دعت مصر حركة "حماس" والسلطات الإسرائيلية لإبداء "المرونة من أجل التوصل في أسرع وقت إلى الهدنة في قطاع غزة".
وخلال اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، شدد وزير الخارجية المصري سامح شكري على ضرورة "التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أسرع وقت".
وذكر بيان لوزارة الخارجية المصرية، اليوم الجمعة، أن مباحثات الوزيرين تركزت على مستجدات الأوضاع الأمنية والإنسانية في رفح الفلسطينية، والمرحلة الدقيقة التي تمر بها المفاوضات الجارية في القاهرة للتوصل إلى هدنة، تسمح بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين.
وجاء في البيان: "اتفق الوزيران على أهمية حث الأطراف على إبداء المرونة وبذل الجهود اللازمة للتوصل إلى اتفاق هدنة يضع حداً للمأساة الإنسانية ويسمح بنفاذ المساعدات الإنسانية بصورة كاملة ومستدامة تلبي الاحتياجات العاجلة لسكان القطاع".
وجدد وزير الخارجية المصري لنظيره الأمريكي التأكيد على مخاطر العمليات العسكرية الإسرائيلية في منطقة رفح الفلسطينية، وما ستسفر عنه من تداعيات إنسانية كارثية، وعواقب أمنية ستطال استقرار وأمن المنطقة.
وفي وقت سابق، أكد مصدر مصري مغادرة وفود "حماس" وإسرائيل عقب جولة مفاوضات لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل المحتجزين والأسرى، امتدت يومين في العاصمة القاهرة.
وتتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية بقطاع غزة، في ظل شح كبير في الغذاء والماء والدواء والوقود، وتقلص عدد المستشفيات والمراكز الطبية العاملة، التي تقدم الخدمات للسكان.
الكشف عن مطلب لحركة حماس قبل توقف المفاوضات حول غزة
أكدت مصادر مطلعة أن "حماس" طالبت إسرائيل بالموافقة مسبقا على وقف أولي للقتال لمدة 12 أسبوعا بدلا من 6 أسابيع، مشيرة إلى أن هذا المطلب خلق عقبة كبيرة بخصوص مفاوضات الهدنة في غزة.
ولفتت 3 مصادر مطلعة لشبكة "سي إن إن" إلى معارضة المسؤولين الإسرائيليين بشدة الموافقة على هذا الطلب، لأنهم يعتقدون أنه لن يختلف عن الموافقة على نهاية فعلية للحرب.
وقال أحد كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية إن إسرائيل أوضحت أنها تريد الاحتفاظ بالحق في تفكيك كتائب حماس الـ4 المتبقية في رفح وكذلك أنها "بحاجة إلى الحفاظ على المرونة لمواصلة الحرب للقيام بذلك".
وأضاف أن إسرائيل لا تستطيع أن تفعل ذلك إذا انتقلت فترة وقف إطلاق النار الأولى ومدتها 6 أسابيع إلى المرحلة الثانية، حيث من المفترض أن تتم استعادة "الهدوء المستدام" في غزة، وفقا لمقترح حماس.
وتابعت المصادر أن حماس وافقت على الدخول في مفاوضات خلال الأسابيع الـ6 الأولى من توقف محادثات القتال، الأمر الذي يتطلب أن يتوصل الطرفان أولا إلى بنود قبل أن تدخل المرحلة الثانية من الهدنة البالغة 6 أسابيع إضافية حيّز التنفيذ، ووصفت المصادر مطلب حماس الجديد بأنه "تراجع واضح".
من جهتهم، يعترف المسؤولون الإسرائيليون سرا بأن وقف إطلاق النار لمدة أشهر من شأنه أن يجعل من الصعب استئناف الحرب وإعادة القوات الإسرائيلية إلى غزة، وهو ما ينهي الحرب فعليا.