سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


كييف ستضرب العمق الروسي بأسلحة أمريكية بعيدة المدى.. زيلينسكي يواجه سيلاً من الانتقادات مع التقدم الروسي ووزير الخارجية يقدم طلب استقالته إلى البرلمان


صرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف،  بأن موسكو تأخذ في الاعتبار أن أوكرانيا ستضرب عمق الأراضي الروسية، بأسلحة أمريكية بعيدة المدى. وقال بيسكوف، خلال تصريحات صحفية على هامش "المنتدى الاقتصادي الشرقي التاسع": "الآن تتعرض الأراضي الروسية لهجوم مستمر بأسلحة أمريكية الصنع، ومن الواضح أن الأوكرانيين سيفعلون ذلك".
وأضاف بيسكوف، بالقول إن "درجة التدخل الأمريكي في الصراع الأوكراني، تتزايد باستمرار، والآن لا يوجد سبب لافتراض أنها ستصل إلى حد ما ولن تذهب إلى أبعد من ذلك". وفي سياق آخر، استبعد بيسكوف أن يتغير أي شيء في سياسة الولايات المتحدة تجاه روسيا، عقب الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال بيسكوف، في تصريحات صحفية، ردًا على سؤال بشأن النهج الأمريكي في التعامل مع روسيا عقب الانتخابات الرئاسية الأمريكي: "يمكنك تخمين ما سيحدث بقدر ما تريد".
وتابع قائلا: "هناك قدر لا بأس به من عدم القدرة على التنبؤ في السياسة الأمريكية بشكل عام، لذلك، سنرى ما سيحدث. هناك الآن معركة انتخابية ساخنة. كل من الملف الأوكراني والملف الروسي نشطان على جدول الأعمال".
وتهدف العملية العسكرية الروسية الخاصة، التي بدأت في 24 فبراير/ شباط 2022، إلى حماية سكان دونباس، الذين تعرضوا للاضطهاد والإبادة من قبل نظام كييف، لسنوات.
وأفشلت القوات الروسية "الهجوم المضاد" الأوكراني، على الرغم من الدعم المالي والعسكري الكبير الذي قدمه حلف الناتو وعدد من الدول الغربية والمتحالفة مع واشنطن، لنظام كييف. ودمرت القوات الروسية خلال العملية الكثير من المعدات التي راهن الغرب عليها، على رأسها دبابات "ليوبارد 2" الألمانية، والكثير من المدرعات الأمريكية والبريطانية، بالإضافة إلى دبابات وآليات كثيرة قدمتها دول في حلف "الناتو"، والتي كان مصيرها التدمير على وقع الضربات الروسية.

"فشل دفاعي كامل".. زيلينسكي يواجه سيلاً من الانتقادات مع التقدم الروسي

صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تؤكد أنّ تقدّم القوات الروسية شرقي أوكرانيا أشعل انتقادات حادة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على خلفية نقله نخبة القوات إلى خطوط القتال في إقليم كورسك الروسي وإهماله تعزيز الخطوط الدفاعية في جبهة دونتسك.
أشارت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في تقريرٍ لها، إلى أنّ الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، يواجه سيلاً من الانتقادات من جانب جنود وأعضاء في البرلمان، ومحللين عسكريين، بسبب التقدّم السريع للقوات الروسية في شرق أوكرانيا، بعد عملية القوات الأوكرانية في إقليم كورسك الروسي. وقالت الصحيفة إنّ كثيراً من الأوكرانيين احتفلوا بتوغّل قواتهم في إقليم كورسك الروسي في الـ8 من آب/أغسطس الجاري، أملاً في أن "تجبر هذه العملية روسيا على نقل قواتها إلى الجبهة الجديدة"، مما قد يؤدي إلى تغيير مسار الحرب لصالح أوكرانيا، لكن اختراق الخطوط الأمامية في إقليم دونتسك بشرق أوكرانيا، في نقاط ذات أهمية استراتيجية بالغة، أشعل انتقادات حادة للقيادة في كييف. ويرى المنتقدون أن إعادة نشر الآلاف من أفضل قوات أوكرانيا في إقليم كورسك الروسي أدى إلى إضعاف جبهة دونتسك. وتقترب القوات الروسية من مدينة بوكروفسك، ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة في إقليم دونتسك، وقد سيطرت على مجموعة من المدن المحيطة بها هذا الأسبوع، بعد أن اضطرت الوحدات الأوكرانية التي تعاني من نقص في أعداد المقاتلين، إلى التراجع من مواقعها. ومدينة بوكروفسك هي إحدى مدينتين في إقليم دونتسك تسيطران على طرق رئيسة وخطوط السكك الحديدية، وخسارتها تهدّد عمليات نقل الأسلحة والذخيرة إلى الجيش الأوكراني في الإقليم كله. وتظهر الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية أن القوات الروسية أصبحت على بعد 8 كيلومترات فقط من مدينة بوكروفسك، مما دعا سلطات المدينة إلى إخلائها من السكان. ووصف المحلل العسكري بمركز أبحاث في كييف، أولسكندر كوفالينكو، الوضع شرق مدينة بوكروفسك بأنه "فشل دفاعي كامل"، مشيراً إلى أن ما حدث ليس خطأ الجنود العاديين في مواقعهم على خطوط القتال. وأوضح كوفالينكو، وفقاً للصحيفة، أنّ "الخطأ من جانب من يتخذون القرارات لهؤلاء الجنود"، مشيراً إلى الرئيس الأوكراني، إذ عبّر كثير من الجنود الأوكرانيين عن مخاوفهم بشأن الخطوط الدفاعية حول مدينة بوكروفسك.
وكان زيلينسكي قد أقرّ في مؤتمر صحافي في كييف، بأن الموقف على خطوط القتال في مدينة بوكروفسك "شديد الصعوبة"، لكنه ادّعى إبطاء التقدّم الروسي في المنطقة نتيجة الهجوم الأوكراني على إقليم كورسك الروسي. غير أنّ الواقع، كما ذكرت الصحيفة، أنّ القوات الروسية تقدّمت بسرعة أكبر منذ هجوم أوكرانيا على كورسك، وفق الكثير من المحللين، ومنهم محللون أوكرانيون يعملون مع فريق بحثي على صلة وثيقة بالجيش الأوكراني. ونقلت الصحيفة عن أحد قادة المدفعية الأوكرانية في مدينة بوكروفسك أنّ قواته تعاني من نقص شديد في قذائف المدفعية، بعد نقل الكثير منها إلى الجبهة الروسية. ووصف القائد العسكري الأوكراني الوضع بقوله "لدينا قذيفة واحدة مقابل كل 6 إلى 8 قذائف يطلقها الروس".

