سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


ليبيا.. طوارئ قصوى وسط مخاوف من تكرار كارثة سيول العام الماضي


أُعلنت حالة الطوارئ القصوى في ليبيا؛ لمواجهة سيول عارمة أغرقت مناطق جنوبي غرب البلاد، وسط مخاوف من تكرار سيناريو الفيضانات المدمرة التي ضربت شرق البلاد العام الماضي، والتي راح ضحيتها الآلاف.
وأعلن رئيسا حكومة "الوحدة الوطنية الموقتة" الليبية عبد الحميد الدبيبة، والحكومة المكلفة من مجلس النواب الليبي، أسامة حماد، حالة الطوارئ لمواجهة السيول العارمة. وكتب الدبيبة عبر منصة "إكس"، يوم الجمعة الماضي، إنه اتخذ إجراءات أخرى لمواجهة الأضرار الناجمة عن السيول.
وتابع: "في ظل الظروف الجوية القاسية بمناطق العوينات وتهالة والبركت وغات (جنوب غرب)، وجهت جهازي الإسعاف والطوارئ والطب الميداني منذ الساعات الأولى للعمل مع البلديات لضمان إنقاذ الأرواح وإيصال المساعدات ورفع الأذى عن المتضررين".
ولفت إلى أنه كلّف وزارة الصحة الليبية، بإرسال فرق طبية عاجلة ودعم إلى مستشفى غات الحكومي والمراكز الصحية بالمناطق المتضررة من السيول.
كما ذكر الدبيبة في منشوره، أنه كلّف وزارة الشؤون الاجتماعية بتوفير الدعم للأسر المتضررة، ووزارة الموارد المائية لتقييم الأضرار ومعالجة تدفق السيول.

عميد البركت: نطالب بتدخل عاجل
من ناحيته، أكد عميد بلدية البركت، محمد زاماكي، أن "البلدية تعاني نقصا حادا في الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والاتصالات، إلى جانب وجود 4 آلاف شخص عالقين جراء السيول التي ضربت المنطقة".
وشدد زاماكي، في تصريحات لبوابة "الوسط" الليبية، اليوم أن "الوضع يستدعي تدخلا عاجلا من الأجهزة الحكومية، لتقديم المساعدات الضرورية".

كما أشار إلى "الحاجة الملحة لتوفير مراكز إيواء للنازحين من المناطق المتضررة، خاصة في منطقة تهالة، التي تشهد تدهورا كبيرا في الخدمات الصحية المقدمة"، وفق قوله. وتابع عميد بلدية البركت مبيّنا في تصريحاته، أن "المنطقة تفتقر إلى المقوّمات الطبية والمعيشية الأساسية، مما يزيد معاناة الأسر النازحة التي تحتاج إلى رعاية صحية وسيولة مالية، لتلبية احتياجاتها".

تحذير من تكرار مأساة فيضانات 2019
في سياق متصل، حذر تقرير لهيئة الليبية للبحث العلمي، اليوم نشرته عبر صفحتها على مواقع التواصل، من تحول الوضع إلى "مأساوي" في مدينة غات، مع تعرض المنطقة الجنوبية للسيول.
وقالت الهيئة، في تقريرها بشأن السيول التي ضربت غات ومناطق بالجنوب، يومي الخميس والجمعة الماضيين، إن البلدية شهدت "ظاهرة طبيعية شائعة في نهاية الصيف وبداية الشتاء، حيث تفيض الأودية عادة خلال هذه الفترة".
ونبّه الهيئة في تقريرها، إلى أنه "في حال زيادة حجم السيول، قد يتحول الوضع إلى مأساوي في بلدية غات المدينة".

وأوضحت أن مدينة غات تنقسم من الناحية الإدارية إلى 4 بلديات رئيسية، هي بلدية غات المدينة، وتمثل المركز، وبلدية تهالا التي تقع شمال شرق المركز بنحو ستين كيلومترا، وبلدية العوينات التي تبعد 120 كيلومترا شمال شرق غات، وبلدية البركت التي تقع في الجنوب، وهي الأكبر من حيث عدد السكان، وتبعد سبعة كيلومترات عن غات.
وعبّرت الهيئة عن مخاوفها من تكرار كارثة فيضانات عام 2019، مشيرة إلى أن "فيضانات 2019 كانت تذكيرا بخطر مستمر يهدد المدينة، خاصة بلديات البركت وغات وتهالا، التي تُعتبر المصب النهائي للسيول".
ووجهت الهيئة الليبية للبحث العلمي في تقريرها، تحذيرات ونصائح للتعامل مع التغير المناخي في الجنوب، منها "تجنّب الأساليب العشوائية، مثل حفر السدود الترابية دون دراسة علمية دقيقة، لأن ذلك قد يتسبب في كوارث أكبر، وإجراء دراسات شاملة لمناسيب الوديان، وتحديد المسارات المناسبة للسيول".
وشددت أن التكيف مع التغيّرات المناخية والحد من مخاطر الكوارث أصبح "ضرورتين ملحتين في مدينة غات، لذا من المهم إعادة تخطيط المدينة، للتكيف مع هذه التغيرات، بهدف تقليل الخسائر في الأرواح والممتلكات في حال حدوث كوارث طبيعية مشابهة في المستقبل".

وكان عميد بلدية تهالة، أحمد صالح، أكد في تصريحات صحفية، يوم الجمعة الماضي، أن "جميع السكان غادروا المدينة بعد أن غمرت المياه بيوتهم وأتلفت ممتلكاتهم".
بينما حذرت "مؤسسة رؤية لعلوم الفضاء" (ليبية غير حكومية) من تواصل الطقس السيء بمناطق جنوب غربي البلاد.
وقالت المؤسسة في بيان، يوم الجمعة الماضي، إن "التقلبات الجوية لا تزال مستمرة على مناطق الجنوب الغربي خلال الـ48 ساعة المقبلة، ونحذر من جريان السيول خاصة في الأودية المنحدرة من جبال أكاكوس وتاسيلي الموجودة على الحدود الليبية الجزائرية".
يشار إلى أنه في العاشر من سبتمبر/ أيلول 2023، اجتاح إعصار مدمر عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن درنة وبنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، ما خلف دمارا كبيرا وأسفر عن سقوط آلاف القتلى والمصابين والمفقودين.


سيريا ستار تايمز - syriastartimes,