بعد ليلة عنيفة شهدت سلسلة من أعنف الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، أظهرت المشاهد حجم الدمار الذي لحق بالمنطقة التي طالها القصف. وقد طال الدمار مخفراً لقوى الأمن الداخلي وبلدية المريجة ومحلاً لبيع الورود (أزهار لارا) ومبنى حكومياً لتوزيع الرسائل وملاعب لكرة القدم، فضلاً عن الأبنية السكنية والمحال التجارية ومعارض السيارات.
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن الطائرات الإسرائيلية ألقت 73 طنا من القنابل على ضاحية بيروت الجنوبية الليلة الماضية.
وطالت الاستهدافات أيضاً مستودعات تحتوي مواد سريعة الاشتعال، والأخرى للإطارات، ما يفسّر سبب اشتعال النيران وحدوث بعض الانفجارات، واستمرارها في الاشتعال حتى الآن.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد شنّ، ليل أمس، حزاماً نارياً طال منطقة المريجة حتى تحويطة الغدير، ما أدى إلى حدوث دمار واسع وتضرر عدد كبير من المباني السكنية بفعل الغارات الكثيفة.
وأفاد مراسلنا، بوقوع إصابات في صفوف فريق الدفاع المدني والصحافيين خلال تغطيتهم للعدوان الإسرائيلي على منطقة المريجة في الضاحية الجنوبية لبيروت نتيجة قصف صاروخي من مسيّرة إسرائيلية.
أيضاً، استهدف الاحتلال، ليل أمس، محيط الحدث وأوتوستراد السيد هادي نصر الله قرب مدرسة الإمام المهدي. وما زالت النيران تشتعل في المنطقة حتى الآن. وبحسب الوكالة الرسمية للإعلام، فقد نفذ الاحتلال الإسرائيلي غاراته بعدد كبير من القنابل الفراغية والارتجاجية الخارقة للتحصينات. وقد أتى ذلك وسط تحليق مكثف ومستمر لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية على علو منخفض. وكان وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال في لبنان فراس الأبيض قد أعلن، أمس ، أنّ حصيلة أعداد الشهداء وصلت إلى 1974، بينهم 127 طفلاً و261 امرأةً، إضافةً إلى 9384 جريحاً، منذ بداية العدوان الإسرائيلي العام الماضي. وهذه حصيلة من المتوقع أن ترتفع في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر.
في سياقٍ متصل، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، بخروج مستشفى مرجعيون الحكومي في جنوبي لبنان عن الخدمة بعد إخلاء طاقمه الطبي، في إثر استهداف سيارة تابع للهيئة الصحية الإسلامية في محيط المستشفى ما أدّى إلى ارتقاء 4 شهداء.
يُشار إلى أنّ مستشفيات عدّة في جنوبي لبنان تحذو حذو مستشفى مرجعيون الحكومي، بسبب الاعتداءات الإسرائيلية.
وفي سياق الحملة الممنهجة التي يُمارسها الاحتلال الإسرائيلي لاستهداف مراكز الإسعاف والدفاع المدني، أغار طيران الاحتلال الإسرائيلي على مركزٍ تابعٍ للهيئة الصحية الإسلامية في بلدة خربة سلم في جنوبي لبنان، الأمر الذي أسفر عن استشهاد مسعفين وجرح آخرين، وفق مراسلنا في حنوبي لبنان.
حزب الله يوسّع دائرة نيرانه شمالي فلسطين المحتلة.. ويتصدى لمحاولات التوغل الإسرائيلي جنوباً
تواصل المقاومة الإسلامية في لبنان - حزب الله، عملياتها النوعية ضد الاحتلال الإسرائيلي، موسّعةً دائرة نيرانها شمالي فلسطين المحتلة، ومتصديةً لمحاولات التوغل الإسرائيلية جنوبي البلاد، وذلك دعماً لغزة ومقاومتها، ودفاعاً عن لبنان وشعبه، ورداً على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين. في هذا الإطار، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية، "الكريوت" شمالي حيفا، بصليات صاروخية. ثم عند الساعة 08:20 صباحاً (بالتوقيت المحلي)، استهدف مجاهدو المقاومة مدينة صفد المحتلة بصلية صاروخية. واستهدف مجاهدو المقاومة عند الساعة الـ 09:00 صباحاً تجمعاً لآليات وجنود الاحتلال الإسرائيلي في "سعسع" بصاروخ بركان ثقيل. وعند الساعة 9:15، استهدفت المقاومة الإسلامية مرابض مدفعية الاحتلال في جنوب "كريات شمونة"، بصلية صاروخية. بعد ذلك استهدفت المقاومة قاعدة "إيلانيا" بصلية صاروخية عند الساعة الـ 10:20 صباحاً. وعند الساعة 11:24، استهدفت المقاومة موقع "رويسات العلم" في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، وذلك بقذائف المدفعية، محققةً إصابة مباشرة. وبعدها، عند الساعة 12:20 ظهراً، استهدفت المقاومة تجمعات لجنود الاحتلال الإسرائيلي في "كريات شمونة" بصلية صاروخية. كما استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة مستوطنة "كرمئيل" بصلية صاروخية كبيرة.
