سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


موسكو مستعدة للعودة إلى مبادئ إسطنبول بشأن التسوية الأوكرانية.. واشنطن تعلن عن مساعدات عسكرية وزيلينسكي يطلب المزيد وأوروبا تستنفد أسلحتها


وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يؤكّد استعداد بلاده للعودة إلى مبادئ إسطنبول بشأن التسوية الأوكرانية، ولكن مع الأخذ في الاعتبار الحقائق الجديدة، مضيفاً أنّ على "فولوديمير زيلينسكي أن يلغي المرسوم الذي يحظر المفاوضات على الأقل".

أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن بلاده "مستعدة للعودة إلى مبادئ إسطنبول بشأن التسوية الأوكرانية مع أخذ الحقائق الجديدة بعين الاعتبار". وقال لافروف في مقابلة مع صحيفة "إر بي كا" الروسية إنّ "هذه المبادئ لا تزال قائمة اليوم"، مشيراً إلى أنّ الرئيس فلاديمير بوتين "قال أكثر من مرة إنّهم إذا كانوا يريدون المفاوضات، فعلى فولوديمير زيلينسكي أن يلغي المرسوم الذي يحظرها على الأقل". وجرت المفاوضات الأولى بين روسيا وأوكرانيا مطلع آذار/مارس 2022 في بيلاروسيا بعد بدء العملية العسكرية الخاصة، لكنّها لم تسفر عن نتائج ملموسة. وفي 29 آذار/مارس 2022، عُقدت الجولة التالية في إسطنبول، عندما تلقت موسكو لأول مرة من كييف مبادئ اتفاق مستقبلي محتمل مسجل على الورق. وتضمن الاتفاق التزامات بشأن الوضع المحايد وعدم الانحياز وعدم نشر أسلحة عسكرية أجنبية، بما في ذلك الأسلحة النووية، على أراضيها. وفي إثر ذلك، تم سحب القوات الروسية من محوري كييف وتشرنيغوف، لكن بعد ذلك تم تجميد المفاوضات بشأن التسوية بالكامل. وسبق أن أشارت موسكو مراراً إلى أنها مستعدة للمفاوضات، لكن كييف فرضت حظراً على الدخول في عملية تفاوض مع موسكو على المستوى التشريعي. وأكّد بوتين، في وقت سابق، أنّ روسيا لم ترفض قط مفاوضات السلام مع أوكرانيا التي أعلنت علناً انسحابها من عملية التفاوض.

وتطرق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمته خلال الجلسة العامة لمنتدى الشرق الاقتصادي في فلاديفوستوك، إلى موضوع المفاوضات مع أوكرانيا وكشف سبب تعطيلها.
وقال الرئيس الروسي، إن لديه إحساسا بأن من يحكمون أوكرانيا هم من كوكب آخر. الآن يجب عليهم أن يقوموا بالتعبئة الشاملة، ثم بخفض سن التجنيد، وإنشاء كتائب مثل "شبيبة هتلر"، إنهم يخدعون شعبهم، ويتخفون وراء الشعارات القومية الرنانة.
وأضاف: "تحدثت كثيرا عن المفاوضات، كنا قد وصلنا إلى حل كافة المعايير الخاصة بالعملية السلمية مع ممثلي كييف، واتفقنا على كل شيء. بل وقد وقع رئيس وفد الأوكراني في المفاوضات، الذي لا يزال يترأس الكتلة الحزبية الحاكمة في برلمان أوكرانيا، على مسودة هذه الاتفاقيات. كان من المطلوب استكمال هذه الاتفاقيات، إلا أن السيد (بوريس) جونسون عطل الاتفاق والسلطات البريطانية لا تنكر هذا، وطالب جونسون بالقتال حتى آخر أوكراني "لإلحاق الهزيمة الاستراتيجية بروسيا"، والسلطات الأوكرانية أعلنت أنها لو لم تطع الرعاة، لما كان الأمر قد تدهور على هذا النحو". وشدد الرئيس بوتين، على أنه "كان قد تم الاتفاق على الوثائق والتوقيع عليها في إسطنبول، ونحن لم نعترض على المفاوضات، بل هم من انسحبوا من تلك المفاوضات". وأضاف الرئيس بوتين، أنه يبقى على اتصال مستمر بقادة الدول الصديقة، ونوه بوجود نية حقيقية لديهم لحل هذه الأزمة المعقدة، وقال الرئيس الروسي: "أود التذكير هنا أن كل شيء بدأ بالانقلاب الذي وقع في كييف عام 2014، يتحدثون الآن عن حقوق الإنسان، وعن مبادئ القانون الدولي التي يجب أن نلتزم بها. فماذا عن هذا الانقلاب. إن هذا هو ما أدى إلى أن جزءا من سكان أوكرانيا بدأوا في السعي للحصول على حقوقهم". وأكد رئيس الدولة، أن روسيا ستعمل وتبذل كل الجهود لحماية مصالحها وحماية من يحمل الثقافة الروسية واللغة الروسية. وأكد الرئيس بوتين أن "الجانب الروسي، يعرف حق المعرفة مع من يتعامل. مع الذين لا يحترمون مصالح الدول الأخرى، ومن يخرقون كل الالتزامات حتى بعد توقيعهم على الوثائق، لذلك يجب بهذا الصدد البحث عن ضمانات. الضامن الأساسي لأمن روسيا هو نمو الاقتصاد والقدرات العسكرية الروسية، وبناء العلاقات المستقرة مع شركائنا وأصدقائنا".

