جدل بعد انتخابات الولايات في شرقي ألمانيا.. كيف يفوز بوتين؟
"بوليتيكو" تتحدّث عن جدل يدور في شرقي ألمانيا، و"يعوّق بناء الائتلاف الحاكم" في تلك المنطقة، بعد تحقيق الأحزاب المؤيّدة لروسيا تقدّماً كبيراً في الانتخابات الإقليمية التي أُجريت الأحد الماضي فيها. ما القصة؟
تحدّثت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية عن جدل يدور في شرقي ألمانيا، بشأن الصواريخ الأميركية والمساعدات العسكرية لأوكرانيا، على نحو "يعوّق بناء الائتلاف الحاكم" في تلك المنطقة. وقالت الصحيفة إنّ "النقاش الساخن المتعلّق بروسيا يعكّر صفوة السياسة في الولايات الألمانية الشرقية"، معتبرةً أنّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، "فاز في ألمانيا الشرقية، ويستمتع بهذا النقاش". وجاء تعليق الصحيفة بعد تحقيق الأحزاب المؤيّدة لروسيا تقدّماً كبيراً في الانتخابات الإقليمية التي أُجريت الأحد الماضي في شرقي ألمانيا، و"مطالبتها القادة الألمان بتغيير جذري في طريقتهم في التعامل مع الكرملين"، وفقاً للصحيفة. ويشمل ذلك حزب "تحالف ساهرا فاجينكنيشت" (BSW) اليساري، وهو حزب جديد سُمّي على اسم مؤسسته، ساهرا فاجينكنيشت، وهي أيقونة يسارية دخلت السياسة كعضو في الحزب الشيوعي في ألمانيا الشرقية. ومن بين مطالب "BSW"، الذي احتلّ المركز الثالث في ولايتي تورينغن وساكسونيا الواقعتين في شرقي ألمانيا، أن توقف برلين خطةً أعلنت عنها في تموز/يوليو الماضي، تقضي بنشر الولايات المتحدة صواريخ بعيدة المدى في ألمانيا، بدءاً من عام 2026، لمواجهة روسيا. في هذا الإطار، أشارت "بوليتيكو" إلى ما أدلت به فاجينكنيشت عبر التلفزيون العام الألماني بعد الانتخابات، ومفاده أنّ "كثيرين يخشون أن تسمح ألمانيا لنفسها بالانجرار إلى الحرب (ضد روسيا)، وأنّ كثيرين أيضاً مدركون للمخاطر الكبيرة التي تشكّلها خطط الصواريخ الأميركية".
"مشهد سياسي مجزّأ في شرقي ألمانيا"
منذ ذلك الحين، أشار أعضاء "BSW"، الذين يدعون إلى وقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا وإجراء مفاوضات سلام مع بوتين، إلى أنّهم لن يشكّلوا ائتلافات مع أي حزب يدعم وجود الصواريخ الأميركية، بحسب ما تابعت الصحيفة. ووفقاً لها، فإنّ هذا الموقف يضع حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" المحافظ (CDU)، الذي فاز بالمرتبة الأولى في ساكسونيا والثانية في تورينغن، في "موقف صعب"، وفقاً للصحيفة. ومع تعهّد جميع الأحزاب بعدم الحكم مع حزب "البديل من أجل ألمانيا" (AfD)، من المقرّر أن يقود "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" محادثات الائتلاف، إلا أنّ "المشهد السياسي الجديد المجزّأ في شرقي ألمانيا يتطلّب أن يكون BSW شريكاً لـCDU"، وفقاً لما أوضحته "بوليتيكو". لكنّ مثل هذه الشراكة ستكون "محفوفةً بالمخاطر إلى حد كبير"، بحسب الصحيفة، إذ إنّ زعماء "CDU" يرفضون مواقف "BSW" تجاه روسيا بصورة قاطعة، ويتهمونه بأنّه "أداة في يد الكرملين". أما على الصعيد الشعبي، فإنّ نحو 3 من كلّ 4 أشخاص في شرقي ألمانيا لا يريدون نشر الصواريخ الأميركية في بلدهم، بحسب استطلاع رأي أجرته مؤسسة "فورسا"، في أواخر تموز/يوليو الماضي. وفي ألمانيا كلّها، يرفض نصف المواطنين هذه الخطة. ورأت "بوليتيكو" أنّ هذه المواقف الشعبية تساعد في تفسير تبنّي رئيس الحكومة المحافظ في ساكسونيا، مايكل كريتشمر، الذي قاد حزبه "CDU" إلى فوز ضئيل على "AfD"، آراء لا تتفق مع تلك التي يتبنّاها زعماء حزبه على المستوى الوطني عندما يتعلّق الأمر بروسيا. وإزاء ذلك، قالت الصحيفة إنّ كريتشمر يبدو في كثير من الأحيان أشبه بسياسيّي "BSW"، فيما هو مرتبط بروسيا.