دراسة جديدة تنفي نظرية شائعة حول استخدام الإنترنت
تدعو العديد من الدراسات إلى توخي الحذر بشأن استخدام الإنترنت لما يحمله ذلك من أضرار على الصحة الجسدية والعقلية، لكن نتائج دراسة دولية جديدة تنفي ذلك.
وتشير نتائج الدراسة الجديدة إلى أن الاتصال بالإنترنت واستخدامه قد يعزز صحتك.
وقام الباحثون في جامعة أكسفورد بفحص بيانات 16 عاما من 2.4 مليون شخص، وتتبعوا بعض السلوكيات، مثل الرضا عن الحياة والشعور بالهدف. ووجدوا أن الذين لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت سجلوا مستويات أعلى بنسبة 8% في مقاييس الرفاهية مقارنة بأولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى الإنترنت.
وقال ماتي فور، عالم النفس التجريبي والباحث في الدراسة، في بيان صحفي بتاريخ 13 مايو: "لقد فوجئنا بإيجاد علاقة إيجابية بين الرفاهية واستخدام الإنترنت عبر غالبية آلاف النماذج التي استخدمناها في تحليلنا". وفحصت الدراسة بيانات "استطلاع غالوب العالمي" من عام 2006 إلى عام 2022.
وحلل الباحثون إجابات 2414294 مشاركا تتراوح أعمارهم بين 15 عاما وما فوق، عبر 168 دولة. وقدم لهم هذا النطاق منظورا أكثر شمولا من الدراسات السابقة، حيث ركز الباحثون في المقام الأول على الشباب في الولايات المتحدة وأوروبا. وقال أندرو برزيبيلسكي، عالم النفس والباحث المشارك في الدراسة، في بيان: "لقد شرعنا في معالجة هذه الفجوة من خلال تحليل كيف يمكن أن يتنبأ الوصول إلى الإنترنت، بالاتصال عبر الهاتف المحمول والاستخدام النشط، بالرفاهية النفسية على المستوى العالمي عبر مراحل الحياة.
وعلى حد علمنا، لم يتعامل أي بحث آخر بشكل مباشر مع هذه القضايا".
ووجد فور وبرزيبيلسكي أن العلاقة بين الوصول إلى الإنترنت والرفاهية كانت إيجابية باستمرار. ووفقا للدراسة، أبلغ الذين لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت عن قدر أكبر من الرضا عن الحياة والتجارب الإيجابية والرضا عن الحياة الاجتماعية. كما أبلغوا أيضا عن درجات أقل في التجارب السلبية من الأفراد الذين لم يتمكنوا من الوصول. وتتعارض هذه النتائج مع سنوات من القلق بشأن الأضرار المحتملة لاستخدام الإنترنت. وقال برزيبيلسكي: "نأمل أن تجلب النتائج التي توصلنا إليها سياقا أكبر للنقاش حول وقت الشاشة". ويدرك علماء النفس وغيرهم من علماء الاجتماع المهتمين بدراسة استخدام الإنترنت والصحة العقلية أن هناك مجموعات كبيرة من البيانات السلوكية بعيدة المنال، ولذلك، يدعو برزيبيلسكي: "نحث مقدمي المنصات على مشاركة بياناتهم التفصيلية حول سلوك المستخدم مع علماء الاجتماع العاملين في هذا المجال من أجل تحقيق علمي شفاف ومستقل، لتمكين فهم أكثر شمولا لتقنيات الإنترنت في حياتنا اليومية".