في اليوم الـ321 للحرب على غزة، قصفت قوات الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين وقتلت عددا من النساء والأطفال للمرة العاشرة منذ مطلع الشهر الجاري، وذكرت مصادر طبية لسيريا ستار تايمز أن 22 فلسطينيا استشهدوا إثر غارات إسرائيلية على منازل مأهولة بالسكان في قطاع غزة منذ فجر اليوم. وفي الضفة الغربية المحتلة، استشهد عدد من الفلسطينيين اليوم في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في مخيم طولكرم شمالي الضفة، في حين قالت كتائب عز الدين القسام إنها استهدفت قوات الاحتلال على محور البلاونة في المخيم ضمن معركة طوفان الأقصى.
سياسيا، حمّلت وسائل إعلام إسرائيلية وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن المسؤولية عن تضاؤل فرص التوصل لاتفاق في القاهرة، في حين نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤول عربي من دولة وسيطة أن إعلان بلينكن دعم نتنياهو للمقترح الأميركي يظهر حركة حماس بشكل غير دقيق أنها الطرف الوحيد الذي يعرقل الصفقة.
وتواصل المقاومة الفلسطينية التصدّي لقوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في قطاع غزّة، وتكبّدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، عبر استهداف مباشر لجنودها وآلياتها، حيث تركّزت الاشتباكات العنيفة بين المقاومين و"جيش" الاحتلال في رفح، وكذلك في وسط القطاع وتحديداً عند محور "نتساريم"، وفق ما أكّد مراسل سيريا ستار تايمز.
وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن تمكّن مقاتليها، عصر أمس، من استهداف دبابتين إسرائيليتين من نوع "ميركافا" بقذيفتي "الياسين 105" غربي مدينة حمد شمالي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزّة. أمّا سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، فأعلنت قصف مقر يتبع لقيادة العدو في محور "نتساريم"، بقذائف الهاون من العيار الثقيل. بدورها، نشرت كتائب شهداء الأقصى، مشاهد من استهداف مقاتليها مقراً للقيادة والسيطرة تابعاً للعدو في محور " نتساريم "، عبر استخدام صاروخين من نوع (107) وقذائف الهاون من العيار الثقيل.
كذلك، عرضت كتائب شهداء الأقصى مشاهد قصف حشود وتجمّعات لقوات العدو شرقي دير البلح، بالاشتراك مع كتائب المجاهدين، وأوقعت عدة إصابات في صفوف القوات المستهدفة.
واستهدفت كتائب المقاومة الوطنية - قوات الشهيد عمر القاسم، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، جنود العدو المتوغلين في محيط أبراج القسطل وآلياته شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزّة، بقذائف الهاون. من جهته، أعلن المتحدث باسم قوات الشهيد عمر القاسم، أبو خالد، أنّ مقاتليه في محيط حي السلام شرقي رفح نجحوا بنصب كمين لإحدى دوريات العدو الراجلة، وفجروا فيها عبوة ناسفة من العيار الثقيل. وفي الوقت ذاته، أكّد أبو خالد أنّ مقاتليه أمطروا عناصر دورية الاحتلال بالرصاص بعد التفجير، ما أدى إلى وقوع كامل أفرادها بين قتيل وجريح. وأضاف أنّ وحدة المدفعية في قوات الشهيد عمر القاسم بالاشتراك مع سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى، استهدفوا مواقع العدو وخط إمداده في محور "نتساريم" بقذائف "الهاون". كذلك، شدّد أبو خالد على أن تهديدات العدو على لسان نتنياهو بالقضاء على المقاومة، ما هي إلا فقاعات هواء، لا يصدّقها حتى جنوده الذين يتهرّبون من مواجهة مقاتلي المقاومة في قطاع غزّة.
المقاومة تدك مستوطنات "الغلاف"
إلى جانب ذلك، وعلى الرغم من مرور 321 يوماً على "طوفان الأقصى"، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ صفارات إنذار دوّت في مستوطنة "كيسوفيم" في غلاف غزّة. وكانت وسائل إعلامٍ إسرائيلية تناقلت أنباء وتقارير عن دوي صفّارات الإنذار في مستوطنات غلاف غزة الشرقي، وفي "نير عام" شمال القطاع.
وزارة الصحة في قطاع غزة تعلن ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 40265، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، والاحتلال يواصل عدوانه على مدينتي غزّة وخان يونس.
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزّة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 40 ألف و265 شهيداً و93 ألف و144 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. ورصدت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي ارتكاب الاحتلال 4 مجازر بحق العائلات الفلسطينية، وصل منها إلى المستشفيات 42 شهيداً و163 إصابة، خلال الساعات الـ24 الماضية. وأشارت الوزارة إلى أنّ عدداً من الضحايا لا يزال تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
قصف عنيف يطال مدينتي غزة وخان يونس
هذا ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزّة، مرتكباً المزيد من جرائم الإبادة الجماعية بحق أهالي القطاع، حيث تشهد مدينة حمد شمالي مدينة خان يونس قصف مدفعي وجوي مستمر، وفقاً لما أفاد به مراسل سيريا ستار تايمز. وذكر المراسل أن طواقم الدفاع المدني انتشلت جثة شهيد مجهول الهوية من محيط مدينة حمد شمالي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
كما قصف مدفعية الاحتلال منطقة السطر الغربي في مدينة خان يونس جنوبي القطاع. فيما يواصل القصف المدفعي الإسرائيلي استهداف المنازل في شارع أبو حسني في دير البلح وسط القطاع، بالتزامن مع قصف جوي على شارعي السكة وكشكو شرقي حي الزيتون جنوبي شرقي مدينة غزة. وصباح اليوم، انتشلت طواقم الدفاع المدني، جثامين 3 شهداء وعدد من الإصابات من منزل في تل الزعتر شمالي القطاع.
