وافق "كابينيت الحرب" الإسرائيلي، أمس الأربعاء، على عملية عسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة على مراحل.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، صباح اليوم أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لإدارة الحرب على قطاع غزة "كابينيت الحرب" وافق على عملية عسكرية في مدينة رفح ولكن على مراحل.
وأوضحت القناة على موقعها الإلكتروني أن الجيش الإسرائيلي أكمل المرحلة الأولى، حيث الأحياء الشرقية من مدينة رفح ومعبر رفح، وأنه الليلة، انضم لواء الكوماندوز من الجيش الإسرائيلي إلى اللواءين 401 وجفعاتي.
وأشارت القناة إلى أن الجيش الإسرائيلي بات في انتظار الموافقة على توسيع العملية العسكرية من القيادات السياسية في تل أبيب.
وفي السياق نفسه، أفادت قناة إسرائيلية، أمس، بأن مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، قد دعا إلى اجتماع لمناقشة "اليوم التالي" للحرب على غزة ومخاطر عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع.
وذكرت القناة الـ 13 الإسرائيلية أن مكتب نتنياهو قد دعا قادة الجيش وجهاز "الشاباك" إلى عقد اجتماع لمناقشة اليوم التالي على غزة ومدى خطورة عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع مرة أخرى، موضحة أن مكتب نتنياهو يستمع لرأي الحضور حول مدى خطورة عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة وكيف تشكل خطرا على الأمن القومي الإسرائيلي، على أن تعقد تلك الجلسة غدا.
فيما نشبت خلافات كبيرة داخل المستوى السياسي الإسرائيلي بشأن "اليوم التالي" للحرب على قطاع غزة، خاصة بين بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف غالانت.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن غالانت مطالبته نتنياهو بإعلان أن "إسرائيل لن تسيطر عسكريا على غزة بعد الحرب، وأن الحكم المدني الفلسطيني هو مصلحة إسرائيلية"، مضيفا أن هناك اتجاه خطير يتطور في بلاده إلى الترويج لحكومة عسكرية إسرائيلية.
واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي هذا التطور بديلا خطيرا على أمن إسرائيل القومي، داعيا نتنياهو إلى اتخاذ القرار والإعلان أن إسرائيل لن تسيطر على غزة بعد الانتهاء من الحرب على القطاع، مشيرا إلى أن "هذه لحظة اختبار وطني، حتى لو كان ذلك بثمن سياسي".
ولم يكتف غالانت بذلك، بل أعلن معارضته لأي حكم عسكري إسرائيلي في قطاع غزة بعد الحرب، موضحا أنه طرح هذا الأمر في مجلس الوزراء الإسرائيلي منذ عدة أشهر دون جدوى.
وردا على تصريحات غالانت، قال نتنياهو إنه ليس مستعدا لاستبدال حكم "حماس" في قطاع غزة بحركة "فتح"، مضيفا أن أي حديث عن "اليوم التالي" للحرب في غزة لا معنى له ما دامت حركة "حماس" في القطاع.
وكانت حركة حماس أعلنت، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بدء عملية "طوفان الأقصى"، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع. وأسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية، منذ السابع من أكتوبر الماضي وحتى الآن، عن سقوط أكثر من 35 ألف قتيل وأكثر من 79 ألف مصاب، وفق أحدث إحصاءات صادرة عن وزارة الصحة في قطاع غزة.
وتخللت المعارك هدنة دامت سبعة أيام، جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، وتم خلالها تبادل أسرى من النساء والأطفال، وإدخال كميات من المساعدات إلى قطاع غزة. وعقب انتهاء الهدنة، تجدد القتال بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، منذ صباح يوم الجمعة الموافق الأول من ديسمبر/ كانون الأول 2023.