كشفت تقارير سودانية، أن واشنطن تتمسك بالدعوة التي قدمتها لقائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، لمشاركة الجيش في مفاوضات جنيف، التي ستنعقد في 14 أغسطس/ آب الجاري، وليس من خلال وفد حكومي.
وأفادت مصادر لصحيفة "السوداني"، أن "الحكومة السودانية ترهن مُشاركتها في مفاوضات سويسرا عبر وفد حكومي، وليس عبر وفد الجيش كما تطلب واشنطن".
وتابعت موضحة أن "أمريكا أسست مفاوضات سويسرا بناءا على منبري جدة (1 و2)، إذ تقوم على مباحثات وقف إطلاق النار بين الطرفين المتحاربين (الجيش السوداتي و"قوات الدعم السريع")، ووجوب تنفيذ الاتفاقيات العامة السابقة من قبل الطرفين، بينما ترى واشنطن أن مناقشة القضايا الأخرى والخطاب السياسي تعود لمنابر أخرى تشارك فيها الحكومة السودانية".
يأتي ذلك بعد أن أكدت الحكومة السودانية، مساء أمس، تمسكها بتنفيذ "إعلان جدة"، الموقع في 11 مايو/ أيار 2023، وأنها ترفض وجود أي مراقبين أو مسهلين جدد.
كما أكدت أن الوفد الأمريكي الذي شارك معها في اللقاء التشاوري بالسعودية، "لم يلتزم بدفع المليشيا المتمردة للالتزام بتنفيذ "إعلان جدة"، الذي يتضمن الالتزام بحماية المدنيين في السودان، ويستند على القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان.
كذلك لفتت الحكومة السودانية إلى "إصرار الوفد الأمريكي على مشاركة الإمارات العربية المتحدة كمراقب في اللقاء، ولم يقدم الوفد الأمريكي ما يبرر إنشاء منبر جديد". وكان محمد بشير أبو نمو، رئيس وفد حكومة السودان أعلن، في الاجتماعات التشاورية مع الولايات المتحدة بمدينة جدة السعودية، فشل التوصل إلى اتفاق على مشاركة وفد حكومي سوداني في المحادثات المقرر انطلاقها بجنيف، يوم 14 أغسطس الجاري.
وقررت الحكومة السودانية، يوم الجمعة الماضي، إرسال وفد إلى مدينة جدة السعودية، بهدف التشاور مع الجانب الأمريكي بشأن الدعوة المقدمة للأطراف السودانية لحضور مفاوضات سلام بجنيف، في 14 أغسطس/ آب الجاري.
ونقل موقع "المشهد السوداني"، عن مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، بيانا أعلن فيه قراره بإرسال وفد للتفاوض برئاسة وزير المعادن السوداني محمد بشير عبد الله أبو نمو، مشيرًا إلى أن "القرار يأتي في إطار حرص الحكومة على تحقيق السلام والأمن والاستقرار في السودان ولرفع المعاناة الناتجة عن الحرب".
يأتي ذلك في أعقاب إطلاق الولايات المتحدة الأمريكية دعوة لعقد جولة جديدة للتفاوض بين الجيش وقوات الدعم السريع، يوم 14 أغسطس الجاري، في جنيف، بهدف وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية وتطوير آلية مراقبة ورصد للتحقق في حال توقيع إتفاق.
وفي نهاية يوليو/ تموز الماضي، دعا رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، السعودية والولايات المتحدة إلى الحديث مع الحكومة السودانية.
ونقلت صحيفة "السوداني" عن البرهان، قوله إن "السعودية والولايات المتحدة ينبغي عليهما الحديث مع حكومة السودان، وأن تقر بسيادتها والاستماع لوجهة نظرها بشأن وقف الحرب إذا أرادوا المساعدة في تحقيق السلام".
وتتواصل المعارك بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 ما أشفر عن نحو13 ألفا و100 قتيل، فيما بلغ إجمالي النازحين في السودان نحو 7.9 مليون شخص، ونحو 2.1 مليون شخص إلى دول الجوار، بحسب بيانات الأمم المتحدة.