شلل داخل إسرائيل بسبب إضراب عام.. نتنياهو: غالانت فقد عقله ويحاول إشعال الاحتجاجات ضد الحكومة
قدمت النيابة العامة في إسرائيل طلبا عاجلا إلى محكمة العمل لإصدار أمر قضائي ضد الإضراب العام، الذي أعلنته نقابة العمال "الهستدروت". وبحسب القناة "14" الإسرائيلية، فإن "الطلب المقدم من النيابة العامة جاء بناء على طلب وزير المالية سموتريتش ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بإصدار أمر قضائي بإلغاء الإضراب المفاجئ الذي أعلنه رئيس "الهستدروت"، أرنون بار دافيد.
عمّت الإضرابات الشاملة، "إسرائيل" تضامناً مع ذوي الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزّة، ورفضاً لعرقلة رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو إبرام صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار. وجاءت الإضرابات بدعوةٍ من اتحاد نقابة العمال "الهستدروت"، سعياً لدفع الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو، إلى إبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس في قطاع غزّة، وذلك بعد إعلان "الجيش" الإسرائيلي العثور على جثث ستة منهم. ويأتي هذا الإضراب الذي يشمل المدارس والجامعات ومطار بن غوريون والمواصلات العامة وقطاعات اقتصادية واسعة، في أعقاب التظاهرات الضخمة التي شاركت فيها حشود من الإسرائيليين، المطالبة بإعادة الأسرى في قطاع غزّة. وقالت "القناة 13" الإسرائيلية إنّ "مطار بن غوريون مُغلق أمام الرحلات المغادرة، ويتوقع استئناف العمل بعد ساعات، وستتأثر الرحلات بنحو درامي خلال الأيام المقبلة". بدورها، ذكرت "القناة 12" الإسرائيلية أنّ أحزمة نقل الأمتعة توقفت في المطار نفسه. من ناحيتها، كشفت منصّة إعلامية إسرائيلية، أنّ "الادعاء العام قدّم طلباً للمحكمة العليا لإلغاء الإضراب في إسرائيل". وأضافت المنصّة نقلاً عن مصدر في "الهستدروت"، أنّ هناك دراسة لمواصلة الإضراب يوم غدٍ الثلاثاء أيضاً، مشيرةً إلى أنّ المتظاهرين أغلقوا مفترق "رعنانا" تماماً أمام حركة السيارات.
إغلاق بنوك كبرى
من ناحيتها، ذكرت وكالة "بلومبرغ" الأميركية، إنّه من المتوقّع إغلاق بعض البنوك الكبرى في "إسرائيل"، فيما ستبقى أبواب بورصة "تل أبيب" مفتوحة. كما من المقرر إغلاق الوزارات الحكومية والبلديات المحلية وخدمة البريد والجامعات.
ومن المقرر أن يجتمع بايدن ونائبته هاريس،مع الفريق الأميركي الذي يحاول التوسّط في صفقة إطلاق تبادل الأسرى، وفق ما أعلن البيت الأبيض. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أنّ الولايات المتحدة تُجري محادثات مع مصر وقطر بشأن الخطوط العريضة لاتفاق نهائي لتقديمه إلى "إسرائيل" وحماس، نقلاً عن مسؤول كبير في الإدارة لم تكشف هويته. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّ عشرات الحريديم يتظاهرون قرب مكتب التجنيد في "تل هشومير" رفضاً لتجنيدهم.
دعوات للإضراب
كذلك، قال رئيس "الهستدروت"، أرنون بار ديفيد: "علينا أن نوقف هذا التخلي عن الأسرى، توصلت إلى استنتاج مفاده، أنّ تدخلنا فقط هو الذي يُمكن أن يُحرّك أولئك الذين يحتاجون لذلك، وعليه عمّ الإضراب الاقتصاد الإسرائيلي بكامله". وأضاف ديفيد: "ستتوقف كل عمليات الإقلاع والهبوط في مطار بن غوريون اعتباراً من الثامنة صباحاً". بدوره، دعا زعيم المعارضة يائير لابيد الإسرائيليين إلى مشاركة عائلات الأسرى في غزة في الإضراب الشامل. وطلب لابيد من نقابات العمال وأرباب العمل والسلطات المحلية في "إسرائيل" تعطيل الاقتصاد، وتقدّم من رئيس "الكنيست" بالتماس عقد اجتماع عاجل للهيئة العامة "لبحث موضوع التوصل إلى اتفاق بشأن غزة". وقال لابيد إنّ "نتنياهو ومجلس الموت قرّروا عدم إنقاذ الأسرى الستة الذين كانوا على قيد الحياة في غزة، وفيما لا يزال هناك أسرى أحياء في القطاع، فلا يزال بالإمكان التوصّل إلى اتفاق، لكن نتنياهو يحجم عن ذلك لأسباب سياسية".
سموتريتش: لا أجر للمُضربين
وفي محاولةٍ لمنع هذا الإضراب، حذّر وزير المالية في حكومة الاحتلال الاسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، أمس، من المشاركة في الإضراب مهدداً بإلغاء الأجور، مضيفاً أنّ الإضراب "غير قانوني وسنعاقب من يشارك فيه". وحثّ سموتريتش، العمال على تجاهل قرار نقابة العمال الإسرائيلية "الهستدروت" بالدخول في إضراب عام. واتهم سموتريتش رئيس الـ"هستدروت"، "بتحقيق حلم يحيى السنوار، بدلاً من تمثيل العمال الإسرائيليين يقرر تمثيل مصالح حماس".
280 ألف إسرائيلي شاركوا في التظاهرات
وأمس عمّت التظاهرات "إسرائيل" وقدّر المراقبون عدد المتظاهرين في "تل أبيب" بـ280 ألف شخص، على الرغم من محاولات شرطة الاحتلال العديدة لفضّ التجمعات، التي ما كانت تتفرق حتى تلتئم من جديد بشكلٍ أكبر، فيما أفادت "القناة 12" الإسرائيلية باعتقال 15 متظاهراً حتى الآن. ويُطالب المتظاهرون حكومة الاحتلال، بالتراجع عن قرارها القاضي بالبقاء في "محور فيلادلفيا" و"ممر نتساريم"، للتمكن من العودة من جديد إلى طاولة المفاوضات التي تمنحهم الأمل بعودة أبنائهم أحياء من قطاع غزة، بعدما ثبت بأنّ العملية العسكرية التي يقوم بها "الجيش" تسببت بمقتل العديد منهم.