أصدرت إيران وروسيا والصين بياناً ثلاثياً مشتركاً بشأن الاتفاق النووي، أكدت خلاله أنّ بنود خطة العمل الشاملة المشتركة لا تزال سارية.
وقال البيان إنّ "الدول الثلاث لم تدخر جهداً للوصول إلى الاتفاق النووي، ولا تزال تحمي هذا الاتفاق، وتلتزم بجميع التعهدات".
وأعلنت استعدادها مرّة أخرى للقيام بكل ما يلزم لإحياء هذا الاتفاق.
وأسفت الدول الثلاث لباقي الدول الموجودة ضمن الاتفاق، أي فرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة، لاختيارها مساراً مختلفاً في ما يتعلق بالاتفاق النووي.
وأكد البيان أنّ الوقت حان لإظهار إرادة سياسية جادة من جانب الدول الغربية لمنع دوامة العنف والتوتر في هذا الملف، مضيفاً أنّ الوقت حان أيضاً لاتخاذ الدول الغربية الخطوات اللازمة لإحياء الاتفاق النووي.
من جهتها، أكدت ممثلية إيران الدائمة لدى مكتب منظمة الامم المتحدة في فيينا أن طهران ليست مكلفة بالرد على مطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الوثائق المفبركة والمزيفة.
وأكدت الممثلية، في مذكرة توضيحية بشأن تقارير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مجلس الحكام أن نشاطات طهران النووية سلمية تماماً، فيما "المزاعم المطروحة من قبل جهات أخرى سيئة النيات خاطئة ولا مبرر لها".
بدوره، قال سفير روسيا بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، ميخائيل أوليانوف، إنّ مشروع القرار الأوروبي معادٍ لإيران ويصعد الوضع.
البيان الثلاثي وتصريحات ممثليات الدول جاءت تعليقاً على ما طرحته بريطانيا وفرنسا وألمانيا من مشروع قرار على مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي يزعم إدانة إيران "لفشلها في التعاون الكامل مع الوكالة، ويطالب بمزيد من المساءلة بشأن برنامج طهران النووي"، وفق ما أفاد دبلوماسيان.
وتذرّعت لندن وباريس وبرلين، لتبرير مزاعمها بحق طهران، بـ "الحاجة الملحة إلى الرد على خطورة الوضع".
ويجتمع مجلس المحافظين المؤلف من 35 دولة كل ثلاثة أشهر، وهو أحد أعلى هيئتين لصنع السياسات في وكالة الطاقة الذرية.
والآخر يجتمع مرة واحدة فقط في السنة.
وفي وقت سابق، أشار رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي إلى أنّ قانون مجلس الشورى الإيراني الذي يحمل اسم "الإجراءات الاستراتيجية لإلغاء العقوبات" هو الإطار الناظم للأنشطة النووية في إيران.
وأكّد أنّ الأنشطة النووية الإيرانية مُلتزمة بمعاهدة الضمانات وأُطر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محذراً مجلس حكّام الوكالة من إصدار قرار ضد إيران لأنّها "جاهزة للرد".
وكان إسلامي قد أكّد أنّ الولايات المتحدة و"الترويكا" الأوروبية انتهكتا الاتفاق النووي، فيما واصلت بلاده التزام تعهداتها لفترة من جانب واحد.
وأوضح إسلامي، على هامش مؤتمر أصفهان الدولي للتقنية النووية، أنّ طهران تلتزم في الظروف الراهنة قانون "الإجراءات الاستراتيجية في مواجهة العقوبات" الذي سنّه البرلمان الإيراني.
وأضاف أنّ إيران "تسير في هذا الطريق"، مطالباً الطرف الآخر بـ"العمل وفق مسؤولياته".
وكان مصدر مطلع قد نفى لوكالة "إرنا" الإيرانية ادّعاء وجود مفاوضات مباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، مؤكّداً أنّ تبادل الرسائل "يجري ضمن الأطر المعمول بها سابقاً".