في خطوة تاريخية أعلنت مدينة هامترامك الواقعة في ضواحي ديترويت بولاية ميشيغان الأمريكية دعمها الكامل لحملة المقاطعة ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي، وسحب الاستثمارات وفرض عقوبات عليه لتصبح بذلك أول مدينة أمريكية تتخذ هذا الموقف لدعم حقوق الفلسطينيين.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة (ميترو تايمز) باتت هامترامك أول مدينة يعلن مجلسها المحلي مقاطعة وفرض عقوبات على الكيان الإسرائيلي، إذ قررت دعمها الكامل لحركة المقاطعة، وسحب الاستثمارات من الشركات الداعمة للاحتلال بسبب عدوانه الوحشي المتواصل على الفلسطينيين في قطاع غزة.
مجلس المدينة وافق بالإجماع على هذا القرار في رسالة دعم قوية للفلسطينيين ولإنهاء الإبادة الجماعية التي ينتهجها كيان الاحتلال الإسرائيلي في غزة، ما يعكس تأييداً قوياً للدعوات الفلسطينية لمقاطعة كيان الاحتلال حتى يلتزم بالقانون الدولي.
مدينتا (هايوارد) و(ريتشموند) في كاليفورنيا أصدرتا قرارات مماثلة في كانون الأول وأيار الماضيين، إلا أن تلك المدن استهدفت شركات محددة للمقاطعة، بينما دعم قرار مدينة هامترامك حركة المقاطعة برمتها. رئاسة المجلس البلدي في هامترامك أكدت أن “معظم الشعب الأمريكي يعارض الحرب لكن حكومتنا بالطبع لا تستمع إلى مخاوف الشعب، ويبدو أننا نحكم من قبل أقلية في هذا البلد وهذه مشكلة صوت الشعب لا يسمع”.
حركة (بي دي اس) لمقاطعة كيان الاحتلال رحبت بالتشريع الجديد ودعت المزيد من المدن الأمريكية إلى تبني خطوات مماثلة من أجل تجنب التواطؤ في الإبادة الجماعية مع كيان الاحتلال.
حركة المقاطعة (بي دي اس) التي انطلقت عام 2005 كانت تستهدف الشركات والمؤسسات المتهمة بالمساهمة في انتهاكات الحقوق الفلسطينية، احتجاجاً على الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
صحيفة (ميدل ايست آي) البريطانية تناولت أيضاً نبأ قرار مدينة هامترامك دعمها الكامل لحملة المقاطعة ضد الاحتلال الإسرائيلي، موضحة أن “قرار هامترامك يقضي بالامتناع عن شراء السلع والخدمات من أي شركة مستهدفة من قبل حملة المقاطعة، إضافة إلى الامتناع عن الاستثمار في الأراضي الفلسطينية المحتلة والشركات التي تدعم نظام الفصل العنصري الإسرائيلي”.
القرار أيضاً شجع السكان على المشاركة في حملة المقاطعة ودعم النشاط الطلابي في الجامعات.
وحسب أعضاء في المجلس البلدي فإن “القرار تم اتخاذه بهدف توجيه رسالة قوية لدعم الشعب الفلسطيني وجهودهم لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم”، مؤكدين على “الحاجة إلى كل زاوية يمكننا استخدامها لمساعدة الفلسطينيين وأنه لا يمكن أن نستخدم أموال دافعي الضرائب لدينا لقتل الناس”.
عمدة مدينة هامترامك قال لصحيفة (فري برس) المحلية: إن “التصويت يعني أنه في الوقت الحالي ستبذل المدينة قصارى جهدها للامتناع عن الشراء أو الاستثمار أو التعاقد مع الشركات التي تدعم الإبادة الجماعية الإسرائيلية”.
يذكر أن مدينة هامترامك التي تضم أعلى نسبة من المهاجرين بين مدن ميشيغان لها سجل حافل بالنشاط الحقوقي، وفي تشرين الأول الماضي دعا مجلس المدينة إلى وقف إطلاق النار وأعاد تسمية أحد شوارع المدينة الرئيسية بـ (شارع فلسطين) كجزء من تضامن رمزي مع الفلسطينيين في غزة.
وتصر الإدارة الأمريكية على دعم كيان الاحتلال الإسرائيلي مهما بلغ عدد الشهداء جراء العدوان ومهما علت الأصوات المنددة بجرائم الاحتلال.