الوفد السوري انسحب من قاعة اجتماع مجلس جامعة الدول العربية مع بدء كلمة وزير الخارجية التركي
غادر الوفد الوزاري السوري برئاسة وزير الخارجية فيصل المقداد، قاعة الاجتماع الوزاري لجامعة الدول العربية، تزامناً مع بدء كلمة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان. وأمس الاثنين، أعلنت وزارة الخارجية التركية، أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان سيشارك، في قمة الجامعة العربية في القاهرة، بعد 13 عاماً من غياب تام لأنقرة عن اجتماعات الجامعة العربية.
وقالت مصادر إعلامية مصرية إن دمشق قللت من تمثيلها خلال كلمة وزير الخارجية التركي، حيث غادر الوزير السوري منفرداً تاركاً مقعده لأحد أعضاء الوفد السوري المشارك، مع استمرار تمثيل سورية بالاجتماع، قبل أن يعود للاجتماع مرة أخرى عقب انتهاء كلمة وزير الخارجية التركي.
وقال المقداد إنه يأمل أن «تتحقق تصريحات الرئيس التركي في تشكيل محور تضامني سوري - مصري - تركي لمواجهة التهديدات، وأن تكون هذه رغبة تركية صادقة وحقيقية». وأكد اشتراطات دمشق، بقوله: «إذا أرادت تركيا أن تكون هناك خطوات جديدة في التعاون السوري – التركي، وأن تعود العلاقات إلى طبيعتها»، فعليها «الانسحاب من الأراضي العربية التي احتلتها في شمال سورية وغرب العراق»، مشيراً إلى أنه مع مطلع القرن الحالي «تم نسج علاقات استراتيجية مع تركيا، لكي تكون الدولة التركية إلى جانب سورية في نضال مشترك لتحرير الأراضي العربية المحتلة، لكن تركيا عملت على نشر جيشها في شمال الأراضي السورية، وأقامت معسكرات في احتلال للأراضي العربية السورية»، بحسب المقداد الذي أكد مطالب دمشق بوجوب تراجع تركيا عن «هذه السياسات، وأن تتخلى عنها بشكل نهائي؛ لأن من مصلحة الشعبين السوري والتركي أن يكون هناك علاقات طبيعية بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة، والتي يجب أن تتوحد الجهود لمواجهتها».
كما لفت المقداد إلى أن سورية تعلن دائماً أنها لن تتوقف عند الماضي، وأنها تتطلع إلى الحاضر والمستقبل، وتأمل أن تكون الإدارة التركية صادقة فيما تقوله، لكن بشرط «أن تتوافر متطلبات التوصل إلى هذا النوع من التعاون، وهو أن تنسحب تركيا من الأراضي السورية والعراقية».
ويشارك وفد من وزارة الخارجية بدمشق في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، في دورته الـ162، برئاسة الجمهورية اليمنية، التي انطلقت، في مقر الجامعة بالقاهرة، وتتناول عدداً من القضايا الإقليمية المهمة، بما في ذلك الملف السوري.
المجلس الوزاري العربي يكلف المجموعة العربية في نيويورك بدء خطوات تجميد مشاركة “إسرائيل” في الجمعية العامة للأمم المتحدة
قرر مجلس جامعة الدول العربية في ختام أعمال دورته العادية الـ 162 على المستوى الوزاري التي انعقدت مساء اليوم في مقر الجامعة بالقاهرة تأجيل النظر بعدد من بنود جدول أعمال هذه الدورة إلى الدورة القادمة 163، واعتماد قرار وحيد هو القرار المتعلق بتطورات القضية الفلسطينية والصراع العربي – الإسرائيلي. وبموجب القرار كلف مجلس الجامعة المجموعة العربية في نيويورك بدء خطوات تجميد مشاركة “إسرائيل” في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بسبب عدم التزامها بمقاصد ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه، وتهديدها للأمن والسلم الدوليين، وحشد الدعم الدولي اللازم لذلك. كما حث القرار محكمة العدل الدولية على الإسراع في الفصل بموضوع الدعوى التي رفعتها جمهورية جنوب إفريقيا ضد “إسرائيل”. وأكد المجلس رفضه القاطع لمخططات كيان الاحتلال الإسرائيلي وفرض سيطرته على أي جزء من قطاع غزة، وطالب بانسحاب “إسرائيل” الكامل من قطاع غزة، وضرورة تشغيل معبر رفح وفق القواعد المعمول بها، ورفع جميع العراقيل أمام النفاذ الإنساني الآمن والكافي والسريع. وأدان القرار أيضاً ارتكاب “إسرائيل” لجريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على مدار أكثر من 11 شهراً، واستهدافها أكثر من 145 ألف مدني فلسطيني بين شهيد وجريح ومفقود. وأعرب القرار عن رفض مجلس الجامعة وإدانته للسياسات والإجراءات العدوانية التي تتخذها حكومة الاحتلال الإسرائيلي وإمعانها في خطط ضم أراضي الضفة الغربية المحتلة، والتوسع الاستعماري الاستيطاني، وأدان أيضاً إمعان “إسرائيل”، القوة القائمة بالاحتلال، في سياسات الضم والاستيطان في الجولان السوري المحتل. كما أدان القرار بشدة العدوان الإسرائيلي الغاشم والمتصاعد ضد الجمهورية العربية السورية وانتهاك سيادتها، ما يشكل جرائم وانتهاكات جسيمة للقانون الدولي.
الوزير المقداد يجري حواراً مفتوحاً في مصر تناول القضايا المتعلقة بسورية والظروف التي تواجهها
أجرى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تسيير الأعمال الدكتور فيصل المقداد خلال تواجده في مصر حواراً مفتوحاً مع مجموعة من الإعلاميين والمفكرين والكتاب المصريين في مقر السفارة السورية في القاهرة. وجرى خلال اللقاء مناقشة طيف واسع من القضايا المتعلقة بسورية والظروف التي تواجهها إلى جانب مواقفها إزاء تطورات الأوضاع في المنطقة، وعلى رأسها الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة. كما تطرق اللقاء إلى الاعتداءات الإسرائيلية، ومكافحة الإرهاب وأثر ذلك كله على الأمن والاستقرار في المنطقة. وأكد الوزير المقداد إدانة سورية للحرب الوحشية التي يشنها كيان الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحقه، مشدداً على ضرورة وضع حد لها. وتناول الحوار أيضاً تطور علاقات سورية مع الدول العربية، وبشكل خاص العلاقة مع مصر، وذلك في ضوء عودة سورية لشغل مقعدها في الجامعة العربية. وقد قدم الوزير المقداد توضيحات وإجابات عن الأسئلة والمداخلات التي طرحها الإعلاميون والمفكرون والتي غطت العديد من المسائل التي من بينها ما يخص تسهيل عودة اللاجئين والنازحين السوريين، وتحسين الوضع الإنساني والمعيشي للسوريين، ودعوة سورية بشكل دائم لجميع أبنائها للعودة إلى وطنهم الأم، وما تبذله من جهود في هذا الإطار بالتعاون أيضاً مع الأمم المتحدة. وركز الحوار أيضاً على أوجه التعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، والتدابير القسرية الأحادية التي تفرضها الدول الغربية على الشعب السوري والتي تعد العائق الأساسي أمام عودة اللاجئين والنازحين، وتوفير الظروف الملائمة لذلك.