شهد العقد الثاني من تسعينيات القرن الماضي، ظهور فكرة الهدف الذهبي إلى بطولات كرة القدم الكبرى، وعلى رأسها كأس العالم وكأس أمم أوروبا. وعلى مدار 8 سنوات كاملة، شهدت 3 نسخ من بطولات كأس أمم أوروبا تطبيق الهدف الذهبي أولا، وبعدها الهدف الفضي، والذي لم يستمر إلا لنسخة واحدة فقط، قبل إلغاء القاعدتين معا.
ورغم استمرار الأهداف الذهبية والفضية في كأس أمم أوروبا على مدار 3 نسخ، لم تُسجل إلا 3 أهداف ذهبية وهدف فضي وحيد خلال تلك الفترة.
قصة الهدف الذهبي
الهدف الذهبي هو الذي يسجل خلال الوقتين الإضافيين لمباريات مراحل خروج المغلوب، ويعني دخول الكرة إلى الشباك انتهاء المباراة بشكل فوري.
والغريب أن تاريخ قاعدة الهدف الذهبي يعود إلى زمن بعيد للغاية، وتحديدا سنة 1867، من خلال بطولة كأس يودان، وكان قانونه ينص على أنه في حالة التعادل تلعب أوقات إضافية، من يسجل فيها هدفاً يعتبر فائزاً.
وقدم الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" مقترح الهدف الذهبي في العام 1993 من أجل التحفيز على اللعب الهجومي، خاصة وأن بطولة 1990 في إيطاليا حسم عدد كبير من مبارياتها بركلات الترجيح (4 لقاءات)، وحتى النهائي بين ألمانيا والأرجنتين كان في طريقه لهذا المصير لولا تسجيل "الماكينات" هدف التتويج قبل 5 دقائق فقط من النهاية. وكانت يورو 1996 في إنجلترا هي البطولة الأولى التي يسجل خلالها هدف ذهبي، وحسم لقب المسابقة آنذاك.
هدف بيرهوف الذهبي
كانت النتيجة تشير إلى التعادل الإيجابي 1-1 بين جمهورية التشيك وألمانيا، حين انتهى الوقت الأصلي لنهائي يورو 96 في ملعب ويمبلي القديم، يوم 30 يونيو/ حزيران 1996.
وبعد 5 دقائق فقط من الوقت الإضافي ،الأول سدد أوليفر بيرهوف، البديل الذي كان قد سجل الهدف الأول للماكينات، هدف التتويج بتصويبة سقطت من بين أيدي بيتر كوبا الحارس التشيكي، ليدون أول هدف ذهبي رسمي في التاريخ.
يورو 2000
خلال منافسات كأس أمم أوروبا تم تسجيل هدفين ذهبيين كانا من نصيب المنتخب الفرنسي، الذي اعتلى بهما منصة التتويج للمرة الثانية في تاريخه آنذاك.
وسجل الأسطورة زين الدين زيدان من ضربة جزاء في الدقيقة 117، الهدف الذهبي لفرنسا في مرمى البرتغال في نصف النهائي يوم 28 يونيو/ حزيران 2000، ليقود بلاده إلى النهائي بفوز 2-1.
ويبدو أن نتيجة 2-1 تحولت إلى معادل الهدف الذهبي في اليورو، عندما سجل ديفيد تريزيغيه هدف فوز فرنسا 2-1 على إيطاليا في نهائي نفس النسخة يوم 2 يوليو، بملعب دي كويب في روتردام بتصويبة على الطائر من داخل منطقة الجزاء.
الهدف الفضي
شهدت منافسات بطولة يورو 2004 في البرتغال، تطبيق نظام الهدف الفضي النادر في تاريخ كرة القدم. الهدف الفضي الاستثنائي كان مقترحاً من اليويفا في موسم 2002-2003، ويعني أن الفريق الذي سينهي الشوط الأول متقدماً في النتيجة سيعتبر فائزاً باللقاء ولن يلعب شوطاً ثانياً.
وتقرر في فبراير/ شباط 2004 إلغاء الهدف الفضي بشكل نهائي بعد بطولة كأس أمم أوروبا آنذاك.
وسجل اليوناني ترايانوس ديلاس الهدف الفضي الوحيد في تاريخ كأس أمم أوروبا يوم 1 يوليو 2004 لصالح بلاده ضد التشيك، ليقود "أحفاد الإغريق" لبلوغ النهائي واستكمال المشوار نحو اللقب.
الغريب أن الهدف جاء في الوقت بدل الضائع للوقت الإضافي الأول، وهو ما جعله يشبه الأهداف الذهبية لأن الشوط والمباراة انتهيا بعد تسجيله مباشرة.