زيلينسكي يقيل قائد القوات الجوية

وفي سياق متصل، أكدت وكالة "بلومبرغ" الأميركية أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أقال قائد القوات الجوية، ميكولا أوليششوك، بعد يوم واحد من الكشف عن تحطّم طائرة من طراز "أف 16". ولم يذكر المرسوم الرئاسي سبب الإقالة، التي أعلن عنها زيلينسكي في خطاب مصوّر عبر "تلغرام" يوم الجمعة، مكتفياً بالقول إنه "من المهم تعزيز القوات الجوية على مستوى القيادة من أجل الأمن القومي وطمأنة السكان". وكانت صحيفة "إيكونوميست" البريطانية، قد تحدثت، الجمعة، عن فشل أوكرانيا في تحقيق أهدافها المرجوة من خلال عملية كورسك ومحاولة التوغل في المقاطعة الروسية، وهي تشتيت انتباه القوات الروسية عن تقدمها نحو مدينة بوكروفسك الاستراتيجية في جمهورية دونيتسك الشعبية في منطقة دونباس، المركز اللوجستي الحيوي للقوات الأوكرانية. ونقلت الصحيفة، في تقرير لها، اعتراف القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، أوليكساندر سيرسكي، في 27 آب/أغسطس الجاري، أن روسيا كثّفت من تركيزها على المدينة، في حين يبدو أن الدفاعات الأوكرانية آخذة في الانهيار، حيث تحقّق روسيا مكاسب سريعة على طول خط المواجهة في شرق أوكرانيا. وأشارت الصحيفة، إلى تغيّر مشهد الحرب في كورسك، بعد أسابيع من بدء الجيش الأوكراني عملياته المستمرة منذ السادس من آب/أغسطس، مع تشكّل "خطّ أمامي جديد، يمتد لمئات الكيلومترات".

أوكرانيا: وزير الخارجية يقدم طلب استقالته إلى البرلمان

قدّم وزير الخارجية الأوكراني، دميتري كوليبا، استقالته إلى مجلس النواب الأوكراني، اليوم الأربعاء، بحسب ما أعلن رئيس البرلمان، روسلان ستيفانتشوك. وأعلن ستيفانتشوك أنّ البرلمان سينظر في طلب الاستقالة خلال إحدى الجلسات العامة المقبلة. ويأتي طلب وزير الخارجية في أوكرانيا للاستقالة بعد يوم واحد من تقديم كل من وزير العدل، دينيس ماليوسكا، ووزير الصناعات الاستراتيجية، ألكسندر كاميشين، ووزير البيئة، رسلان ستريليتس، ونائب رئيس الحكومة للتكامل الأوروبي والأوروبي الأطلسي، أولغا ستيفانيشينا، طلبات استقالاتهم إلى البرلمان أيضاً.
إلى جانب ذلك، قد تشهد الحكومة الأوكرانية تغييرات وإقالات لموظفين خلال هذا الأسبوع، بحسب ما أفاد به النائب ياروسلاف زيليزنياك. في السياق نفسه، قال رئيس كتلة "سلوغا نارودا" (خادم الشعب) في البرلمان، ديفيد أراخاميا، إنّه "من الممكن توقع إعادة تشكيل كبيرة للحكومة الأوكرانية، وتغييرات في الموظفين هذا الأسبوع". ووفقاً له، فإنّ 50% من موظفي الحكومة سيخضعون للتغييرات. يُذكر أنّ جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي كشف، في آب/أغسطس الماضي، أنّ الولايات المتحدة تدرس خيارات لاستبدال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، "بشخصية أكثر قابليةً للإدارة وأقلّ فساداً، وتُناسب معظم الحلفاء الغربيين". وأفادت الاستخبارات الخارجية الروسية بأنّ واشنطن ترى في وزير الداخلية الأوكراني السابق، أرسين أفاكوف، "مرشحاً مناسباً ليحلّ محل زيلينسكي، مما سيسمح للغرب بالتحضير بشكل أفضل للمفاوضات مع روسيا".

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,