أعلنت حركة حماس فجر اليوم مقتل رئيس الحركة إسماعيل هنية في "غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران" بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، فيما لم تعلق إسرائيل على الخبر حتى اللحظة.
وقال الحرس الثوري الإيراني في وقت مبكر من صباح هذا اليوم، إنه تم "استهداف مقر إقامة إسماعيل هنية في طهران، مما أدى إلى استشهاده إلى جانب أحد حراسه".
وأضاف الحرس في بيان له : يجري التحقيق في أسباب وأبعاد هذا الحادث وسيتم إعلان النتائج لاحقا.
انتُخب إسماعيل هنية (62 عاما) رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس عام 2017 خلفا لخالد مشعل، لكن اسمه وكنيته (أبو العبد) كانا معروفين للعالم منذ 2006 حين تولى رئاسة الحكومة في السلطة الفلسطينية، بعد فوز حماس المفاجئ في الانتخابات البرلمانية.
وُلد هنية عام 1962 في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، بعد أن فر والداه من منزلهما بالقرب مما يعرف الآن ببلدة عسقلان الإسرائيلية خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948.
ويُعد إسماعيل هنية ثالث شخصية تتولى قيادة حركة حماس (رئاسة المكتب السياسي) بعد موسى أبو مرزوق وخالد مشعل.
وكانت إسرائيل قد اغتالت في 2 يناير/كانون الثاني 2024، نائب رئيس حركة حماس وقائد الحركة في الضفة الغربية صالح العاروري، بعد استهدف طائرة مسيرة لمكاتب الحركة في الضاحية الجنوبية في بيروت.
وفي 13 يوليو/تموز قُتل، العشرات وأصيب آخرون في قصف جوي إسرائيلي مكثف طال مناطق خيام النازحين في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، في ما وصفه الفلسطينيون بالمجزرة البشعة في المنطقة التي ادّعت إسرائيل أنها منطقة إنسانية آمنة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال حينها إن الغارة الإسرائيلية على مواصي خان يونس أصابت محمد الضيف، القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، ونائبه رافع سلامة، مضيفا أنه لا "يعلم مصير الضيف"، فيما أكدت إسرائيل لاحقا مقتل سلامة، ونفى قياديون في حماس تعرض الضيف لأي أذى أو وجود قيادات عسكرية في منطقة الاستهداف.
وأكد نتيناهو أن "قتل قيادات حركة حماس يقربنا من تحقيق أهدافنا... وتصفية قيادات الحركة يدعم تحقيق كل أهداف الحرب وأهداف إسرائيل تجاه جهات أخرى منها إيران".
وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي "قتل القيادي في حزب الله فواد شكر المسؤول عن قتل الأطفال في مجدل شمس وقتل العديد من الإسرائيليين"، في الضاحية الجنوبية ببيروت، فيما لم يصدر أي تصريح رسمي من حزب الله اللبناني.
وصرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أن فؤاد شكر كان مسؤولا عن إدارة الجبهة الجنوبية منذ الثامن من أكتوبر.
وأشار هاغاري إلى أن شُكر المعروف باسم الحاج محسن هو "اليد اليمنى للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله" مضيفا أنه قُتل "بناء على معلومات استخباراتية".
ويذكر أن إسرائيل اغتالت في 22 مارس/آذار 2004 الشيخ أحمد ياسين أحد أهم مؤسسي الحركة في هجوم صاروخي شنته الطائرات الحربية الإسرائيلية في غزة، ليتولى بعدها عبد العزيز الرنتيسي قيادة الحركة، ويتعرض هو أيضا بعد أقل من شهر من توليه هذا المنصب للاغتيال على يد إسرائيل باطلاق صاروخ على سيارته في مدينة غزة.
ردود أفعال على مقتل هنية
نعت مساجد الضفة الغربية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية عبر مكبرات الصوت ودعت للإضراب الشامل، حدادا على "اغتياله" في طهران.
قال القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق إن "اغتيال هنية عمل جبان وتصعيد لن يمر سدى" وفق ما نقله تلفزيون الأقصى التابع لحماس.
كما قال القيادي في حماس سامي أبو زهري "اغتيال الاحتلال الإسرائيلي للأخ هنية هو تصعيد خطير يهدف إلى كسر إرادة حماس وإرادة شعبنا وتحقيق أهداف وهمية.
نحن نؤكد أن هذا التصعيد لن يحقق أهدافه".
وأضاف أبو زهري: "حماس مفهوم ومؤسسة وليست أشخاصا.
وستواصل حماس السير على هذا الطريق مهما كانت التضحيات ونحن واثقون من النصر".
وقالت حركة الجهاد الإسلامي: "عملية الاغتيال الآثمة التي نفذها العدو بحق رمز من رموز أمتنا لن تنال من مقاومتنا".
وندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس باغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية، ووصفه بـ"العمل الجبان" داعيا الفلسطينيين إلى الوحدة في مواجهة إسرائيل.
وجاء في بيان للرئاسة "أدان رئيس دولة فلسطين محمود عباس، بشدة اغتيال رئيس حركة حماس القائد الكبير إسماعيل هنية، واعتبره عملا جبانا وتطورا خطيرا"، وأضاف أنه دعا "جماهير شعبنا وقواه إلى الوحدة والصبر والصمود، في وجه الاحتلال الاسرائيلي".
وقالت حركة أنصار الله الحوثية إن اغتيال هنية جريمة إرهابية وانتهاك صارخ للقوانين.
وأعلنت الخارجية الإيرانية في بيان لها " استشهاد إسماعيل هنية في طهران سيعزز العلاقات المتينة بين إيران وفلسطين العزيزة والمقاومة".
وأدانت تركيا في بيان لها وقالت "ندين اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في عملية اغتيال دنيئة في طهران"، معتبرة أن "هذا الهجوم يهدف أيضا إلى توسيع الحرب في غزة إلى مستوى إقليمي".
وأضافت وزارة الخارجية التركية في بيانها: "نعرب عن تعازينا للشعب الفلسطيني الذي قدم مئات الآلاف من الشهداء مثل هنية من أجل أن يعيش بسلام في وطنه تحت سقف دولته".
وقالت الخارجية التركية "مرة أخرى، ثبت أن حكومة نتنياهو ليس لديها أي نية لتحقيق السلام".
وحذّرت أنقرة من أنه "إذا لم يتخذ المجتمع الدولي إجراءات لوقف إسرائيل، فإن منطقتنا ستواجه نزاعات أكبر بكثير".
كما أدانت روسيا اغتيال اسماعيل هنية وقالت "الاغتيال السياسي غير المقبول".