عودة العلاقات بين تركيا وسورية يشكل انتكاسة للولايات المتحدة
الرئيس الروسي يسعى لعودة العلاقات بين سورية وتركيا، الأمر الذي قد يشكل انتكاسة كبيرة للدور الأميركي في سورية، في ظل رغبة تركيا الدائمة في الانتهاء من وجود تنظيم كردي مسلح، مدعوم أميركياً، عند حدودها.
نقلت شبكة "بلومبرغ" الإعلامية الأميركية، عن الكرملين، أنّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، التقى نظيره السوري، بشار الأسد، في إطار الجهود التي تدعمها موسكو من أجل "استعادة العلاقات بين دمشق وأنقرة". وقال بوتين للأسد، في مقطع فيديو نشره الكرملين يوم الخميس: "أنا مهتم للغاية برأيك بشأن كيفية تطور الوضع في المنطقة ككل. لسوء الحظ، هناك ميل نحو التصعيد، ويمكننا أن نرى ذلك. وهذا ينطبق بصورة مباشرة على سورية". وأكد الرئيس السوري إن محادثاتهما كانت "مهمة للغاية"، بالنظر إلى الأحداث التي يشهدها العالم ومنطقة أوراسيا. ولفتت "بلومبرغ" إلى أن أي عودة للعلاقات بين تركيا وسورية من شأنه أن "يشكل انتكاسة للولايات المتحدة في المنطقة"، كما أن هذه الخطوة تأتي في إطار جهود أوسع نطاقاً تبذلها موسكو وبكين، من أجل "تحدي واشنطن في الشرق الأوسط"، في ظلّ احتفاظ الولايات المتحدة بنحو 900 جندي، شمالي شرقي سورية، من أجل دعم حلفائها الكُرد، "وهو الوجود الذي سعت موسكو ودمشق منذ فترة طويلة إلى إنهائه". ويأتي الاجتماع، كما أشارت "بلومبرغ"، في أعقاب عودة سورية إلى الجامعة العربية في أيار/مايو، من العام الماضي، و"هو ما يمثل انتصاراً لزعيمٍ يواجه عقوبات أميركية وأوروبية ثقيلة".
وكان الرئيس السوري أكّد، منتصف الشهر الجاري، استعداده للقاء نظيره التركي، رجب طيب إردوغان، "إذا كان اللقاء يحقق مصلحة سورية". وفي معرض حديثه عن عودة العلاقات بتركيا، عقب اقتراعه في الانتخابات التشريعية، قال الرئيس الأسد: "إذا كان لقاء الرئيس إردوغان يؤدي إلى نتائج، أو إذا كان العناق أو العتاب يحقق مصلحة البلاد، فأنا سأقوم بذلك". وأوضح أنّ "المشكلة لا تكمن في اللقاء، وإنما في مضمونه"، لافتاً إلى أنّ طرح اللقاء "قد يكون مهماً، كونه وسيلة لتحقيق هدف، لكننا لم نسمع ما هو الهدف، وما هو حل المشكلة".