تعمل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بوتيرة سريعة لتجنب انفجار العنف في جميع أنحاء الشرق الأوسط عقب الاغتيالات الأخيرة وتعهد إيران وحلفائها بالرد عليها.
وحسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، فإن "إدارة بايدن تستعجل تجنب انفجار العنف في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وهي لحظة عالية المخاطر تهدد بعرقلة اتفاق وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره في قطاع غزة وتؤكد على حدود النفوذ الأمريكي على إسرائيل، أقرب حليف لها في المنطقة"، عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران.
وسارعت الولايات المتحدة إلى وضع أصول عسكرية إضافية، بما في ذلك سرب من طائرات إف-22 ومدمرات بحرية، أقرب إلى إسرائيل، للمساعدة في الدفاع ومواجهة ما يعتقد المسؤولون أنه سيكون هجوما وشيكا من طهران ردا على اغتيال رئيس "حماس" إسماعيل هنية الأسبوع الماضي في العاصمة الإيرانية.
ويقود وزير الخارجية أنتوني بلينكن سباقا دبلوماسيا لممارسة ضغوط غير مباشرة على إيران، مطالبا كبار المسؤولين في القاهرة وبغداد وعواصم عربية أخرى بحث طهران وحلفائها على ضبط النفس، وحذر بلينكن الدبلوماسيين في العالم من أن هذا الانتقام قد يأتي في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، وفق ما جاء في "واشنطن بوست".
وقال بلينكن إنه يحمل رسالة بسيطة، وليس فقط لإيران: "يجب على جميع الأطراف الامتناع عن التصعيد، ويجب على جميع الأطراف اتخاذ خطوات لتخفيف التوترات"، كما قال للصحافيين يوم الاثنين.
"التصعيد ليس في مصلحة أي شخص".
ولكن لا يزال من غير الواضح مدى قدرة حلفاء أمريكا العرب على احتواء الضربة المضادة المتوقعة، وما إذا كانت واشنطن قادرة على ثني حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تأجيج النيران.
وقد ظلت المنطقة متوترة يوم الثلاثاء حيث ألغت شركات الطيران رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت، ونصحت الحكومات الغربية مواطنيها بمغادرة لبنان على الفور.
ومثل إيران، تعهد "حزب الله" اللبناني القوي بالانتقام من إسرائيل، بسبب الغارة الجوية التي شنتها في الثلاثين من يوليو على مبنى سكني في ضاحية بيروت الجنوبية، والتي اغتالت فيها القيادي الكبير في "حزب الله" فؤاد شكر.
وقد حذر أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله في خطاب يوم الثلاثاء: "حزب الله سيرد وإيران سترد واليمن سيرد والعدو ينتظر ويترقب ويحسب أن كل صيحة هي الرد والأهم أن التصميم والقرار والقدرة موجودة.. نتصرف بشجاعة وتأنٍ والانتظار الإسرائيلي على مدى أسبوع هو جزء من العقاب..ردنا آت إن شاء الله.. وحدنا أو مع المحور، ولن تمر هذه الاغتيالات دون عقاب".
وكانت إسرائيل في حالة تأهب قصوى يوم الثلاثاء حيث أشار القادة إلى استعدادهم لضربة محتملة، وحذر وزير الدفاع يوآف غالانت على مواقع التواصل الاجتماعي من أن الجيش الإسرائيلي "عازم ومتماسك وقوي..جاهز للهجوم والدفاع".
وسيكون الهجوم الجوي المباشر من قبل إيران هو الضربة الثانية من نوعها في تاريخ إسرائيل، بل أيضا الثانية في أربعة أشهر.
وكانت إيران قد أطلقت وابلا من الصواريخ والطائرات بدون طيار، قدر بنحو 300 مقذوف، في أبريل، ردا على قصف قنصليتها في دمشق، ما أسفر عن مقتل عدد من المستشارين العسكريين، بينهم قادة كبار.
وتمكنت إسرائيل من صد معظم النيران القادمة في الهجوم الإيراني السابق بمساعدة تحالف عسكري بقيادة الولايات المتحدة، ولكن هجوما منسقا من جانب إيران وحزب الله، كل منهما يمتلك ترسانة صاروخية ضخمة، قد يهدد بإغراق شبكة الدفاع الجوي الإسرائيلية.