نفت مصر بشدة العثور على أنفاق صالحة للاستخدام تحت "محور فيلادلفيا" المحاذي للحدود المصرية مع قطاع غزة يمكن من خلالها تهريب الأسلحة والأشخاص، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
وقال مصدر إسرائيلي مشارك في المفاوضات بين البلدين لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن مصر أوضحت للوفد الإسرائيلي أنه لا توجد أي أنفاق تحت المحور بين قطاع غزة وسيناء.
وذكرت هآرتس أن تصريحات المصدر الإسرائيلي عن النفي المصري بوجود أنفاق يتناقض مع ادعاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرورة السماح بوجود عسكري إسرائيلي دائم في المحور لمنع التهريب وتدمير الأنفاق هناك.
وبحسب المصدر، تؤكد مصر أن الأنفاق التي اكتشفها الجيش الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة ليست مفتوحة على الجانب المصري، وأضاف أنه يبدو أن مصر أغلقتها قبل ست سنوات، كجزء من تحرك واسع النطاق قامت به الدولة المصرية لسد الأنفاق التي تم اكتشافها هناك. وبحسب المصدر المطلع على الاتصالات بين البلدين، فإن "مطلب نتنياهو بالتواجد الدائم على المحور في مثل هذه الظروف يثير تساؤلات وغضب لدى المصريين".
وتحول مطلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمواصلة انتشار القوات الإسرائيلية على طول محور فيلادلفيا الى إحدى نقاط الخلاف الرئيسية والأخيرة على طريق التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المختطفين.
مزاعم إسرائيلية خطيرة ضد مصر حول هجوم بالمسيرات
زعم عميد بالجيش الإسرائيلي يدعى، أمير أفيفي، بأن هناك آلاف المسيرات والصواريخ تنتظر في شبه جزيرة سيناء لتهريبها إلى غزة.
ونقلت القناة 14 الإسرائيلية، عن أفيفي، قوله لصحيفة "باتريوت" الإسرائيلية، "في الوقت الذي نتحدث فيه عن صفقة لإنهاء الحرب وتحرير الأسرى، هناك الآن في سيناء الآلاف من المسيرات وعشرات الآلاف من الصواريخ تنتظر دخول القطاع وتغيير التوازن العسكري برمته".
وأوضح أن محور فيلادلفيا يقع على الحدود بين غزة ومصر، وعليه أيضا معبر رفح، ويعتبر المحور "أنبوب الأوكسجين" لحركة حماس، وتستخدمه لتهريب الأسلحة التي تستخدمها ضد قوات الجيش الإسرائيلي، وحتى الصواريخ التي تطلقها على مستوطني إسرائيل، على حد زعمه.
وعرض أفيفي ثلاثة أسباب لإصرار حركة حماس والوسيط المصري على انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور فيلادلفيا كشرط للصفقة، السبب الأول، بحسب مزاعمه، هو أنه يوجد عبر الحدود آلاف المسلحين والصواريخ والمسيرات ينتظرون الفرصة لضرب إسرائيل.
وأضاف أن سببا آخر للإصرار على الانسحاب من المحور الحدودي، هو أنه بمجرد خروج الجيش الإسرائيلي من فيلاديفيا، ستكون لدى حماس القدرة على تحقيق نيتها بنقل المختطفين من قطاع غزة إلى إيران عبر سيناء.
وحذر الجنرال الإسرائيلي تل أبيب من خطورة الإنسحاب من المحور، قائلا: "لا ينبغي لإسرائيل أن تترك فيلادلفيا، المصريون وحماس يريدون منا أن نغادر حتى يتمكنوا من نقل بقية المختطفين من غزة إلى سيناء ثم إلى إيران".
أما السبب الثالث، كما يقول أفيفي، فهو أن عدد المختطفين الذين سيتم إطلاق سراحهم في الصفقة الحالية، في حال دخولها حيز التنفيذ، هو "30 كحد أقصى"، وبمجرد تخلي إسرائيل عن محور فيلادلفيا، لن يبقى لها ما يمكن المساومة عليه في الصفقات التالية التي قد تؤدي إلى إطلاق سراح بقية المختطفين.
وأضاف إذا تخلت تل أبيب عن فيلادلفيا، لن تستطيع التفاوض من أجل بقية المختطفين، البالغ عددهم 109 أسرى.