أكد الجيش الإسرائيلي أن محمد الضيف قائد الجناح العسكري لحركة "حماس" ورافع سلامة قائد لواء خان يونس للحركة، كانا هدفا للغارة الجوية التي تم شنها على جنوب قطاع غزة صباح اليوم.
وحسب مسؤولين عسكريين، فإن الرجلين كانا متواجدين في مبنى منخفض الارتفاع واقع بين منطقة المواصي وخان يونس "وسط بيئة مدنية"، لكن ليس في مخيم للنازحين الفلسطينيين، حيث أدت الضربة الإسرائيلية إلى مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين.
وقالت مصادر عسكرية إن العشرات من نشطاء "حماس"، بمن فيها الحراس، كانوا متواجدين أيضا في الموقع لحظة استهدافه.
وتعتبر المواصي وغرب خان يونس جزءا من المنطقة الإنسانية التي حددتها إسرائيل، لكن الجيش الإسرائيلي يقول إن الضربة كانت "دقيقة" واستهدفت موقعا لـ"حماس" فقط.
ووفقا لتقديرات الجيش الإسرائيلي، فإنه لم يكن هناك أي رهائن إسرائيليين في الموقع عندما تم تنفيذ الغارة.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية إسرائيلية أن "الضيف كان في مكان الهجوم ولا نعرف مصيره وتقديراتنا أنه إن لم يكن قد قتل فقد يكون أصيب بجروح خطيرة"، مضيفة أن معلومات استخباراتية دقيقة وصلت الليلة الماضية حول مكانه ومكان رافع سلامة، وتقرر تنفيذ الهجوم رغم خطر مقتل العشرات من المدنيين.
ولا يزال الجيش ينتظر معلومات استخباراتية تؤكد مقتل الضيف وسلامة في الغارة.
ولم يؤكد مسؤول كبير في "حماس" ما إذا كان الضيف موجودا في موقع الهجوم.
ونقلت وكالة "رويترز" عن القيادي في الحركة سامي أبو زهري قوله إن "الادعاءات الإسرائيلية محض هراء وتهدف إلى تبرير المجزرة المروعة.
كل الشهداء من المدنيين وما حدث هو تصعيد خطير لحرب الإبادة الجماعية بدعم أمريكي وصمت عالمي".
وكانت إسرائيل قد حاولت اغتيال الضيف في مناسبات مختلفة، وفي إحدى المحاولات أصيب بجروح خطيرة.
وكانت التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أنه غير قادر على الحركة بمفرده بما في ذلك تحريك يديه، ويتحرك بواسطة كرسي متحرك، ويتنقل من مكان إلى آخر بواسطة سيارات إسعاف.
ونجا الضيف من سبع محاولات إسرائيلية معلنة لاغتياله، آخرها في عام 2021.
وقلما يتحدث الضيف، ولا يظهر أبدا علنا.
وكان آخر ظهور صوتي له في السابع من أكتوبر الماضي، حين أعلن القائد العسكري لحماس عن هجوم القسام وأطلق عليه اسم "طوفان الأقصى".
وقالت مصادر مقربة من "حماس" في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" إن الضيف بدأ التخطيط للعملية في مايو 2021.
حماس" تعتبر حديث إسرائيل عن استهداف قائدها محمد الضيف مجرد "هراء"
اعتبر سامي أبو زهري، القيادي في حركة "حماس" الفلسطينية أن حديث السلطات الإسرائيلية عن أن قصفها لخان يونس استهدف القائد العسكري في الحركة، محمد الضيف، مجرد "هراء".
ونقلت قناة "الشرق" الإخبارية عن أبو زهري قوله بأن "كل الشهداء مدنيون، وما حدث تصعيد خطير لحرب الإبادة الجماعية المدعومة من الولايات المتحدة في ظل صمت عالمي"، لافتا إلى أن الهجوم أظهر عدم اهتمام إسرائيل بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وفي وقت سابق، صرح يوسف أبو الريش وكيل وزارة الصحة في غزة، بأن "طواقم الوزارة أحصت ما لا يقل عن 71 شهيدا و289 جريحا جراء القصف الإسرائيلي على خيم النازحين في خان يونس"، فيما قال القيادي في حركة "حماس"، عبد الرحمن شديد، إن "الرد على المجازر الإسرائيلية المروعة في غزة يتطلب حراكا شعبيا واسعا للجم الاحتلال ووضع حد لجرائمه في القطاع".
وتأتي الضربات الإسرائيلية على خان يونس بالتزامن مع محادثات تستهدف التوصل إلى اتفاق يشمل وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، كما تأتي في ظل تقارير عن وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "مبادئ" إضافية تتجاوز الاتفاقات مع الوسطاء من أجل عرقلة الصفقة المحتملة.
يذكر أنه في يونيو/ حزيران الماضي، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن "الهجوم على مخيم الشاطئ كان يستهدف القيادي البارز في الذراع العسكرية لحركة حماس، رائد سعد، وأنه حتى الآن لا توجد أنباء مؤكدة حول مقتله".
وأوضحت الإذاعة على موقعها الإلكتروني أن رائد سعد هو الرجل الرابع في الجناح العسكري لحركة حماس، بعد كل من محمد الضيف ومحمد السنوار، ومروان عيسى (الذي تم اغتياله في لبنان).
ولفتت الإذاعة أن رائد سعد تمكن في شهر مارس/ آذار الماضي من الفرار من الجيش الإسرائيلي في اللحظة الأخيرة، خلال عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في مستشفى الشفاء.
ولا تزال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مستمرة منذ أكثر من 9 أشهر، حيث دمر أحياء بكاملها، وتسبب بنزوح 1.7 من أصل 2.4 مليون نسمة، وأثار أزمة إنسانية كارثية، بحسب الأمم المتحدة.
وأسفرت الحرب عن مقتل 38345 فلسطيني حتى اليوم، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، حسب وزارة الصحة في غزة، فيما تتواصل المساعي الإقليمية والدولية للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب، وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.