لماذا لا تؤثر الاحتجاجات الإسرائيلية في موقف نتنياهو؟
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إنّ قضية إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة "تحولت إلى قضية سياسية بحتة"، وإن "من يؤيد الائتلاف يتفق مع موقف نتنياهو، ومن يعارضه يعارض موقفه". وفي مقالٍ بعنوان "لماذا لا تؤثر الاحتجاجات الإسرائيلية بعد مقتل بعض الأسرى في موقف نتنياهو"؟ أشارت الخبيرة في الشؤون الإسرائيلية، داليا شيندلين، إلى أنّ "أغلبية حلفاء نتنياهو، من السياسيين اليمينيين والمتطرفين والمتدينين، تتفق مع موقفه بشأن المفاوضات، ولا تنظر إلى المحتجين في الشوارع على أنهم ناخبون لها". ورأت أنهم يدركون أيضاً أن كثيرين من المحتجين في الشوارع - إن لم يكن أغلبيتهم - هم الأشخاص أنفسهم، الذين شاركوا في الاحتجاجات ضد خطة حكومة نتنياهو للتعديلات القضائية، العام الماضي. ورأت شيندلين أنّ نتنياهو وائتلافه "يدركان تماماً هويات المتظاهرين، وينظران إليهم على أنهم استمرار لاحتجاجات عام 2023، وليس كونهم القاعدة الانتخابية لهما".
وفي مقابل ما تعدّه نجاحاً لنتنياهو في المحافظة على تماسك ائتلافه، رأت الصحيفة أنّ معارضته ليست موحّدة على الإطلاق، مع وجود زعيمين متنافسين لها، هما يائير لابيد وبيني غانتس، لافتةً إلى أنّ المعارضة أكثر تنوعاً من الائتلاف. ورأت الصحيفة في الاحتجاجات "استعراضاً للغضب"، واصفةً إياه بـ"الاستعراض الاستثنائي في زمن الحرب"، ومتوقعةً أن تشهد الاحتجاجات، المقررة يوم السبت، إقبالاً كبيراً، مشيرةً إلى أنّ أعداد الناس في الشوارع لم تضاهِ أعداد المتظاهرين ضد التعديلات القضائية في العام الماضي. وأكدت أنّ أغلبية المحللين ترى "أنّ أعداد المتظاهرين لا بد من أن تكون أكبر كثيراً كي تخلق ذلك النوع من الضغوط، التي قد تدفع الائتلاف الحاكم إلى الانقلاب على نفسه". ونقلت الصحيفة، عن الباحث يوناتان ليفي، قولأنه "في وقت لا تهتم القيادة بما يفكر فيه الجمهور الأوسع، فإن قدرة حركة الاحتجاج على تحريك الأمور تبقى محدودة".
احتجاجات بالتوابيت وسط "تل أبيب".. والشرطة الإسرائيلية تهاجم المتظاهرين
أكدت القناة "الـ12" الإسرائيلية أنّ عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة وضعت في ساحة "هبيما"، وهي ميدان عام رئيس في "تل أبيب"، 27 تابوتاً، في إشارةٍ إلى عدد الأسرى لدى المقاومة، والذين قُتِلوا في قطاع غزة حتى الآن. وتجددت المواجهات بين شرطة الاحتلال والمتظاهرين المطالبين بإبرام صفقة لتبادل الأسرى، بعد إقدامهم على محاولة قطع طريق "أيالون" في "تل أبيب".
وتتواصل التظاهرات الحاشدة للمستوطنين في "تل أبيب"، مطالبةً بإبرام صفقة تبادل الأسرى، بصورة عاجلة. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أكدت، الأربعاء، أنّ مستوطنين قطعوا الطريق قرب منزل وزير التربية والتعليم في الحكومة الإسرائيلية، يوآف كيش، مطالبين بعقد الصفقة، كما اقتحم عشرات المستوطنين مدرسة في مستوطنة "كفار مناحيم" في أثناء وجود وزير التعليم فيها. وأفادت القناة "الـ12" الإسرائيلية بأنّ هيئة عائلات الأسرى دعت نتنياهو إلى التوقف عن ارتداء الشارة الخاصة بالأسرى، وطالبته بـ"التوقف عن خلق وهم الدعم والسعي لاستعادة الأسرى، بينما يفعل كل شيء لإفشال صفقة التبادل". وتصاعدت وتيرة التحركات في الأيام الأخيرة بعد مقتل 6 أسرى إسرائيليين جدد في قطاع غزة بنيران الاحتلال. وبثت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، مشاهد مصورة عن بعضهم، أكدوا فيها تخلي حكومة نتنياهو عنهم، وسعيها لقتلهم عمداً كي تتجنب صفقة التبادل، في مقابل حرص كتائب القسام على المحافظة على حياتهم ونقلهم من أماكنهم مراراً لهذه الغاية. وفي هذا السياق، رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أنّ سبب تجاهل نتنياهو للاحتجاجات هو تحولها إلى قضية سياسية بحتة، بحيث يتفق من يؤيد الائتلاف مع موقف نتنياهو بشأن المفاوضات، بينما لا يعدّ من يعارض موقفه من قاعدته الانتخابية في الأساس".