الاحتلال يواصل حربه على الصحافة
إلى جانب ذلك، استشهاد الصحافي الفلسطيني، حسام الدباكي، وزوجته وأبناءه وعدد آخر من أفراد عائلته نتيجة قصف الاحتلال شقته السكنية فجر اليوم في مخيم المغازي وسط القطاع. وباستشهاده، يرتفع عدد الشهداء الصحافيين الذين استهدفهم الاحتلال في قطاع غزة ضمن حرب الإبادة المتواصلة التي يشنّها إلى 171 شهيداً. وقال مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين (PJPC)، إنّ الشهيد حسام الدباكة، الذي كان يعمل مصوراً صحفياً، هو الصحافي الثالث الذي يقتله "الجيش" الإسرائيلي في قطاع غزّة خلال أقل من أسبوع. ودعا المركز حماية الصحفيين الفلسطينيي، المؤسسات الدولية ولجنة حماية الصحفيين والاتحاد الدولي للصحافيين ونقابة الصحافيين العرب إلى التحرك الفاعل لوقف التغول الإسرائيلي والقتل المباشر وغير المباشر للصحفيين في القطاع، وضمان الحماية المكفولة لهم بموجب القانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية ذات العلاقة.
حماس تتمسك بمطالبها و"خطأ بلينكن" يهدد جولة القاهرة
شددت المقاومة الفلسطينية وسلطات الاحتلال مساء أمس التأكيد على مطالبهما لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في حين أكد الرئيس الأميركي جو بايدن باتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحاجة الملحة لإنهاء الحرب، وذلك قبل جولة جديدة من المباحثات متوقعة خلال أيام في القاهرة. وأكدت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي تمسكهما بشروط المقاومة لعقد أي اتفاق مع إسرائيل، بما يشمل الوقف الشامل للحرب على قطاع غزة والانسحاب الكامل لجيش الاحتلال الإسرائيلي وبدء إعمار القطاع وإنهاء حصاره مع إبرام صفقة تبادل جادة. جاء ذلك في بيان نشرته حماس، عقب اجتماع ضم رئيس مجلس شورى الحركة محمد درويش، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، ونائبه محمد الهندي، بدون تحديد مكان الاجتماع. وشددت الحركتان على ضرورة ضمان سرعة إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة بغض النظر عن نتائج المفاوضات حول وقف الحرب. وحمّلتا المسؤولية لقادة الاحتلال في إجهاض الجهود التي يقوم بها الوسطاء عبر الإصرار على الاستمرار في العدوان والتنكر لما تم في مراحل سابقة، وخاصة المقترح الذي وافقت عليه الحركة في الثاني من يوليو/تموز الماضي بناء على مقترح بايدن.
تشدد إسرائيلي
وأتى الاجتماع بين الحركتين، بعد تمسك نتنياهو بعدم انسحاب الجيش الإسرائيلي من محوري فيلادلفيا على الحدود مع مصر، ونتساريم الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه. وقال مكتب نتنياهو في بيان: "ستصر إسرائيل على تحقيق جميع أهدافها للحرب، كما حددها مجلس الوزراء الأمني، بما في ذلك ألا تشكل غزة مرة أخرى تهديدا أمنيا لإسرائيل". وأفاد بأن إسرائيل لم توافق على إسقاط مطلبها بالإبقاء على قوات في محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر والذي يشكل نقطة خلاف رئيسية، إذ ترفض حماس ومصر بقاء جيش الاحتلال بالمحور.
اتصال ثلاثي
وفي حين يصر نتنياهو على مطالبه، قال البيت الأبيض إن بايدن ونائبته كامالا هاريس شددا في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي على ضرورة إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة مقابل الإفراج عن المحتجزين. وأضاف البيت الأبيض أن بايدن ونتنياهو تناقشا حول المحادثات المقبلة في القاهرة الرامية لإزالة العقبات المتبقية.
وأتى الاتصال غداة اختتام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولة في المنطقة سعى خلالها للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، في أعقاب جولة المحادثات التي عقدت في الدوحة يومي 15 و16 أغسطس/آب الجاري. ويسعى الوسطاء (القطريون والمصريون والأميركيون) منذ أشهر لسد الفجوات بين حماس وإسرائيل، ومن المتوقع أن تُعقد محادثات جديدة في القاهرة في غضون أيام، وسط اتهامات لواشنطن بالموافقة على بقاء إسرائيل في محور فيلادلفيا.
"خطأ بلينكن"
وكانت صحيفة تايمز أوف إسرائيل نقلت عن مصادر مطلعة على المحادثات قولها إنه لا جدوى من عقد الاجتماع المزمع في القاهرة هذا الأسبوع إلا إذا ضغطت واشنطن على نتنياهو ليتخلى عن مطالبه الجديدة. وأردفت المصادر أن إعلان وزير الخارجية الأميركي أن نتنياهو قد قبل المقترح الأميركي "أظهر حماس بشكل غير دقيق على أنها الطرف الذي يعرقل الصفقة". وحمّلت مصادر إسرائيلية مطلعة على ملف المفاوضات بلينكن المسؤولية عن تضاؤل فرص التوصل إلى تسوية في القاهرة. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر قولها إن بلينكن "ارتكب خطأ خطيرا للغاية عندما أعلن عن قبول نتنياهو بالمقترح الأميركي ونقل الكرة إلى ملعب حماس". وأضافت المصادر أن بلينكن أوحى بموافقة بلاده على بقاء إسرائيل في محور فيلادلفيا. ومنذ أشهر، تستمر مفاوضات متعثرة وغير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل عبر الوسطاء للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل أسرى، لإنهاء الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.