ضغوط داخلية على الحكومة الإسرائيلية بشأن إعفاء اليهود المتشددين من التجنيد
تتعرض الحكومة الإسرائيلية إلى ضغوط داخلية للتخلي عن فكرة إعفاء اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية، خاصة في ظل الحرب المشتعلة في غزة.
وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية قد ألغت في 2018 قانونا يعفي اليهود المتزمتين دينيا من الاستدعاء للخدمة العسكرية إذا أرادوا الاستمرار في معاهد دينية بدلا من ذلك.
وبعد أن انتهى أجل أمر أصدرته المحكمة للحكومة في مارس / آذار بعدم إعفاء اليهود المتشددين دينيا من الخدمة العسكرية سارع نتنياهو للاتفاق مع شركاء الائتلاف الحاكم من الأحزاب الدينية المتطرفة بشأن حل وسط للخدمة العسكرية استباقا لأي حكم تصدره المحكمة العليا يلزم بالتجنيد الإجباري لتلك الأقلية الآخذة في النمو سريعا في إسرائيل.
ونفلت وسائل إعلام أمريكية عن نوام سولبيرج وهو أحد تسعة قضاة ينظرون قضية إعفاء اليهود المتشددين، قوله "نحن في وقت حرب والحاجة لمجندين طاغية".
من جانبه، قال محامي الحكومة دورون توبمان إن الحكومة تعطي أولوية كبيرة لزيادة عدد المجندين من المتزمتين دينيا، مشيرا إلى أنه "علينا أيضا أن نأخذ في الاعتبار الصعوبة الهائلة الني يراها المجتمع في تجنيد طلبة المعاهد الدينية بسبب الخشية من أن أسلوب حياتهم سيتضرر ومن أن دراسة الكتاب المقدس ستكون عرضة للخطر".
في سياق متصل، تحدث أليكس كومان، أستاذ إدارة الأعمال في جامعة تل أبيب والخبير الاقتصادي، عن خطر وجودي يهدد إسرائيل بسبب ما سموه إصرار الحكومة على إعفاء اليهود المتشددين من التجنيد في الجيش.
وقال كومان إن إعفاء اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية يمثل عبئا متزايدأ وغير محتمل على المواطنين العلمانيين، مشيرًا إلى أن "خطاب التحذير الصادر عن كبار رجال الاقتصاد يحمل أهمية كبيرة للغاية، لأننا نرى عبئا متزايدا وغير محتمل على المواطنين العلمانيين".
ويرى الأكاديمي الإسرائيلي أن "هذا العبء مزدوج من الناحية الاقتصادية، لأننا نقوم بدفع الضرائب ونقوم بدعم اليهود المتشددين، وكذلك من ناحية الخدمة العسكرية، لأن 9% فقط من اليهود المتشددين يخدمون في الجيش"، على حد قوله.
وأوضح كومان أن "السكان العلمانيين يشعرون بالعبء، سواء من خلال الخدمة العسكرية أو من خلال دفع الضرائب العالية جدا، وترتب على ذلك تزايد الشعور بالإحباط الشديد في هذا القطاع".
يأتي ذلك بعدما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن "الجمع بين سياسات الحكومات الإسرائيلية ومعدل النمو المرتفع للسكان اليهود المتشددين يقود البلاد نحو الهاوية ويعرض الاقتصاد والمجتمع الإسرائيلي للخطر بشكل جدي ووجودي بما في ذلك المجتمع الديني المتشدد نفسه".
وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن "10% من المطلوبين للخدمة العسكرية في الجيش، يدّعون الإصابة بأمراض عقلية ونفسية للهروب من التجنيد".
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن أحد كبار أعضاء هيئة مكافحة الفساد في إسرائيل، قوله: "هناك صناعة كاملة من الإعفاءات لأسباب عقلية".