صفّارات إنذار لا تتوقف.. ونتنياهو يهرب إلى الملجأ
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أفادت بدوي صفارات الإنذار في "حانيتا" وحيفا و"الكرايوت" وعكا و"نهاريا". وتعليقاً على رشقة الصواريخ التي أطلقت صباح اليوم من لبنان والمحاولات الإسرائيلية لاعتراضها، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّ "هناك جنون في سماء حيفا والكاريوت". كما دوّت صفارات الإنذار في "غور بيت شان"، و"غيشر"، و"ميناحيميا" خشية تسلل طائرة مسيرة. ودوّت الصفارات أيضاً في "مرغليوت" و"مسكاف عام" وفي "دوفيف" في الجليل الغربي وفي "كريات شمونة" و"مرغليوت" والمنارة، و"برعام" و"يارؤون" و"سعسع"، و"شلومي"، والكرمل، في حين سقط صاروخ في "معيليا" في الجليل باعتراف الاحتلال.
كذلك، دوّت صفّارات الإنذار في قيسارية (تقع في منتصف الطريق بين تل أبيب وحيفا) شمالي الخضيرة للمرة الأولى، وقال موقع "والاه" الإسرائيلي إن "نتنياهو كان متواجداً في منزله في قيسارية عندما دوّت صفارات الإنذار وهرع إلى الملاجئ".
وأشارت منصة إعلامية إسرائيلية، في هذا السياق، إلى "محاولة استهداف منصة غاز ومحطة كهرباء في قيسارية"، في حين أكّد الإعلام الإسرائيلي إصابة مباشرة في "كريات شمونة" من جراء نيران أطلقت من لبنان.
بدوره، نقل مراسل سيريا ستار تايمز في الجنوب أنّ صليات صاروخية متوسطة المدى أُطلقت في اتجاه شمالي بحيرة طبريا. كما لفت إلى صليات صاروخية مكثفة جداً تطلق باتجاه شمال فلسطين المحتلة، مورداً أنّ "أكثر من 80 صاروخاً أطلقوا في الصلية الأخيرة تجاه الشمال". وأشار مراسلنا أيضاً إلى استهدافات صاروخية لتجمعات جنود إسرائيليين في الجليل الغربي. وأكّدت مراسلة سيريا ستار تايمز في الجنوب أنّ صفارات الإنذار "لم تهدأ منذ ساعات الصباح الأولى ودوّت نحو 17 مرة في مناطق الجليل وحتى عمق 70 كلم". وبحسب منصة إعلامية إسرئيلية، فقد أبلغ مستوطنون عن العديد من مروحيات الإجلاء في سماء الشمال.
المقاومة تتصدى لمحاولات التوغل الإسرائيلية في الجنوب
في غضون ذلك، أعلنت المقاومة الإسلامية استهدف دبابة "ميركافا" في محيط موقع المالكية بصاروخ موجه، ممّا أدىّ إلى اندلاع النيران فيها، وسقوط أفرادها بين قتيل وجريح، وذلك فجر اليوم. كما استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 11:00 صباحاً قوة لآليات وجنود الاحتلال الإسرائيلي في سهل مارون الراس بقذائف المدفعية، وأوقعوا فيهم إصابات مؤكدة بين قتيل وجريح. ووفقاً لمراسل سيريا ستار تايمز ، فقد فجّر حزب الله 7 عبوات ناسفة في قوات الاحتلال الإسرائيلي التي حاولت التقدم، مؤكّداً أنّ أي حديث عن سقوط قرى مثل يارون ومارون وعديسة، عارٍ تماماً من الصحة. وشدّد مراسلنا على أنّ "جيش" الاحتلال الإسرائيلي "لم يستطع حتى الآن أن يثبت في أي نقطة في الجنوب".
وتأتي هذه العمليات بعدما نفّذت المقاومة الإسلامية في لبنان 32 عمليةً عسكريةً متنوعة الأهداف ضد الاحتلال الإسرائيلي، خلال 24 ساعةً، يوم أمس . وشملت هذه العمليات التصدي لمحاولات التقدم الفاشلة لقوات النخبة في "الجيش" الإسرائيلي في اتجاه قرى حدودية في الجنوب، إلى جانب استهداف تجمعات في ثكن ومواقع عسكرية وبساتين ومنازل في المستوطنات، على طول الحافة الأمامية، وقصف مستوطنات وأهداف عسكرية، في عمق شمالي فلسطين المحتلة. وفي السياق، كشفت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان، من مصادرها الميدانية والأمنية الموثوقة، أنّ عدد القتلى في صفوف "جيش" الاحتلال، والذين سقطوا في المواجهات البطولية التي خاضها المجاهدون في الجنوب، وحده، بلغ 17 ضابطاً وجندياً.