نتنياهو يحكم عليهم بالموت.. مقتل الأسرى الإسرائيليين في رفح رسائل مشفرة من المقاومة
مقتل عدد من الأسرى في السياق المعقّد للمعارك التي تخوضها المقاومة في رفح منذ أشهر، يعكس تحوّلاً دراماتيكياً في ميدان المعركة.
عثر "جيش" الاحتلال الإسرائيلي على 6 جثث لأسراه، في نفق بمنطقة رفح جنوبي قطاع غزة، التي تشن فيها قواته عملية برية منذ 4 أشهر. وبحسب ادعاء الناطق باسم "الجيش"، دانيال هاغاري، فإن الأسرى قتلوا على أيدي مقاتلي القسام. لكن الخبير في شؤون المقاومة الفلسطينية، هاني الدالي، رأى أنّ مقتل عدد من الأسرى في وقت حساس، وفي السياق المعقّد للمعارك التي تخوضها المقاومة في رفح منذ أشهر، "يعكس تحوّلاً دراماتيكياً في ميدان المعركة، إذ إن "العدو- رغم كل محاولاته- لم يتمكّن من الوصول إلى أي أسير في مدينة الصندوق الأسود"، ما يعكس قدرة الاستخبارات العسكرية للقسام، على حماية مقاتليها وأسرى الاحتلال، وفرض واقع جديد على الأرض. وهذا الحدث، يشكّل "رسالة قويةً لقادة العدو"، وهي تعكس عمق الاستراتيجية العسكرية والسياسية للمقاومة، حيث تتضمن الرسائل الآتية: 1- قرار الكابنيت خاطئ: استمرار السياسات العسكرية المرتبطة بمنطقة "فيلادلفيا"، يظهر فشلاً واضحاً في تقديرات العدو، مما يوجب إعادة النظر في استراتيجياته التوسعية، وخاصة باحتلال محور فيلادلفيا.
2- رسالة إلى أهالي الأسرى: عليكم أن تبادروا بالتحرّك لإنقاذ أبنائكم، ليس من قبضة المقاومة، بل من يد نتنياهو، الذي جاء بقرارات قد تؤدي إلى تفاقم أوضاعهم ومعاناتهم والتي تؤدي في ظروف خاصة إلى مقتلهم.
3- زيف "الضغط العسكري": هذا الضغط المتزايد على غزة، لن يعني زيادة عدد الأسرى الأحياء، بل قد يؤدي إلى نتائج غير متوقّعة، مثل مقتلهم.
وختم الدالي بالقول: "باختصار، تعكس هذه التطورات مزيجاً من القوة العسكرية والرؤية السياسية، حيث تبرز المقاومة الفلسطينية، إدراكها لمجريات الميدان وأهداف العدو، وتتحدّاه بإرسال رسائل واضحة ومباشرة". وما يُشير إلى هذه النقاط، توقّعات نقلها الإعلام الإسرائيلي أن يطرح وزير الأمن يوآف غالانت، في جلسة "الكابينيت" اليوم، إعادة مناقشة قرار "الكابينيت" البقاء في "محور فيلادلفيا"، بالتزامن مع مطالبة عائلات الأسرى نقابة العمال والمؤسسات بالإضراب والتظاهر وشل الحركة في "إسرائيل" اليوم، عقب الإعلان عن انتشال جثث الأسرى الستة. وفي السياق، قال مسؤول إسرائيلي مشارك في مفاوضات وقف إطلاق النار لـ"تايمز أوف إسرائيل"، إنّ "استعادة الجيش الإسرائيلي في نهاية الأسبوع لجثث الأسرى الستة الذين كانوا على قيد الحياة حتى وقت قريب، هو أحدث دليل على أنّ الضغط العسكري من دون مبادرة دبلوماسية موازية يحكم على الأسرى بالموت". وأعرب المسؤول عن أسفه لأنّ نتنياهو "قد ركّز على أهمية الضغط العسكري مع إهمال الحاجة إلى تعزيز المبادرات الدبلوماسية، بما في ذلك صفقة الأسرى".