بقيمة 250 مليون دولار

الولايات المتحدة الأميركية تُقدّم مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 250 مليون دولار، والرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، يُطالب بالسماح باستخدام صواريخ بعيدة المدى على الأراضي الأوكرانية والروسية.
أعلن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن عن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 250 مليون دولار، في وقت تسعى كييف لمواجهة تقدّم القوات الروسية في شرقي البلاد. وخلال اجتماع في ألمانيا للداعمين الدوليين لأوكرانيا، قال أوستن إنّ "الرئيس جو بايدن سيوقّع حزمة مساعدات أمنية جديدة بقيمة 250 مليون دولار لأوكرانيا، ما سيزيد القدرات لتلبية حاجات أوكرانيا المتطوّرة".

وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قد طالب "بالمزيد من الأسلحة" من الدول المجتمعة في ألمانيا، زاعماً أنّها ستستخدم "من أجل صدّ القوات الروسية في الأراضي الأوكرانية".
وقال زيلينسكي، خلال الاجتماع في غربي ألمانيا، إنّ "العالم يملك ما يكفي من أنظمة الدفاع الجوي لضمان عدم تحقيق روسيا أيّ نتائج"، مضيفاً: "أحضّكم على أن تكونوا أكثر نشاطاً في العمل معنا في مجال الدفاع الجوي". كما طالب، في الوقت ذاته، بالسماح باستخدام صواريخ بعيدة المدى "ليس فقط على أراضي أوكرانيا، بل أيضاً على الأراضي الروسية". وإذ يطالب زيلينسكي بالمزيد من الأسلحة من الدول الغربية، فإنّ مفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، يؤكّد أنّ دول الاتحاد استنفدت مخزوناتها العسكرية بسبب الإمدادات إلى أوكرانيا.

 وشدّد بوريل على أن مسألة السماح لأوكرانيا باستخدام السلاح الغربي، وخاصة الهجومي منه، من أجل استهداف العمق الروسي تعود لقرار كلّ دولة، وذلك بعد أن فشل في الحصول على موقف مشترك بشأن رفع "جميع القيود" المفروضة على كييف. وكانت القوات الأوكرانية قد شنّت هجوماً في الـ6 من آب/أغسطس الماضي، في محاولةٍ للسيطرة على أراضٍ في مقاطعة كورسك، بينما نفّذت القوات الروسية عمليات أدت إلى وقف تقدّم القوات الأوكرانية. وكشفت تقارير إعلامية، مشاركة قوات نخبة أوكرانية، بدعم من الدول الغربية والولايات المتحدة الأميركية في محاولات التوغّل في مقاطعة كورسك الروسية، المستمرة منذ السادس من آب/أغسطس، بمشاركة أكثر من 10 آلاف جندي أوكراني. وفرضت موسكو ما أطلقت عليه "عملية مكافحة الإرهاب" في مقاطعات كورسك وبيلغورود وبريانسك، لضمان أمن المواطنين.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,