السودان... ما أهمية جبل موية بعد سقوطه في قبضة قوات الدعم السريع؟
حققت قوات الدعم السريع إنجازا عسكريا جديدا بسيطرتها على منطقة "جبل موية" الرابطة بين 3 ولايات حيوية وسط وغربي السودان، بعد معارك عسكرية عنيفة مع الجيش السوداني.
وأكدت قوات الدعم السريع، أمس سيطرتها على الطريق الرئيسي الذي يربط مدينة سنار بعدة مدن في ولاية النيل الأبيض، والتي تُعد منطقة ذات أهمية استراتيجية لإقليم كردفان.
خطوة استراتيجية
ووفقا للمتحدث الرسمي باسم قوات الدعم السريع، أسفرت المعارك التي استمرت ساعات عن السيطرة على 57 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري.
أضاف أنه قتل أكثر من 300 من أفراد الجيش والحركات المسلحة والمجموعات المتحالفة معه.
كما أكد أن هذه السيطرة تمكّن قوات الدعم السريع من تعزيز وجودها في المنطقة، وتعتبر خطوة استراتيجية في الصراع المستمر بين الطرفين في السودان.
أهمية جبل موية
تقع منطقة جبل موية في سلسلة جبلية تمتد في حدود ولاية سنار، التي تشكل نقطة تلاقي لثلاث طرق صوب النيل الأبيض غربا والنيل الأزرق جنوبا وولاية الجزيرة شمالا. وتحيط المنطقة بخزان سنار، الذي تتفرع منه المجاري المائية الرئيسية التي تسهم في التحكم في ري مشروع الجزيرة، أحد أكبر المشاريع الزراعية في السودان.
يقول مراقبون إن السيطرة عليها تضيق الخناق على عدد من المدن وعلى الفرق العسكرية الرئيسية في سنار وولاية النيل الأزرق المتاخمة، كما تعني التحكم في المثلث الذي يضم مدن الدويم وكوستي والمناقل.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل/ نيسان 2023، حربا دامية بين القوات المسلحة النظامية بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أعقبتها أزمة إنسانية عميقة.
أسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.
لكن ما زالت حصيلة قتلى الحرب غير واضحة فيما تشير بعض التقديرات إلى أنها تصل إلى 150 ألفا وفقا للمبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو.
كذلك، سجل السودان قرابة 10 ملايين نازح داخل البلاد وخارجها منذ اندلاع المعارك، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة.
ودمرت إلى حد كبير البنية التحتية للبلاد التي بات سكانها مهددين بالمجاعة.