"نتنياهو يحكم عليهم بالموت".. "جيش" الاحتلال ينتشل جثث 6 أسرى من غزة
أعلن "جيش" الاحتلال الإسرائيلي، العثور على جثث 6 أسرى إسرائيليين في نفق بمنطقة رفح جنوبي قطاع غزة، من بينهم الأسير الإسرائيلي - الأميركي، هيرش غولدبرغ بولين، في حدثٍ "سيُثير غضباً داخلياً"، وخصوصاً في صفوف عائلات الأسرى، الذين يُطالبون بوقف إطلاق النار، وإتمام صفقة تبادل أسرى، وفق الإعلام الإسرائيلي. وأوضح "جيش" الاحتلال أنّ جثث الأسرى الستة، الذين عُثر عليهم "كانوا قد أُسروا في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي". وذكرت منصات إعلامية إسرائيلية أنّ "تقديرات الجيش تشير إلى أنّ الأسرى الـ6 قتلوا أمس أو أول من أمس في أثناء عملياته قرب الأنفاق حيث عثر عليهم". والأسرى هم: هيرش غولدبرغ بولين (23 عاماً)، وإيدين يروشالمي (24 عاماً)، وأوري دانينو (25 عاماً)، وأليكس لوبنوف (32 عاماً)، وكرمل جات (40 عاماً)، وألموغ ساروسي (25 عاماً)، بحسب ما نقل موقع "تايمز أوف إسرائيل". ووفقاً لمصدر إسرائيلي تحدّث لموقع "واينت"، فإنّ الأسرى هيرش وكرمل وإيدين "كانوا ضمن اللائحة التي وافقت عليها حماس، والتي كان بالإمكان إقرارها في 2 تموز/يوليو الماضي"، لتبادل الأسرى. وأكّدت حركة المقاومة الإسلامية حـــماس، أنّ "الأسرى قتلوا بالقصف"، وأنّ "على الرئيس الأميركي جو بايدن أن يوقف دعمه للاحتلال إن كان حريصاً على حياتهم". وأضافت الحركة: "كنا حريصين أكثر من بايدن على حياة الأسرى لذا وافقنا على مقترحه وعلى قرار مجلس الأمن بينما رفضهما بنيامين نتنياهو".
"نتنياهو يحكم على الأسرى بالموت"
وفي هذا السياق، قال منتدى الأسرى وعائلات المفقودين، إنّ الأسرى الستة الذين انتشلت جثثهم من قطاع غزة "كانوا سيبقون على قيد الحياة لو توصّلت حكومة بنيامين نتنياهو إلى اتفاق مع حماس لاستعادتهم".
وتوجّه المنتدى إلى نتنياهو بالقول: "كفى أعذاراً.. لقد حان الوقت لإعادة الأسرى". بدوره، اتّهم زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، الحكومة بقتل الأسرى، قائلاً: "بدلاً من عقد صفقة، يمارسون السياسة، وبدلاً من إنقاذ الأسرى، يقومون بدفنهم، وبدلاً من بذل كل ما في وسعهم لإعادتهم، يبذل نتنياهو كل ما في وسعه للبقاء في السلطة"، مضيفاً أنّ "حكومة الكوارث تدفن إسرائيل". وفي الإطار ذاته، قال مسؤول إسرائيلي مشارك في مفاوضات وقف إطلاق النار لـ"تايمز أوف إسرائيل"، إنّ "استعادة الجيش الإسرائيلي في نهاية الأسبوع لجثث الأسرى الستة الذين كانوا على قيد الحياة حتى وقت قريب، هو أحدث دليل على أنّ الضغط العسكري من دون مبادرة دبلوماسية موازية يحكم على الأسرى بالموت". وأعرب المسؤول عن أسفه لأنّ نتنياهو "قد ركّز على أهمية الضغط العسكري مع إهمال الحاجة إلى تعزيز المبادرات الدبلوماسية، بما في ذلك صفقة الأسرى".
بايدن: حان وقت انتهاء هذه الحرب
وتعليقاً على هذه الأحداث، وانتشال جثة أسير إسرائيلي - أميركي من بين الأسرى الستة، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إنّ طاقمه "على اتصال بمسؤولين إسرائيليين بشأن الوضع"، مضيفاً: "لقد تأكّدنا الآن أنّ أحدهم كان المواطن الأميركي هيرش غولدبرغ بولين". ودعا بايدن أيضاً إلى "إنهاء الحرب"، بالقول: "لقد حان وقت انتهاء هذه الحرب، وسنواصل العمل على مدار الساعة للتوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح الأسرى المتبقين". من جانبها، أكّدت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس أنها وبايدن "لن يتخلّيا أبداً عن التزامهما بتحرير الأميركيين والمحتجزين في غزة"، بحسب قولها. يُذكر أنّ الاحتلال الإسرائيلي كان قد انتشل جثث 6 أسرى أيضاً، في آب/أغسطس الفائت، وتشير التقديرات إلى أنّ 5 منهم قُتلوا بنيران "الجيش" الإسرائيلي، في أثناء العملية البرية في خان يونس، قبل نحو 6 أشهر. ويأتي ذلك وسط اعتقاد مسؤولين أمنيين إسرائيليين، أنّ "أسرى آخرِين سيعودون قتلى من قطاع غزة، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى إنقاذهم قريباً"، بحسب ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية. وكان المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، أبو عبيدة، قد أعلن، عدّة مرات، مقتل أسرى الاحتلال، بسبب استمرار القصف الإسرائيلي على أنحاء قطاع غزّة كافة. وفي هذا السياق، نشرت حركة حماس، صورة لأبي عبيدة تحمل عنوان "الثمن واحد"، ذكّرت من خلالها بتصريحات سابقة للناطق باسمها، والتي قال فيها إنّ "الثمن الذي ستأخذه المقاومة مقابل 5 أسرى هو الثمن نفسه مقابل جميع الأسرى". يُشار إلى أنّ التقديرات تقول إنّ أكثر من 100 من الأسرى الإسرائيليين، بينهم عدد من القتلى، ما زالوا لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بعدما جرى تبادل أكثر من 100 أسير إسرائيلي مع أسرى فلسطينيين بموجب هدنة موقتة في العام الماضي.