مجلس الشيوخ أن يعتمده، وهو أمر لا يزال غير مؤكد، قبل أن يحال إلى الرئيس جو بايدن لتوقيعه ونشره.
وانتشرت المظاهرات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، عبر حرم الجامعات بشكل خاص، والتي أطلق شرارتها طلاب جامعة كولومبيا المرموقة في نيويورك، الذين يطالبون السلطات بالتخلي عن دعم إسرائيل بسبب الحرب على غزة والانتهاكات الإنسانية في حق المدنيين.